الدوحة (رويترز) –
قال مسؤول قطري يوم الخميس إن صفقة لشراء مقاتلات أمريكية إف-15 بقيمة 12 مليار دولار تظهر دعم واشنطن العميق لقطر على الرغم من تكرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات بأن الدوحة تدعم الإرهاب.
وتواجه قطر مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية من السعودية وحلفائها في المنطقة الذين قطعوا علاقاتهم معها الأسبوع الماضي في أسوأ نزاع بين دول الخليج في سنوات.
وتتهم تلك الدول قطر بتمويل الإرهاب وتأجيج اضطرابات في المنطقة والتقرب من عدوها إيران وهي اتهامات تنفيها الدوحة.
وكرر ترامب الاتهامات بحق قطر حتى مع محاولة وزارتيه للدفاع والخارجية البقاء على الحياد في النزاع بين حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة.
وتستضيف قطر قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة يوجد بها مقر سلاح الجو الأمريكي في الشرق الأوسط.
ووقع الاتفاق وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية يوم الأربعاء. ونشر السفير القطري لدى الولايات المتحدة مشعل حمد آل ثاني صورة لمراسم التوقيع على تويتر.
وقال مسؤول قطري في الدوحة “هذا بالطبع دليل على أن المؤسسات الأمريكية معنا لكننا لم نشك في ذلك قط… دعم أمريكا لقطر له جذور عميقة ولا يتأثر بسهولة بتغيرات سياسية”.
وفي واشنطن قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تواصل العمل مع قطر وحكومات أخرى في المنطقة وإن اتفاق المقاتلات ظل قيد التحضير لسنوات.
وأبلغت المتحدثة هيذر نويرت الصحفيين “نحن نعتبره علامة ملموسة على دعم علاقتنا في مجال الدفاع وارتباطهم بالولايات المتحدة”.
وقال مصدر بوزارة الدفاع القطرية إن الاتفاق يشمل 36 طائرة حربية.
وكانت الولايات المتحدة وافقت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي على صفقة محتملة لبيع ما يصل إلى 72 طائرة إف-15 كيو.إيه إلى قطر مقابل 21.1 مليار دولار. وامتنعت بوينج المتعاقد الرئيسي في هذه الصفقة عن التعقيب.
ودافع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أثناء جولة في الخليج يحاول فيها التوسط لإنهاء الأزمة عن صفقة الطائرات.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن تشاووش أوغلو قوله في الكويت عقب محادثات مع نظيره الكويتي “مثلما تفعل دول أخرى مثل السعودية ودولة الإمارات العربية ومصر… من الطبيعي أن تشتري قطر طائرات أو معدات ضرورية للدفاع عن نفسها”.
وتربط تركيا علاقات ودية بقطر وأرسلت إليها إمدادات غذائية منذ فرضت العقوبات على الدولة الخليجية. وتقود الكويت جهود وساطة لحل النزاع الذي أثر على واردات الغذاء وأثار تساؤلات حول خطط قطر لإستضافة مسابقة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.
وقال دبلوماسي أوروبي في الخليج إن توقيت الاتفاق مصادفة فيما يبدو.
وأضاف قائلا “من المفترض أن الولايات المتحدة كانت ستؤجل الاتفاق إذا أرادت ذلك، وإن كنت لا أعتقد أن هناك علاقة تذكر بين الصفقات والسياسة الخارجية”.
* قاعدة جوية هامة
قطر قاعدة مهمة للجيش الأمريكي الذي ينفذ عمليات تستهدف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها. ويوجد في قاعدة العديد الجوية في قطر أكثر من 11 ألف جندي من القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وقالت وكالة الأنباء القطرية يوم الأربعاء إن سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية وصلتا إلى ميناء حمد القطري للمشاركة في تدريبات عسكرية مع البحرية القطرية.
وقالت قطر يوم الخميس إن الاستعدادات لكأس العالم 2022 تسير بدون عوائق مع إيجاد مصادر بديلة لإمدادات مواد البناء لمشاريع البنية التحتية لكأس العالم عوضا عن تلك التي كان تأتي بطريق البر من السعودية.
وقال شهود إن ميناء قطر الرئيسي يعج أيضا بسفن تجلب إمدادات غذائية ومواد البناء.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن صفقة الطائرات تعزز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وقطر وتساعدهما على العمل معا. وأضافت أن ماتيس والعطية ناقشا أيضا العمليات الجارية ضد الدولة الإسلامية وأهمية تهدئة التوترات في منطقة الخليج.
كانت صفقة المقاتلات تعثرت وسط مخاوف أثارتها إسرائيل من أن إرسالها إلى دول خليجية قد يجعلها تسقط في الأيدي الخطأ ومن ثم تستخدم ضدها وأيضا بسبب قرار أوسع من إدارة أوباما بشأن المساعدات العسكرية للخليج.
واتهم ترامب، الذي تولى منصبه في يناير كانون الثاني، قطر بأنها راع “على مستوى عال” للإرهاب وهو ما قد يعرقل جهود الخارجية الأمريكية للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة الدبلوماسية.
وفي تصريحات للصحفيين في أنقرة عقب عودته من محادثات استغرقت يومين في الدوحة والكويت قال تشاووش أوغلو إنه سيسافر إلى السعودية للقاء الملك سلمان في مكة يوم الجمعة.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي “السعودية مهمة والعاهل السعودي يحظى باحترام الجميع. نتوقع من الملك سلمان أن يكون القائد في حل هذه المشكلة”.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تحدث مع نظيره العماني في اتصال هاتفي. وقالت وزارة الخارجية العمانية إن وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي دعا إلى دعم جهود الوساطة الكويتية باعتبارها الفرصة الأفضل لحل الأزمة.
وفي تصريحاته للصحفيين في وقت سابق في الكويت جدد تشاووش أوغلوا انتقاده للعقوبات الاقتصادية من ثلاث دول خليجية ومصر ضد قطر ووصفها بأنها “خطأ” لكنه نفى أن تركيا تدعم أحد الطرفين.
وقال “ليس واردا أن ننحاز إلي أحد الأطراف هنا. نحن نصدر بيانات متوازنة جدا وبهدف التوصل إلى حل… لكن الوقوف على مسافة واحدة (من كل الأطراف) لا يعني أننا لن نقول الحقيقة”.
وتقدم تركيا وقطر كلتاهما دعما لجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تعتبرها الحكومة المصرية وبعض الدول الخليجية جماعة إرهابية.
ومنذ وقت طويل تنظر دول خليجية مجاورة لقطر بعين الشك إلى السياسة الخارجية للدوحة خصوصا رفضها اجتناب إيران كما أنها مستاءة من قناة الجزيرة التلفزيونية التي تمولها الدولة لبثها آراء لمعارضين في أرجاء المنطقة