كتبت – أماني ماهر
كواحدة من النماذج النسائية الرائدة في المملكة، واستمراراً للجهود الملكية المبذولة من أجل تعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع، جاءت منيرة العصيمي لتضيف نجاحاً ملموساً بدخول المرأة في مجال جديد كان بعيداً عن أذهانها لعهود طويلة، وظهرت خلال الأيام القليلة الماضية كأول امرأة تتسلم منصب وكيل مساعد لشئون الخدمات الطبية المساعدة بوزارة الصحة.
نبوغ مبكر
ويأتي تولي العصيمي لهذا المنصب، بعد خوضها طريقاً طويلا ً في عالم التمريض، والذي بدأته منذ تخرجها من جامعة الملك عبد العزيز بجدة في عام 1984م كواحدة من أوائل الخريجين بهذه الدرجة العلمية،حصلت على درجة الدكتوراه في إدارة خدمات التمريض، فعملت في عدد من المراكز الصحية والمستشفيات قبل أن تتبوأ عضوية استشارية في منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، ورأت وجود حاجة ملحة في أن تدعم أفكارها بدراسة قوية تعكس الواقع الاجتماعي لاحتياجات التمريض في المملكة، وبالفعل ساهمت بتلك الدراسة مع منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وشاركت في تأسيس لجنة التمريض المركزية بوزارة الصحة في العام 1407هـ، وكانت أول من أسس إدارة تمريض بمديريات الشئون الصحية عام 1414 هـ، و أسست ورأست قسم إدارة التمريض في محافظة جدة.
تدرجت العصيمي في العديد من المناصب قبل توليها منصب الوكيل المساعد، فعملت كعضو متطوع بمجلس إدارة الجمعية الخيرية النسائية ورئيسة اللجنة الصحية في العام 1404هـ، وكانت استشارية بجمعية عنيزة النسائية، كما شغلت عضوية المجلس العلمي السعودي للتمريض والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وتولت منصب نائب رئيس مجلس الإدارة بمجلس الاختصاصات التمريضية بدول مجلس التعاون ،وكانت ممثلة المملكة في كل من اللجنة الفنية الخليجية للتمريض ولجنة التمريض بجامعة الدول العربية، فضلاً عن ترؤسها للعديد من اللجان والأقسام والإدارات قبل أن تصبح مديراً عاماً للتمريض بوزارة الصحة.
إبداعات عالمية
وفضلت العصيمي أن تكلّل عملها بمجموعة من المؤلفات لتكون مرشداً للبعض في مجال التمريض، وكي تكون بمثابة تأريخ لوضع التمريض في المجتمع، وساهمت بأول كتاب تحت عنوان (التمريض في المملكة العربية السعودية)، وتمت طباعته باللغتين العربية والإنجليزية، كما ألفت كتاباً آخر تحت عنوان (التمريض في المملكة العربية السعودية.. مسيرة وإنجاز)، وكتاب (الممرضة الأولى 2004)، والذي تمت ترجمته للإنجليزية والهندية أيضاً، فضلاً عن مجموعة أخرى من الكتيبات في ذلك المجال.
جوائز وأوسمة
حصلت العصيمي على العديد من الجوائز، فكانت أول مَن حصل على جائزة رفيدة الأسلمية للتمريض في المملكة، ونالت جائزة نسيبة بنت كعب للتمريض على مستوى دول الخليج، كما حصلت على براءة اختراع مدينة الملك عبد الله للعلوم .