جدة ــ البلاد
لم يتغير الدور القطري في المنطقة العربية طوال العقدين الماضيين ، رغم المحاولات العربية وضع ساسة قطر على جادة الصواب تجاه قضايا الخليج والقضايا العربية، وبشكل خاص منذ انطلاق ما سمي بالربيع العربي، إلا أن قمم الرياض التي أحدثت تحولاً في سياسية المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، والتصدي للدور الإيراني المخرب، يبدو أنها أوجعت الإمارة الصغيرة، ما دفع أميرها إلى الإفصاح عما تستر عليه لسنوات طويلة، في علاقاته مع الجماعات الإرهابية وإيران، التي سارعت إلى الترحيب بقطر وأبدت دعما لقادتها، عبر تصريحات مسؤوليها ووسائل إعلامها.
وتوقع مسؤولون أمريكيون، أن أحد أهداف التقارب الإيراني من قطر أن تكون الأخيرة الخزينة التي تمد طهران بالدولارات لتمويل مليشياتها في اليمن ولبنان ودول أخرى بالمنطقة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن هؤلاء المسؤولين قولهم: إنه بالنسبة لواشنطن، فإن إيران هي الخطر الحقيقي في أزمة قطر مع دول الخليج.
ويأتي هذا التمويل بشكل غير مباشر عبر زيادة حجم التجارة بشكل غير مسبوق بين إيران وقطر، فقد ارتفعت الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى قطر زيادة كبيرة في الفترة الأخيرة، بحسب هيئة ترويج التجارة الإيرانية.
كما قال رئيس هيئة الطيران المدني الوطنية الإيرانية: إن حرية النقل الجوي القطري في الأجواء الإيرانية شهدت زيادة فورية بنسبة 17%، كما تتشارك قطر وإيران حقل غاز الشمال ويديرانه معًا.
ويقول المسؤولون الأمريكيون: إنهم قلقون من أن ذلك يمنح طهران إمكانية الوصول إلى الدولارات الأمريكية، وهي الأموال التي قد تستخدمها لتمويل حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة.
والحديث عن التمويل القطري لمليشيات إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن ليس بجديد، فهو ثابت وموثق، وإن جاء في صورة أعمال خيرية أو فدية تحرير رهائن، ولكن التصريحات الأمريكية تشير إلى توقعات بأن إيران ستزيد من استحلاب واستنزاف الخزينة القطرية في هذا الاتجاه في الفترة المقبلة، مقابلها دعم قطر ضد دول الخليج.