دولية

قائمة قطر.. لعبة تافهة للخروج من البوابة الخلفية لتمويل الإرهاب !!

جدة ــ وكالات

في خطوة تترجم نجاح الدبلوماسية التي انتهجتها دول التحالف الرباعي منذ اتخاذ قرار مقاطعة قطر، رضخت الأخيرة في الساعات الأولى من صباح أمس “الخميس”، بإصدارها قائمة لشخصيات وكيانات على قائمة الإرهاب.

وبعد طول تعاون ظاهر وخفي معه، أدرجت قطر كيانا مبايعا لتنظيم داعش الإرهابي في شبه جزيرة سيناء المصرية، فيما تجاهلت كافة فروعه في مختلف أنحاء الأرض، بما فيها مراكزه الرئيسية في الشام والعراق.

و كان اللافت أن القائمة القطرية، لم تصنف تنظيم داعش ككل تنظيما إرهابيا، بل اقتصرت على تنظيم بيت المقدس، الذي سمى نفسه باسم تنظيم ولاية سيناء، عندما أعلن مبايعة تنظيم داعش.

وهذا التنظيم مسؤول عن عدد من التفجيرات والهجمات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة المصريتين في شمال شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر خلال الأعوام الأخيرة.

ولم تدرج قطر تنظيم داعش الرئيس في العراق والشام، ولا فروعه في غرب أفريقيا أو أفغانستان وغيرها.

جرعة بطعم الحنظل يبدو انها كانت الخيار الأوحد أمام الدوحة في خضم تزايد الضغوط عليها من كل جانب، وإدراكها أن حيلها في استجداء عطف العالم وخصوصا الغرب منه، باءت بفشل ذريع.

لائحة تأتي بعد تعنت وتكبر وإصرار مجحف على الخطأ من قبل الدوحة، لتترجم تنازلا محرجا بالنسبة للأخيرة، وهي التي كانت حتى وقت قريب تتبجح بتفنيد ما تنسبه الدول المقاطعة لها.

من بين الأشخاص الـ19 الذين صنفتهم قطر في قائمتها، يوجد 10 منهم سبق لدول المقاطعة إدراجهم على قوائم الإرهاب، ما يعني أن الدوحة لم تفعل شيئا هذه المرة سوى أنها أدانت نفسها، مكرهة ومجبرة في ظل انسداد الأفق أمامها، لتعترف في النهاية أمام العالم بأسره أن دعمها للتطرف يمثل جوهر أزمتها.

اعتراف فضح أشهرا من المماطلة، وكشف فصاما حادا تعاني منه الدوحة جراء إصرارها على تكذيب أدلة أضحى العالم بشرقه وغربه يدرك صحتها وواقعيتها.

فحين تأكدت قطر أن الأدلة التي قدمتها دول المقاطعة ضدها دامغة، وشعرت أن الخناق بدأ يضيق حولها من كل جانب، وخصوصا عقب زيارة ولي العهد الامير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، أدركت أنه لا سبيل للمضي قدما في درب الإنكار المسدود، لتنصاع وتخضع أخيرا بشكل لو أعلنته منذ البداية لوفرت على نفسها حرج الموقف السخيف الذي وضعت فيه نفسها اليوم،

في حين كانت وما تزال حكومة الحمدين هي الداعم الدائم للإرهاب.

فتطابق الرؤى بين المملكة ، وواشنطن حول ملف الإرهاب، والدور الإيراني المزعزع للاستقرار، وتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقاطعة الدول الداعمة للإرهاب، جميعها من العوامل التي أجبرت الدوحة على الانصياع.

فبالنظر للانسجام في علاقة واشنطن بالمملكة، أدركت الدوحة أن فرصتها في مواصلة المماطلة، ولعب دور الضحية، بات من الأفلام الرديئة، وأن عليها الخضوع لموجة تأكدت من أن علوها لن يسمح لها بالنجاة، حال أرادت تحديها.

يضاف إلى ذلك تلاشي الأزمة القطرية من الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، ما جعلها ملفا هامشيا لا يكاد يذكر، وهذا ما لم يخدم الدوحة التي كانت تعول على هالة وضجة إعلامية لتسويق أكاذيبها واستتجداء عطف العالم.

وعلاوة على ذلك، فإن المعروف هو أن وزير الخارجية الأمريكية السابق، ريكس تيلرسون، يعتبر من أشرس المدافعين عن قطر، ما يعني أن إقالته شكلت خسارة كبيرة للدوحة، وضربة قاصمة في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لها.

وبخسارته، بات من الواضح أن الدوحة فقدت حاميها في الإدارة الأمريكية، وأن رحيل تيلرسون سيفتح أبواب الجحيم عليها، وهو ما استبقته بـ”إعلان نوايا” تمثل في قائمة لم تضف لها شيئا سوى أنها أدانتها بشكل صارخ، وفندت جميع مواقفها السابقة.

الى ذلك قطع خبير أمريكي بأن إعلان قطر قائمة بالكيانات والأشخاص الإرهابيين، جاء نتيجة ضغوط عربية ودولية، لوضع المنطقة في مسارها الصحيح.

وقال الخبير في معهد الحرب الأمريكي، مارك رايكير: إن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قطع العلاقات مع أي دولة تدعم الإرهاب، هو نتاج لجهود دبلوماسية على المدى الطويل من قبل السعودية، لكشف خريطة المنطقة المعقدة لواشنطن، الأمر الذي أسهم في رسم صورة أكثر وضوحا حول مَن يثير القلاقل ويدعم الإرهاب في المنطقة.

وعلق رايكير على تصنيف قطر لأفراد وكيانات ضمن قوائم مكافحة الإرهاب قائلا: “هو نتاج لضغوط عربية وأمريكية لوضع المنطقة في مسارها الصحيح”.

فيما قال جورج أندرسون، أحد مراقبي شؤون الشرق الأوسط بموقع “ريل كلير وورلد” الإخباري الأمريكي: إن ادراج قطر لتنظيم داعش على قائمة الإرهاب، بعد أشهر طويلة من المماطلة، يؤكد نجاح الدور السعودي داخل واشنطن في الكشف عما أسماه “مثيري المشاكل” في الشرق الأوسط.

وأضاف أندرسون، أن التحول في سلوك قطر جاء نتيجة لضغوط مباشرة وغير مباشرة، حيث قامت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بفرض مقاطعة واسعة النطاق لقطر ردا على دعمها واستقبالها لكيانات ومنظمات إرهابية على أراضيها، أما الضغوطات غير المباشرة جاءت من واشنطن، وتحديدا من الرئيس الأمريكي نفسه.

ويشرح أندرسون أن الإدارة الأمريكية استطاعت رؤية الأزمة القطرية بشكل أفضل بعد الكثير من المداولات السعودية – الأمريكية عقب زيارة ترامب إلى المملكة في مايو الماضي، الأمر الذي أسهم في تحجيم الأزمة دوليا وتركها لتحل إقليميا من قبل الدول في المنطقة.

بدوره قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، الدكتور أنور قرقاش: إن قائمة قطر للإرهاب، بعيداً عن المكابرة، تؤكد الأدلة ضدها وأن دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها.

ونوه قرقاش بأن القائمة، التي أعلنتها وزارة الداخلية القطرية، شملت 19 شخصاً و8 كيانات، وتضمنت القائمة 10 أشخاص، ممن تم إدراجهم سابقاً في القوائم الثلاث التي أصدرتها دول المقاطعة.

هذا في الوقت الذي قالت فيه مصادر غربية أن النظام القطري نفسه هو الرقم الأول الذي لا بد أن يتصدر قائمة الإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *