عَلى غَيِرِ عَادَة! كَانَ اليَومُ مِن قَنَاعة:
قَبْل غُرًة الشًمْس، كُنْت بَيْنَ جَسَد طِين وثِقاب اُغْنِية،
جَمَعْت مِنًي مَا يقْتَاتُ بِه قَلْبِي لِأخِرُج عن أعيُنِ الطُرُقات،
والْهِبُ نَاراً لِتَطْهُو لِي بَقايا أعْوادِ ذابِلة،
كَانَت الشًمْس فِي رَحِمِ اللًيل، وكُنْتُ أهْوِي فِي صَدرِ رِواية
كُتِب منْها فَصل، وفُصِل مِنها رُوح!
تَدَثًرَت عيْنَاي جِفن مُنْهَك، كرَمَاد أعْبَثُ بِه حِينَ غَرَق!
مرًت بِعَيْنيِها،عَيْنَاي!
وجَلَسَت تَحْمِيني مِن لَدَغَاتِ أغْصَانِ النًار!
تَذَكًرت اُغنِيات تُطْرِبها،
وشَعْرها الفَقِير، وَلَيالِي الوَصَايا،
وَبَابِ كُتِبت عَلى خَاصِرتُه
(كُنت هُنا يوم..)
ومررَت بِطرقاتِ تَرمِقني بِفَرح
حِينَما أدُنْدِن القُدوم اِلي يَديْها كُجُنْحةِ مِن السًمَاء تطْلٌب المَغْفِرة!
تذكًرت بَيتٍ مِن شِعر كلَقِيط تَبنًته سَيِدةِ اعْتَلت نِساء المَدِينة!
هُو منِي وَهِي منِي!
تَذَكًرْته وَقَد وجَدْتَه كدُمْيةِ مِن بَقَايَا شَجَرةِ أكَلَتها الرِيح،
قذفتْهُ فِي وجْه النار!
تذكًرت ذَلِك البَيتِ الذي أحْبَبْته!
بَينَ شَفَتَيْها كنَاي الغَرِيب!
واحتَرَق!
يقَظَه لَدْغَةِ النار وَقَد لاَمَسَت يَدِي!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شاعر البدر[/COLOR][/ALIGN]