عرض وتحليل: حمد حميد الرشيدي
الصادر بطبعته الثانية عام 1436للهجرة، لمؤلفه الأستاذ عمران بن محمد العمران.
يأتي ترتيب هذا الكتاب (التاسع عشر) ضمن (سلسلة الكتاب للجميع) التي تصدرها وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية.
وقد أشار المؤلف في (مقدمة الطبعة الثانية) لكتابه هذا الى سبب قيامه بإعادة طباعته بعد ما يقارب ستة وثلاثين عاماً من صدوره بطبعته الأولى قائلا:” صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في عام 1377 للهجرة, الموافق لعام 1958 للميلاد. وقد خطر لي – بعد طول الأمد – أن أعيد طبعه ونشره ليكون ماثلاً أمام شداة الأدب اليوم وأمام المعنيين بماضي التاريخ الأدبي لبلادنا…مهتبلا الفرصة كي أعيد النظر في بعض مضامينه، مستدركا ما كان في تلك الطبعة من خطأ في المفهوم أو خطل في الحكم ، مضيفا اليها ما عن لي اضافته – من شروح أو زيادات – في ضوء ما تيسر لي من مصادر لم تكن متاحة من قبل، حاذفا منها ما تقتضي الضرورة حذفه ، آخذا بالاعتبار في كل ذلك آراء من هم أعلم مني وأوسع اطلاعاً ومن هم أوثق في مجال البحث والتحري، مستفيدا من ملاحظات القراء والكاتبين والناقدين للكتاب في طبعته الأولى. وعساي – من بعد – أن أكون بعملي المتواضع هذا قد قاربت الصواب ، وعسى أن يعذرني القارئ على الهنات والهفوات”. من مقدمة الكتاب: ص7.
وحول منهجه الذي اعتمده في هذا البحث أو الدراسة التاريخية الجغرافية يأتي قول المؤلف في أحد المواضع من المقدمة:” لم أعن بترتيب الشعراء حسب عصورهم ، عندما بدأت الكتابة ، بل كلما خطر لي اسم شاعر أو وقعت باصرتي على شاعر يمامي في مرجع من مراجع الأدب الكبرى سارعت بدراسته والكتابة عنه، فأحيانا أكتب عن شاعر عاش في أيام مجد بغداد, وتارة أتناول بالدرس آخر عاصر الدولة الأموية… وهكذا. بيد أني في هذا الكتاب رأيت أن من الأنسب ترتيب المترجم لهم على حسب عصورهم، ليكون الكتاب منساقاً مع مجرى الأيام والحوادث”.من مقدمة الكتاب: ص12.
وقبيل ختام حديثنا عن هذا الكتاب أقول إنه يعد مرجعا علميا هاما من المراجع والمصادر التاريخية والجغرافية المختصة بتراجم وسير أولئك الشعراء العرب الذين عاشوا في (اقليم اليمامة) منذ العصر الجاهلي حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري.وقد استعرض المؤلف هنا ما يزيد عن عشرين شاعرا (يماميا) مبتدئا بإعطاء نبذة تعريفية للقراء عن كل شاعر منهم على حدة مع ايراده لسيرة مختصرة لهذا الشاعر أو ذاك ، وشيء من نشأته ومولده وتاريخ وفاته ونماذج مقتطفة من شعره.
وقد اعتمد المؤلف في دراسته هذه على مجموعة كبيرة من كتب التراث العربي القديم المختصة بالتراجم والسير لاستقاء مادة كتابه منها، من أشهرها: الأغاني لأبي فرج الأصفهاني , والحماسة لأبي تمام، والشعر والشعراء لابن قتيبة، وطبقات الشعراء لابن المعتز، ووفيات الأعيان لابن خلكان، والأعلام لخير الدين الزركلي وغيرها ، كما جاء في صفحة المراجع في نهاية الكتاب نفسه.