جدة ــ البلاد
تحاول قطر تطويع كل الأوراق المتاحة للتخفيف من آثار المقاطعة الرباعية بسبب دورها في دعم الإرهاب، وذلك بعقد صفقات مع شركات ومؤسسات أميركية للعلاقات العامة والإعلام، وقد أنفقت ما يقرب من 5 ملايين دولار على حملات ضغط وترويج عبر وسائل إعلام أميركية منذ يونيو الماضي لمحاولة كسب القلوب والعقول والتعاطف في نزاعها مع الدول العربية.
وفي هذا السبيل استخدمت الدوحة 7 مؤسسات للضغط والترويج خلال 3 أشهر فقط لمواجهة تداعيات المقاطعة بسبب دعمها الإرهاب، بحسب ما أكد مركز “أوبن سكريتس” للدراسات السياسية.
وعلى الرغم من أن نشاط الدوحة بدأ قبل أزمتها وتصاعد بعدها، فإن توجه الدوحة أخيراً نحو إيران علانية أضعف موقف تلك المؤسسات في سوق المبررات اللازمة، خصوصاً وسط الكيانات المحافظة وأوساط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي ترى خيبة أمل كبيرة في توجه قطر نحو إيران.
يضاف إلى ذلك، أحد العراقيل الأساسية في تحسين الصورة، ويتمثل في استضافة الدوحة لعدد من القيادات المتطرفة سواء من جماعة الإخوان أو المرتبطين بالقاعدة وطالبان.
فيما وثقت مؤسسة “UN Watch” المتخصصة في متابعة ورصد الأمم المتحدة، التقارير التي نشرتها وسائل إعلام فرنسية قبل أيام حول شراء قطر لأصوات 10 أعضاء من المصوتين في اليونسكو قبل الانتخابات.
ونشرت مؤسسة UN Watch ” عبر حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تقارير فرنسية تؤكد أنه قبل التصويت لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، استقبلت قطر 10 مندوبين على الأقل وأغدقت عليهم الهدايا السخية.
وأثارت تغريدة المؤسسة العريقة رد فعل واسعا عبر مواقع التواصل خاصة أن مؤسسة “يونايتد نيشن ووتش” أحد أبرز المؤسسات العريقة في متابعة الأمم المتحدة.
وتعتبر «UN Watc”” مؤسسة غير حكومية مقرها في “جينيف” متخصصة في متابعة ورصد أداء المنظمات المختلفة للأمم المتحدة.
وخسرت قطر، الجمعة الماضي، منافسات رئاسة اليونسكو أمام المرشحة الفرنسية أودري أزولاي بعد خروج المصرية مشيرة خطاب، أمام الرشاوى والمال السياسي من قبل قطر
وعزت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية خسارة حمد الكواري مرشح قطر في السباق على منصب مدير عام منظمة اليونسكو إلى فعالية وقوة المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
وذكرت المجلة في تقرير لها عن فوز الفرنسية أودري أزولاي بمقعد المدير العام للمنظمة الدولية أن منافسها القطري فقد مناصرة أشقائه في الخليج العربي عقب إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها للدوحة.
وأضافت: “خسارة الكواري تبين بجلاء قوة المقاطعة العربية للدوحة، وكيف أن النظام القطري لم يتمكن من كسر العزلة الدبلوماسية التي فرضتها عليه الدول الأربع كإجراء عقابي لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية”.
وأشارت إلى أن الخسارة في معركة اليونسكو كشفت ضعف الدبلوماسية القطرية وعدم قدرتها على ملاحقة شبكة العلاقات الواسعة التي تتمتع بها الدول الأربع إقليميا.
وكانت إذاعة “فرانس. انتر” الفرنسية ذكرت، أن “صيد الأصوات” أصبح وسيلة للحصول على رئاسة اليونسكو، موجهة انتقادات عدة للمرشح القطري الخاسر حمد الكواري، والذي وصفته بأنه” لم يتوانَ عن دفع الرشاوى قبل التصويت الأخير الذي أجري الجمعة الماضي.
وأشارت الإذاعة إلى أنه خلال الشهر الماضي اعتمدت حملة المرشح القطري حمد الكواري على استراتيجية “صيد الأصوات”، مستخدماً نفوذه لجمع الأصوات بوضع يديه في جيبه.
ووصفت جمع قطر للأصوات بـ”دبلوماسية الشيكات” في مقابل استراتيجية النفوذ الفرنسي.
كما اتهمت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية قطر باستخدام المال من أجل الحصول على أصوات الدول لمرشحها الكواري، حيث ذكرت أن الانتخابات تقودها المناورات وألعاب التحالفات والخلفيات التاريخية السياسية.
وأكدت الصحيفة أن الكواري ينتمي إلى دولة متهمة من عدة دول أوروبية وعربية، ومنها السعودية والخليج ومصر ودول أخرى، بدعم الإرهاب.
وكانت القاهرة أعلنت، عقب خسارة مرشحتها مشيرة خطاب، دعم فرنسا للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، وذلك ضد مرشح الإرهاب القطري.
كما تقدمت القاهرة بمذكرة رسمية إلى منظمة اليونسكو لطلب التحقيق من صحة ما تم رصده من خروقات قام بها المرشح القطري والبعثة الدبلوماسية القطرية شابت عملية انتخاب المدير الجديد للمنظمة.