متابعات

في وادي الدواسر.. جودة القرصان.. السر عند النساء

تقرير – مبارك الدوسري

رغم امتهان العمالة الوافدة لمهنة صناعة القرصان في محافظة وادي الدواسر، وانتشار محلاتهم بالمحافظة ، إلا أن كثير من النساء بوادي الدواسر لازلن يمارسن صناعتها أما من أجل أسرتها ، أو بغرض التربح كمهنة شريفة تدر مبلغ يعين المرأة على مواجهة متطلبات الحياة ، وهو ما جعل تلك المهنة تحتفظ بأهميتها والحفاظ عليها ومعرفة بعض الاجيال الجديدة من بنات اليوم على طرق أعدادها ،حتى أن بعض الأسر لا زالت تقوم باعداها بواسطة التنور الشعبي المصنوع من الطين .

وقد مرت صناعة خبز القرصان في المحافظة كغيرها من مناطق ومحافظات المملكة بمراحل في آلية صناعتها ، فبعد أن كانت تخبز تلك القرصان في التنور المغروس بالأرض ، والذي يوقد قديماً بمخلفات شجر النخيل من كرب وجذوع وعسبان وجريد ، مروراً بما يسمى بالحديدة والتي يعتمد في ايقادها على الغاز وهي التي تعتمد عليها العمالة ، ومن ثم الحديدة الكهربائية ، أو التنور الذي يوقد بالغاز والذي يكون فوق سطح الأرض .

وعن آلية صناعة القرصان بالطريقة البدائية أوضحت لنا أم عبدالله ، أن المرأة تقوم بعجن العجين من طحين البر الأسمر المخلوط بالبزار المكون من بصل وكمون وكزبرة وحبة سوداء وقرفة ، ثم تتركه 10 دقائق حتى يمر بمرحلة تسمى ( يرسي ) ، ثم يقلب مرة أخرى لمرحلة تسمى ( يملك ) ويترك 10 دقائق اخرى، ثم مرحلة ( التنثيل) وهي تحويل العجين الى اشبه بالكرات ، ثم يبدأ التقريص ، ويوضع على ماهو اشبه بالوسادة وهي قطعة مصنوعة من الليف مغطاة بقماش تسمى ( الليفة ) ، ثم تلصق في جنبات التنور ، وبحسب سخونته تقدر فترة استوائه ونضجه والتي عادة لاتتجاوز الدقيقتان .

وتحذر نورة محمد أحد المشهورات بصناعة تلك القرصان بالمحافظة من إضافة الطماطم أو الليمون للعجين او البزار ، حيث يجعل العجين يتقطع ويصبح غير صالح للخبز ،وتسمى تلك الحالة شعبياً ( تثفي ) ، وتشير الى ان كثير من الزبائن يفضلون القرصان الرقيقة خاصة الذي يرغبون عمل وجبات شعبية منها كالفتة ، أو المهبش ، وتفيد ان سعر القرص الواحد يكون بحسب الموسم ففي الشتاء يصل الى 3 ريالات ، وفي غيره الى ريالين .

ويشير عبدالتواب ، وهو احد العمالة التي تمتهن تلك الصناعة بالمحافظة الى أن معدل مايصنعه يومياً يتراوح مابين 300 – 400 قرص ، وان سعر القرص الواحد، ريال واحد فقط ، ويستهلك يومياً كيس طحين بر أسمر زنة 45 كجم ، ويقل الزبائن في شهر رمضان ، ويزدادوا في الشتاء .

ويجمع عددٍ ممن التقيناهم من الزبائن يشترون تلك القرصان من المحلات ، انهم يفضلون صناعة بنت المحافظة ولكن الأمر يتطلب انتظار بالأيام ، مما يجعلهم يضطرون الى الشراء من العمالة ، ويرون أنه من المهم تدريب فتيات الجيل الحالي على تلك المهنة ، على يتولى ذلك الأمر هيئة السياحة والتراث الوطني خصوصاً انها من ثقافة المجتمع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *