اعداد ـ فريق التحرير
تجرى قرعة كأس العالم 2018 التي ستقام في روسيا خلال الصيف المقبل اليوم، الساعة السادسة بتوقيت مكة المكرمة، وهي بطولة تضم لأول مرة في التاريخ 4 منتخبات عربية ما يجعلها واحدة من أهم البطولات التي تترقبها شعوب المنطقة.
يضم كأس العالم 32 منتخبًا مقسمة إلى 4 مستويات، حيث ستضم كل مجموعة من المجموعات الثمانية منتخبًا من كل مستوى، يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور الـ16، مع التذكير بأنه من غير الممكن أن تضع القرعة منتخبين من نفس الاتحاد القاري بنفس المجموعة عدا منتخبات الاتحاد الأوروبي.
سيناريوهات متعددة.. وترقب عربي
بالنظر إلى المنتخبات العربية الأربعة المتأهلة إلى كأس العالم وهي: السعودية- مصر- تونس- المغرب، نجد أن حظوظ التأهل ستتحدد عقب القرعة، خاصة أن السيناريوهات يمكن أن تختلف 180 درجة، فمنتخبا السعودية والمغرب –وهما من ضمن منتخبات المستوى الرابع- قد يقعان في مجموعة تضم: “البرازيل- إسبانيا- الدنمارك” وهو أمر سيجعل التأهل شبه مستحيل –على الأقل نظريا-.
في المقابل يمكن للقرعة أن تبتسم لهما، وفي أفضل الأحوال قد تضم مجموعة أحدهما كلًا من: “بولندا- بيرو- كوستاريكا”، وهو أمر سيعني أن المنتخب العربي له كامل حظوظه للتأهل.
أما بالنسبة إلى مصر وتونس -وهما ضمن المستوى الثالث- فقد يقع أحدهما في مجموعة تضم: البرازيل- إسبانيا- صربيا” ما يعني أن حظوظ التأهل معقدة، أو قد يجدان الطريق معبدة لمرور أحدهما إلى الدور الثاني، في حال ضمت المجموعة: “بولندا- المكسيك—أستراليا” على سبيل المثال.
الأخضر قد يواجه مصر أو تونس في الدور الأول!
قد توقع القرعة منتخبين عربيين في نفس المجموعة، وفي هذه الحالة سيكون المنتخب السعودي أحد هذين المنتخبين، مع إما مصر أو تونس، ويستحيل أن تجمع أي البطولة أي لقاء عربي- عربي في الدور الأول غير هذا الاحتمال.
في كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا، اجتمع المنتخبان السعودي، والتونسي، في ذات المجموعة وانتهت مباراتهما بالتعادل 2-2، وهو تعادل لم يستفد منه أيهما فخرجا سويا في مجموعة ضمت إسبانيا وأوكرانيا.
أما في كأس العالم 1994 فقد التقى كل من الأخضر السعودي، والمغرب في نفس المجموعة، وتمكن الأخضر من انتزاع الفوز بهدفين لواحدـ، ثم تأهل عن المجموعة التي ضمت بلجيكا وهولندا.
المغرب تحت المجهر.. .
ومصر بسلاح المرتدات
فنيًا –وبحسب ما شاهدنا في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، يملك المنتخب المغربي أفضل تشكيلة عربية، ويمتاز بجماعية مذهلة وتناغم كبير مع مدرب يعد واحدًا من أفضل المدربين في قارة إفريقيا –إن لم يكن أفضلهم- وهو هيرفي رينار، وهو ما أتى بنتائج رائعة خولت له عدم تلقي أي هدف طوال التصفيات.
يملك المنتخب المغربي عدة لاعبين على مستوى عالٍ أبرزهم القائد المهدي بنعطية مدافع يوفنتوس الإيطالي، بالإضافة إلى أسماء شابة متألقة في الوسط والخط الهجومي مثل حكيم زياش لاعب أياكس الهولندي.
أما المنتخب المصري العائد إلى البطولة للمرة الأولى منذ 1990 فيعتمد بشكل واضح على طريقة دفاعية محكمة بفضل المدرب الخبير هيكتور كوبر، وبسلاح الهجمات المرتدة مع وجود المتألق محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي، والمتوقع تتويجه بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا عن عام 2017.
السعودية بلاعبيها المحليين
وتونس بمدرب عربي
رغم أن نسور قرطاج هم أول منتخب إفريقي ينجح في الفوز بمباراة في كأس العالم وذلك في روسيا 1978 حين هزموا المكسيك 3-1، لكنهم فشلوا في تجاوز الدور الأول بجميع المشاركات الأربع الماضية، كما لم يحققوا أي انتصار منذ ذلك الفوز التاريخي، ولذا يأملون في كسر هذه العقدة.
أما المنتخب السعودي –وهو ممثل عرب آسيا الوحيد- فيمني النفس بتكرار إنجاز مونديال 1994ـ، حين تأهل إلى الدور الثاني، لكن تحقيق ذلك مرهون باستقرار إداري، وبتألق منتظر للنجوم الأخضر الذين ينشطون في الدوري المحلي مثل: فهد المولد- نواف العابد- ياسر الشهراني- وسلمان الفرج.
المثير للاهتمام أن مسؤولي الكرة السعودية لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق لتمديد التعاقد مع المدرب الهولندي فان مارفيك الذي قادهم إلى التأهل للمونديال، وفضلوا التعاقد مع الأرجنتيني إدجاردو باوسا في 14 سبتمبر الماضي، قبل إقالته، والتعاقد مع مواطنه خوان أنطونيو بيتزي الذي قاد المنتخب التشيلي لإحراز لقب كأس كوبا أمريكا في 2016، كما بلغ نهائي كأس القارات 2017 حين خسر أمام ألمانيا.
فهل ينجح العرب في التأكيد على صحوتهم وتجاوز الدور الأول على أقل تقدير؟ كل شيء ممكن، لكن ذلك مرهون أولًا بقرعة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر.. حظًا موفقًا.