الأرشيف شذرات

قاعات الأفراح سبب أحزانهم

[COLOR=blue]عتيق الجهني[/COLOR]

دائماً ما أقول بأن للصمت صدى أعلى من كل الكلام في كثيرٍ من الأحيان فملامح وجه أحدهم قد تقودنا لمعرفة الكثير من التفاصيل المخبوءة في داخله ؛ ولعل هذا ماحدث معي مؤخراً وأنا أستقبل أحد الأصدقاء والذي إقترب من عقده الرابع كثيراً وهو مازال بلا زواج .ولأنه الصديق القريب ماكان ثمة حواجز تعيق أن أطرح عليه سؤالاً قد يكون خاصاً نوعا ما , حول سبب بقاؤه أعزباً كل هذه السنوات ,أقول وجهت له ذلك السؤال وملامح وجه تجيب بأن ضيق ذات اليد وما أصابه من الشّدّة و العوز حد أن شقي بما لقي من ضيق كل ذلك منعه من أن يكون أباً ومؤسساً لأسرة .حينها أجابني وهو الذي بدأيحل عليَّه التعب من الكلام حول هذا النقاش بالتحديد لأنه السؤال الذي دائماً ما يسمعه حيثما كانت وجهته قال لك أن تتخيل تكاليف الزواج من مهر ووليمة عشاء وقصر أفراح وما إلى ذلك من تكاليف لا يستطيع دخلي البسيط تغطيتها على الإطلاق ،صديقي ذلك والذي أمضى سنوات عديدة وهو يحلم بالزواج ماكان فريداً بين أقرانه من الشباب بل هو ليس إلا مثال لعديد من الأمثله المشابهة للكثير من شبابنا الذين تأخروا عن ( الزواج ) لسبب أو لآخر ,ولكن كيف لمؤسسات المجتمع أن تحل مثل تلك المعضلة .وجدت أن إنشاء (قاعات أفراح ) على حساب الدولة في كل مدينة من مدن مملكتنا الحبيبة وجعلها للمواطنين بحيث يتطلب من المواطن شروطا بسيطة ( لحجزها ) كإثبات الهوية وصورة عقد النكاح وأن يكون أول زواج له ,ومن تلك الشروط البسيطة ولا مانع أن يدفع المواطن مبلغ رمزي ( ألف ريال مثلاً ) كل ذلك أعتقد أنه سيكون حل ذو جدوى اجتماعية واقتصادية أيضاً.وحين وقت الركود قد يستفاد من تلك القاعات في أشياء كثيرة مثل إقامة الاحتفالات والمناسبات الوطنية.
لا شك أن اهتمام قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بمختلف المشاريع والمجالات التي تخدم شباب هذا الوطن تدفعنا دائماً للأمل والتطلع لكل مايخدم المواطن ويساعده لحياة أفضل ولعل أحد أكثر الهموم والمعوقات التي تواجه الشاب المقبل على الزواج كصديقي وأمثاله في وقتنا الحالي والتي تعد سبباً رئيسياً في تأخير زواج البعض هو ذلك الاستمرار المتزايد في ارتفاع تكاليف قاعات حفلات الزفاف خصوصا تلك العقبات التي لها علاقة بحياته الاجتماعية ما سيجعل له الأثر في تنمية مجتمعهم لبناء مستقبل مشرق .سأختم مقالي هذا بأمل كبير بأن تكون لدينا في القريب العاجل ( قاعات أفراح ) بلا مقابل .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *