عواصم ــ وكالات
أسبوع مر على إعلان المملكة والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية، ومعه بدا واضحا للجميع أن الدوحة لا تريدها سحابة صيف تمر بسلام بين الأشقاء.
لم تأل الدول الأربع ومن أيد قراراها، جهدا في كشف حقيقة الموقف القطري الداعم للإرهاب، بالوثائق والأدلة وحتى الأسماء، وفي المقابل لم يأت رد الدوحة بجديد، بل رمت بأفكار تصل إلى حد التلفيق أمام الرأي العام العالمي، الذي شعرت بانه اما مؤيد للمقاطعة، أو متعاطف معها، أو حتى مبرر لهذه الخطوة.
وتقول الدوحة، على سبيل المثال، إن عمان والكويت، أفشلا الجهود لعزلها، لكن الوقائع على الأرض تشي بغير ذلك، فالكويت حاولت إقناع الدوحة بالاستجابة لمطالب أشقائها ولم تفلح، وكأنها تلقي الكرة في الملعب القطري، الذي لم يرد على الجهود الكويتية سوى ببيانات إنشائية لا تحمل موقفا.
أما عمان، فلم تبد في أي من مراحل الأزمة ما يفشل جهود أشقائها أو حتى يتعاطف مع قطر.
الرهان القطري تعدى المنطقة، وكانت تعول على موقف أميركي فسرت بداياته على هواها، حتى نطق ترامب بما كانت تخشاه: “على قطر وقف تمويل الإرهاب”.
تصريحات لا لبس فيها ولا تحمل وجهين، أمر اضطرت معه الدوحة إلى تبني الإشاعات والأقاويل، لتتهم أشقاءها بتقديم الأموال للإدارة الأميركية، وحاولت على لسان أدواتها الإعلامية إشاعة رفضها لدفع الأموال.
نسيت قطر أن الصفقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين الدول لا يعد مخالفا لأي قانون، وإنما تمويل الجماعات الإرهابية، وتمويل طرف في أزمة سياسية في بلد على حساب طرف، فمصر وليبيا واليمن تقف شاهدة على التمويل القطري غير المحدود للإرهاب فيها وللتنظيمات السياسية، خاصة الإخوان المسلمين.
كما استخدمت الدوحة الإخوان المسلمين، ومن لف لفهم، لشن حملة بالنيابة عنها، تحت راية الدين، وتعدت هذا إلى مؤسسات عاملة في الدوحة وتركيا على وجه الخصوص.
مؤسسات وسمت بالإرهاب منذ سنوات وحاولت الترويج لأعمالها بصفتها مؤسسات خيرية، لكن الأدلة أثبتت غير مرة أن ما تصفها قطر بالأعمال الخيرية لا يعدو دورها دور سمسار سلاح أو ممول لأعمال إرهابية.
وإذ أرادت الدوحة المقارنة بين مؤسساتها وما يقوم به أشقاؤها من أعمال خيرية، فالميدان مفتوح، لينظر المراقبون والمهتمون إلى طبيعة تلك المؤسسات واتساع رقعة عملها وطبيعته السلمية.
أما الإجراءات التي اتخذت ضد قطر فتراها هي تصعيدية وقد استنفذت عمليًا، لكن من الواضح أنه ما تزال في الجعبة الكثير الذي على قطر أن تواجهه إقليميا ودوليا، خاصة أنه لا يبدو أنها استوعبت ولأكثر من عشرين عاما أن الحلم الذي يتمتع به أشقاؤها صبر عليها وليس ضعفا أو لينا يبديه الشقيق الأكبر على الأصغر عند عقوقه.
ويبدو أن قطر في كل تبريراتها الخيالية لمواقفها المثبتة في دعم الإرهاب، تنسى أنه ليس باستطاعتها خداع كل الناس كل الوقت، بعد أن نجحت في خداع بعضهم لبعض الوقت.
وقال محمد منيسي، السفير المصري السابق في الدوحة، أن لقاء سابقا جمعه مع حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق، كشف له عن عداء قطر مع دول الخليج.
ووفقا لمنيسي، فقد أخبره حمد بن جاسم، آنذاك، أن ضرورة وجود قاعدة العديد الأميركية، ليس للحماية من الخطر الإيراني، بل مما وصفه بالـ”خطر الحقيقي” على قطر، وهو “من جيرانها الخليجيين، وخاصة المملكة العربية السعودية”.
وأفصح حمد بن جاسم في لقائه مع منيسي، عن علاقة قطر الطيبة مع إيران، التي امتدت و”ستستمر لأعوام طويلة”.
وقال منيسي إن حمد بن جاسم مازال “رجل قطر القوي”، وصاحب سيطرة على مجريات الأمور في الدوحة، رغم ابتعاده عن الحكم في الوقت الحالي.