الأرشيف ملامح صبح

في مهبّ الثقافة

نادية السالمي

أثبتت وسائل الاتصالات الجديدة أن المثقف يستطيع من خلالها تحريك الراكد في الشأن الثقافي العام لو تصرف بطريقة واعية من خلال مد رداء فكره على قدر امكانيّاته بأدواته البسيطة التي يملكها وأيضا بمساهمة رابطة من المثقفين يحملون نفس الهمّ والهمّة ،دون أن ينتظرو دعمًا حكوميًّا يعزز من استمرارهم،ويزيد من وعيهم،ومرونة ثقافتهم التي تستطيع أن تنفتح على الآخر دون قيدٍ يُعرقل التحامها أو التحاقها بثقافة جديدة أو وسيلة حديثة يمكن الاستفادة منها.
والمهتم بالشأن الثقافي يعرف أن بإمكانه عمل حراك ثقافي من خلال ترويض وسائل الاتصال لتتبنى دورًا يُساهم في حراكٍ ثقافيٍ يعوّل عليه لاحقًا.ويظهر هذا جليًا واضحًا من خلال «قروب عبقر « الذي اتخذ من برنامج «الواتس أب « العصا التي تُحرّك الراكد وتهتم بالشعر وتدفع عجلة النقد للأمام من خلال كادرٍ كان الشعر الهمّ و القاسم المشترك بينهم ،ولأن خطّتهم ورؤاهم كانت جادة وثاقبة تطوّرت الفكرة وتبلورت بفكرة جديدة آخرى وبعد أن كان الهدف أن ينهض الشعر من سباته من خلال مجموعة قليلة العدد في حيّزٍ بسيط تطوّر الهدف تماشيًا مع المرحلة الجديدة فجاءت مرحلة نفض ماتراكم على الشعر من أتربة القنوات الشعريّة التي قيّدت الشعر بنظرتها العتيقة، وكان لابد من طريقة تواصل أكثر ظهورًا وأسرع انتشارًا فكانت ولادة قناة «حرف» في اليوتيوب.وأنا للأمانة لا أستطيع الحكم عليها فقط من خلال الحلقة الأولى التي كانت جيدة لكني أثق بمدى وعي الفريق القائم عليها بتطويرها والنهوض بها لتشمل جوانب الشعر ومدارسه المختلفة.
الوسيلة الأخرى التي كان من المفترض أن تخدم الحراك الثقافي لو قيّض الله من يولّيها اهتمامه «الآسك مي» ..لكن للأسف – غالبًا – تم تسطيح البرنامج وفكرته فبدى هزيلًا لا يقوى على التوعية بوعي مستخدمه فكيف بالتوعية بالحراك الثقافي..من خلاله ترى العحب ويسقط من عينيك أناس كنت تظن أنهم ذا قيمة أدبيّة وثقافيّة فإذا هم مجرّد قشّة في مهبّ الثقافة.حتى الشاعرة التي ينبغي أن تهتم به وتوظّفه فيما يخدم رؤاها ويحقق لها نقلة نوعيّة بعيدًا عن سلطة المجلة والجريدة – غالبًا – شاركت في هذه المهزلة،مع العلم أنها تدّعي أن النشر في الصحف والمجلّات يُعرضها لابتزاز المحرر أو المشرف فأحجمت عن المشاركة،فلماذا اليوم تبتز نفسها بنفسها وتُشارك في مهزلة من بطولتها فتبدو للقارئ مُجرّد تافهة ،ومتعة رخيصة في قوالب الحروف الحاضنة لجوابها؟!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *