[ALIGN=LEFT]هبة بوخمسين[/ALIGN]
اغتَسِل بدهشتك .
سيسرني أن أغرقك باحتياجِك من اللطماتِ حتى تصحو ، منذ نقطةِ الصفرِ نمتْ معلوماتٌ لديّ
حتى التضخمِ عمّا تحمله من وِزرِ النوايا تجاهي .
يتغامزون في رواحي وإيابي ، وكان قدراً ينزل عليّ وعليك قبلي أن نلتقي ، نتواجه ، وتأخُذَ نصيبك
من رحيقي المسموم .
يتغامزون كلما جاءتهم التفاتةٌ بعَفويتي ، ولأن كل شيطان بداخلهم يرجو رضاي رغم الكِبر ، يجثو
واحدُهم تلوَ الآخر عند قدمي الصغيرة كما تداعبها كعادتك ، يستفرغون قبحهم ، ويفضحونك ظناً
بأن العسل سيطالهم ذات امتنان لشهامتهم المفتعلة .
أرميهم بكل قذارات الأرض التي بهم تليق ، وطلبُ الغفرانِ أقابله برهان جديد .وهم ، مجندون
حمقى في أرض معركتي ، وكنت مهشما كما يجب أن تكون نهايتك .
ها أنت مجددا ،
تتسلل متطفلا إلى حقلي ، ولا ألومك ! لكني أشفق عليك غزارة اخضراري وجهلك لما يُضمِر .
– \" لن تقدِرَ على مُقاومتي \"
أرمي الحقيقةَ إليك وتظنني أمازحك ؟ لا بأس إذن إن كنت لقمةً سائغةً للتسلية .تفضل ولج
غرفتي الهَز َلِيّة .
الحجرُ حتما ما يحيط قلبها .
.-صعبةٌ هي بلا شك
.– ربما صفعةٌ قاهرةٌ فتتت جوفها
دون أدنى وازعٍ ذوقِيٍّ يتدحرجُ لأذني اللاذعُ من تعليقاتِهم ولا يهمني ، وتصلني نظراتُك المستجدية ،
ابتسمُ لنفسي وتأتيك كلمحةِ إيجابٍ تَفرشُ البساطَ لخطوِك .
وأنت ، ضائعٌ بين حشد من بشاعتهم في منطقةٍ ضبابيةٍ ، لا تسمو لبياضي ولا تنحدر لسوادهم ،
لكنك تتبنى جرأة ليست على مقاسك بتاتاً ! تقترب يسبقُك تواترُ نبضِك ولا أكترث ..
\" دقاتُ قلبِكَ تُرهِقُني \"
.-والحقيقةُ أنها ترهُق طبلةِ أُذُني ، وتلاحُقها يشلّني
ها أنت ، في المرةِ العاشرةِ ترن و إليّ مضاعفاً خطوَك .تباغِتُني مندساדָ بيني وبيني .سأعترف ،
أبهرتني جُرأَتَك ، احتجت للحظاتٍ لأستعيدني والتقيكَ بكل نوايايَ الداهية !
\" أحتاج لُقياكِ هذا المساء \"
\"-\" كيف وأين ؟
السبب؟- تعرفين أنَّ أكثرَ ما ي َشُدني إليك هو جمالُ استجابتِك دون سؤالٍ مضافٍ عن
!-\" تعرف أنك لم تجُب حتى الآن
!-وأُسرُّ في نفسي : وتعرف أنك تجهل كلَّ شيء
وبابتسامةِ عينيك تجيبُ محددا الزمان والمكان .
أهديك الـ ( لك هذا ) ونمضي على وعدِ لقاء .
تأتيني بكنوزِك وسذاجَتِك ، أُخلي لك مساحةَ طمأنينة إليّ لتقيم خيامك ، غير مُدركٍ هولَ ما
سيطولُك من عاصِفَتي .
ليلتها ، أودعتني سرّك آمناً .
أمضيتُ في حُضنِكَ آخرَ الليل .ومع انبثاقِ أضواءِ نهارِيَ التالي ، فاضت بك ذاكرتي ، أفرغتُ منك
حقائبي ، وكنتَ مادةً دسمةً للضحك .
ها أنت ، مع خُطوتِك الأربعين !
معتقاً بالثقةِ المثيرةِ لتعاطٌفي الوقتيَّ معَك .نعم ، رغم أنك قد لا تصدقُ الآن ، جاب بقلبي
للحظاتٍ يتيمةٍ بعضُ حنانٍ عليك .وبغَنج المعْشوقَةِ أكّدتُ ذات زهوٍ بِكر :
\" هكذا تمُطِرُ عاطِفته لي ، لم أَزِدْ بل ربما أنقصت ! \"
.-\" وأنتِ ؟ \" ، سأَلَتْني الأقربُ إلى نفسي .
.-\" يحاولُ كسبي وأتمنع ، رُبعُ خَطوةٍ للأمام ثم أسحبه ميلا ليبدأَ إرهاقَهُ من جديد \"
\"- \" لا ي ُتعبه لهوُك !
\"- \" لا يعتِق المحاولة فما ذنبي !
\"-\" وما بعدُ هذه التسالي ؟
بجمرِ- أُقلمُ أطرافَ الإثمِ بما ي ُلائِمُن ي ، ي َتلاشى تساؤلُها الجاهِلُ ، وغضبي أُهديك إياه بعداً مُلتهباً
صرامتي الجديدةِ في قاموسِك .أراكَ أسفلَ علاماتِ استفهامٍ يلتهمُك ظلُّها، تنكمشُ وتصغرُ وأبدو
لك جبّارةً كماردٍ تجهلُ رموزَ تطويعه !
أقرأُ ذلك في تيهِ عينيكَ صدِّقْني !
وعيونُهم ترصُدنا ، تَتتبعُنا ، تَنتظِرُ أنفاسَ أيٍّ منا سَتَحْصِدُ الصُّعَداءَ أولاً !
وأنا ، ها هنا ، أتقنُ تحريكَ الحيوانَ في داخلك ، وأروضُهُ متى أشاء ، فيعودُ إليّ بذيلِهِ بين رجلَيه .ومع
محاولَتِكَ الستين تكونُ مُغرقاً بِطوفاني ولا تدري إلى أيّ مرسىً ستجُرُّكَ سفينتك .
\" كعروسِ البحرِ أنتِ ، تأتيني مُحمّلةً بالجمالِ دوماً بعد غيابِك .\"
.-ولا تعلمُ أن ذيلَ عروسِ البحرِ تلكَ سيرميكَ بخيبة
تَغر ُبُ ، فيغربُ وميضُ الشهوةِ وأغفو كطفلة .
على ضجرٍ من لُهاثِك نحوي أصحو ، تُقرفني مُحاولاتِك السبعين ..الثمانين ..والتسعين ..ومع كل
اتصالً أُصيبُ صَميمَ بشاعتِك ، أُكاشِفُك ، أرى انهيار أركانِك ، أطالِبُك اعترافاً ي ُبقي على احترامي لك
ولستُ بكامِلِ جدي َّتي .أنفيك بعيدا كموبوءٍ حتى يلينُ عظمُك .أُسلّطُ عليكِ الجنيةَ التي تلبِسُني ñ
، ولا رحمةٌ تطالُكِ الآن .
ها أنت ، بعد محاولتِك المِائة ، تعودُ إليّ ذليلاً .مُجبراً تنِزُّ اعترافاً بِخيبَتِك ، مستسلما تُعلِنُ رهانَك
الخاسِر ، وتجزمُ أن محاولَتك الأولى بعد المائة سترتَدُّ إليك في مقتل !
ها أنا ، أستنشقُ المستفيقَ من ندى صباحي ، استرجِعُ ثرثراتِ مُراهنيك ، استثمرُ مادَتَكَ الدسمةَ
جداדָ ..في الضحك !
٭ ٭قاصة من الكويت ، نائب رئيس تحرير مجلة رواق