أبلغ الأميرال هاري هاريس قائد القوات الأمريكية في آسيا والمحيط الهادي الكونجرس يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة قد تحتاج لتقوية دفاعاتها الصاروخية خصوصا في هاواي بالنظر إلى التهديد المتزايد الذي تشكله برامج كوريا الشمالية للصواريخ والأسلحة النووية.
وقبل ساعات قليلة من إفادة رفيعة المستوى بشأن كوريا الشمالية من المقرر أن يحصل عليها مجلس الشيوخ بكامل هيئته في لقاء بالبيت الأبيض قال هاريس في شهادته أنه يعتقد أنه يجب أخذ تهديدات بيونجيانج على محمل الجد.
وأضاف أن دفاعات هاواي كافية في الوقت الحالي لكنها قد يجري التغلب عليها يوما ما مقترحا دراسة وضع رادار جديد هناك وأيضا منظومات للدفاع الصاروخي لإسقاط أي صواريخ قادمة من كوريا الشمالية.
وقال هاريس لأحد المشرعين أثناء إدلائه بشهادته “لا أشاركك الثقة بأن كوريا الشمالية لن تهاجم سواء كوريا الجنوبية أو اليابان أو الولايات المتحدة… فور أن يكون لديها القدرة”.
وسئل عن الدفاعات عن البر الرئيسي للولايات المتحدة فأحال هاريس السؤال إلى قائد آخر لكنه قال “أعتقد جازما أن الأعداد يمكن تحسينها. وبعبارة أخرى فإننا نحتاج إلى المزيد من وسائل الاعتراض”.
والشهادة هي أحدث تذكير بتنامي القلق الأمريكي بشأن قدرات كوريا الشمالية. وأشار الرئيس دونالد ترامب إلى استعداده لاستخدام القوة عند الحاجة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في كبح جماح بيونجيانج.
وحذر مسؤولون أمريكيون من أن أي صراع مع كوريا الشمالية في الأمد القريب قد يكون له تأثير مدمر على كوريا الجنوبية، حليفة واشنطن، وهي نقطة سلطت بيونجيانج الضوء عليها بتدريب كبير للذخيرة الحية في مناسبة تأسيس جيشها.
وفي علامة على قلق متنام وجه ترامب الدعوة لجميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة لحضور إفادة في البيت الأبيض يوم الاربعاء مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس ومدير المخابرات القومية دان كوتس وقائد هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد.
وقال معاون بارز بالبيت الأبيض إن نفس الجنرالات الأربعة سيذهبون بعد ذلك إلى مقر الكونجرس لإطلاع مجلس النواب بكامل أعضائه في الساعة الخامسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2100 بتوقيت جرينتش).
قال هاريس إن منظومة ثاد للدفاع الصاروخي التي تعكف الولايات المتحدة على نشرها في كوريا الجنوبية ستصبح قيد التشغيل في الأيام المقبلة وهو ما يعزز القدرة على الدفاع عن حليف واشنطن وعن 28500 جندي أمريكي متمركزين هناك.
وبدأ الجيش الأمريكي نقل أجزاء من منظومته الدفاعية المضادة للصواريخ إلى موقع للنشر في كوريا الجنوبية يوم الأربعاء مما أثار احتجاجات من سكان قرى مجاورة وانتقادات من الصين.
وقالت بكين إن الرادار المتطور الموجود في منظومة ثاد يمكنه الوصول إلى عمق أراضي الصين وتقويض أمنها.
وسخر هاريس من الاعتراضات الصينية قائلا إنه يعتقد أن “من غير المعقول” أن تحاول بكين حمل كوريا الجنوبية على رفض منظومة للدفاع عن نفسها وأشار إلى أن بكين يجب أن تركز على محاولة التأثير على كوريا الشمالية.
وفي تحرك آخر سيغضب الصين على الأرجح قال هاريس إنه يعتقد أنه ستكون هناك المزيد من الخطوات في العملية الأمريكية لحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي “قريبا” وسعى إلى فصل هذه القضية عن كوريا الشمالية.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الذي تمر فيه تجارة تقدر قيمتها بنحو خمسة تريليونات دولار من السلع سنويا.
وقال هاريس “يجب أن نشجع الصين وأن نظهر التقدير لما يفعلونه بخصوص كوريا الشمالية ويجب أيضا أن نكون مستعدين لانتقادهم بسبب نهجهم العدائي… في بحر الصين الجنوبي”.
ورغم تعبير هاريس عن قلقه بشأن القدرات المستقبلية لكوريا الشمالية فإنه هون من شأن بعض تهديداتها الحالية للقوات الأمريكية في المحيط الهادي.
وعبّر عن ثقته في أن الولايات المتحدة يمكنها هزيمة أي هجوم صاروخي لكوريا الشمالية على المجموعة القتالية لحاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون قائلا إن تهديدات بيونجيانج تنطوي على مبالغة في قدراتها