أرشيف صحيفة البلاد

قراءة في كتاب (محطات من واقع الإدارات)

عرض وتحليل/حمد حميد الرشيدي

يقع هذا الكتاب الصادر بطبعته الأولى عام 1435للهجرة / الموافق لعام 2014 للميلاد , عن (مطبعة الحميضي) بمدينة الرياض, لمؤلفه الأستاذ/ علي بن سعد الزامل في 168 صفحة من القطع الكبير, وقد قام مؤلفه بتقسيمه الى بابين:
-الباب الأول: وهو القسم الأكبر من الكتاب الذي تحتل مساحته ثلثي عدد صفحاته تقريبا. وقد جاء هذا الجزء تحت عنوان فرعي هو (مواقف من واقع الادارة). وفي هذا الباب يورد المؤلف للقراء عشرات الأمثلة من المواقف التي تصف العلاقة بين المديرين والموظفين أو العكس في القطاعين : الحكومي والخاص, وما يتعرض اليه كل من الطرفين من اشكاليات ومواقف أثناء أداء العمل الوظيفي, بايجابياتها وسلبياتها .وهنا يورد المؤلف نماذج متنوعة لأسس التعامل بين منظومة العمل الوظيفي, وطاقمه وعلاقة أفراده ببعضهم , ودور كل منهم فيما يخصه , وموقعه منه.
ويحرص المؤلف خلال هذا الباب كله على اعتماده لإيراد موقف من المواقف ووصفه وشرح تفاصيله , ثم يعلق عليه من وجهة نظره, ثم يختتمه أخيرا بـ (خلاصة) مناسبة شبيهة بفائدة أو قاعدة هامة لا يستغني عن الاستفادة منها جهاز العمل الوظيفي من رؤساء ومرؤوسين. وكمثال على ذلك ما جاء من موقف تحت عنوان (سوء تدبير المدير) اذ يقول:
(دخل الموظف متأخرا بضع دقائق عن الاجتماع , وألقى التحية مشفوعة باعتذار لجهة مديره , واذا بمديره ممتعض مستاء , فلم يرد التحية , ولم يقبل اعتذاره , ولم يكتف بذلك بل قرعه ولفظه من الاجتماع, ولم تهن على الموظف نفسه وهو يهان ويوبخ أمام زملائه , فما كان منه الا أن رد الاهانة لمديره , بشكل أكثر فجاجة فحصلت بينهما مشادة وتصعد الأمر ….).
ويعلق الكاتب المؤلف على هذا الموقف قائلا:
(كان الأجدر بالمدير أن يتقبل اعتذار الموظف عن التأخير, وأن يلتمس له الظروف التي حالت دون وصوله في الوقت المحدد, فافتراض حسن الطوية جهة المرؤوسين يحيد الكثير من الاستجابات السلبية , التي ربما تخلق مهاترات وبيئة عمل مشوبة بالضغائن والتشنجات, التي هو في غنى عنها…).
ويستخلص المؤلف من هذ الموقف فائدة هامة يهم الرؤساء والمرؤوسين معرفتها بقوله:
(نخلص من هذا الموقف أن حسن الطوية ناحية المرؤوسين أو افتراضها ان صح القول مطلب أساسي لترشيد وعقلنة الاستجابات …وبكلمة أوضح, يجب أن تتسيد الكياسة وحسن التدبير مناخات العمل…) . انتهى كلامه.
-الباب الثاني: وقد قام المؤلف بتقسيم هذا الباب الى فصلين رئيسيين:
-الفصل الأول, عنونه بـ (نصائح للمديرين).
-لفصل الثاني عنونه بـ ( نصائح للموظفين).
ان هذا الكتاب – كما وصفه مؤلفه وكما جاء في تعريف محتواه على غلافه الأخير : يعتبر بحثا ميدانيا واستقرائيا لعينات عشوائية لجملة من منظومات العمل بقطاعيه : الحكومي والخاص يتوخى المصداقية والواقعية , التي تلامس واقع حال ما يمور بالمنظومات من تفاعلات ومتغيرات , بمختلف اطرها وهياكلها.
كما حرص مؤلفه أيضا لى المزاوجة العملية والأسس الادارية , لتحقيق نتاج فاعل , يتماهى ومستجدات العصر , بغية تحقيق أكبر قدر من الفائدة للقراء, ولمجمل العاملين في منظومات العمل, من موظفين ورؤساء أقسام ومديرين بشتى المناصب, ومن الجنسين. وقد أشار المؤلف في نهاية المقدمة أن كل ما ورد في ثنايا اصداره هذا واقعي وحقيقي ,بعيدا عن التنظير, أو النصائح التقليدية المسطحة.