حنان العوفي
يقول الشاعر فهد عافت:
“أخافك تواعدني ولا توفي الميعاد
وأخافك تواعدني وتوفي مواعيدك
لانك إذا أخلفت مات الهوى ببعاد
ولانك إذا وافيت مات الهوى بيدك”
الخوف ذلك القاتل الذي يهدد العلاقات،لكنه ليس هو السبب في فشلها هنا،إذ إنها موعودة بالنهاية منذ البدء،سفسطة شعرية يُظهرها لنا الشاعر في هذين البيتين؛ليوهمنا أن السبب في انتهاء تلك العلاقة هو الآخر،الوفاء بالوعد مثل إخلافه،في كل الأحوال سيموت الود بينهما سواءً بالبعد أو بالاقتراب أنت أيها الشاكي الباكي على تلك العلاقة المحكوم عليها بالفشل ما الذي فعلته كي تحمي علاقتكما؟ ربما نريد أحيانا الفكاك لكننا نُسقط أسبابنا على الآخرين؛لنتركهم ونحن نتوهم أنهم من كان السبب.
” وأنا أبغاك لأيامي فراشي وغطا ووساد
إذا الليل بعيوني نهاري على جيدك
وأنا أبغاك مينا لاغترابي وأبيك الزاد
لجوعي وأبي حريتي تدخل في قيدك”
أنا من لففت الحبل حول عنقي حد الاختناق،وهيَّأت كل أسباب النهاية،وجعلت مصيري معلقا والهاوية قريبة،ثم أدّعي أنني أخاف من النهاية،حبكة درامية كي نغادرهم ونُسقط عليهم الأسباب،ونظهر نحن في صورة الضحية:
“وأبيك الطعم والشبك والصيد والصياد
وأنا أبيك تطلبني وأعطيك وأزيدك”
مشهد من المشاهد التي يظهر فيه القاتل بهيئة المقتول:
” أخافك نعم والخوف في داخلي يزداد
لانك تسيّدت الزمن والزمن سيدك”
سيد الوهم هنا،الذي من خلاله قطعنا التذكرة وغادرنا،والسبب أنت هو الآخر،هذا ما نفعله أحيانا عندما لا نجد حجة حقيقية لإنهاء العلاقة.