أرشيف صحيفة البلاد

في موكب الذكرى

فــي مـركـبِ الذِّكرى مـع الأيــامِ=أبـحــرتُ مـندفـعـــاً أقـودُ هـيامـي
وأجـولُ في صورٍ وأقدحُ خاطري =وأســوقُ أفـــــواجَ الأنــامِ أمــامــي
وأقول: يا ذكرى – هتفتُ منادياً – =مـنـي إلــيــكِ تـحيـتـي وســلامــي
هيّـَا أسعــفيني بالرجوعِ إلى الوراء = واســتنْفري ما شــئتِ مــن أفلامـي
هيــَّا فـقـد طـابَ الحنـيـنُ وشـاقـنـي = أرقٌ يــؤرقُ صـحــوتـي ومنــامــي
هيّــَا خديني عبــْرَ أطـيافِ الـدُّنــي = هيَّــا اعــبـري بـي سـالــفَ الأعــوامِ
هيَّــــا إلـى تـلــك السـنــينَ فــإنــهـــا = أنغــامُ عــمري…بُغــيتي ومــرامــي
حــتَّـى وصــلْــنا واعــترتـنـي هـِـزَّةٌ =احــترَّ منــها خــافــقي وعـظــامــي
آهٍ فــقـد كــانــت هنــاك طـفــولــتـي =وهنــاكَ مـوطـنُ لـهـفـتي وغــرامـي
وهنــاكَ أنــفـاســي تــروحُ وتـغـتــدي = وهـــنــاكَ أنــوارٌ تـنــيــرُ ظــلامــي
وهنـــاكَ أربــــعُ أذرعٍ فــي لمـسـهـا =نـــبـعُ الحــنانِ ورُقــيــةُ الأســـقــــامِ
وهنــاكَ آثــاري وبـعـضُ مــلابــسي =وهنــاكَ صــحنٌ كــان فــيهِ طــعامـي
وهنــاكَ أتــرابــي الــذين عــرفْتــُهــم =نــلــهـو عـلــى جـسْــرٍ مـن الأنــغــامِ
لا هــمَّ نــشــكــو إذْ نــتابـعُ لــهــونـــا =والــقــلـبُ خــالٍ مـن صـدى الأوهــامِ
وهُــنا عـلـى الجــدرانِ همسُ حكايــتي = فيــهــا أُبــعــثرُ أحــرفــي وكـــلامــي
مــاذا أقــولُ؟ وهــل تعــودُ حـكايــتي؟ =أم أنــهــا حـــُلُــمٌ مــن الأحـــــــــلامِ ؟
آهٍ مــن الـــذِّكــرى تــزيــدُ صــبابتي =وتُــنبــِّهُ الـــوسْـــنى مـــن الأيـــــــامِ
مـــا كـــنتُ أســـعى بالـحنينِ للحـظةٍ =حـــتَّى مشــتْ بــي نحــــوها أقدامـي
عُـــذراً فـإنَّ الـشوقَ أرَّقَ مـضـجـعـي = وســطــا عــلى ســرِّ الــفـؤادِ حُـسامي
مــا ردَّهُ غــيــرُ الــرجــوعِ وشـافــــعٌ =مــــن أدمُـــعـــي ومــدامـــعِ الأقـــلامِ

مطلق الحمدي