الأحساء- البلاد
تزخر محافظة الأحساء بعدد وافر من الأسواق الشعبية القديمة، التي تعد جزءاً من تاريخها، وتشكل أحد عناصر الجذب السياحي الحيوية لها، خاصة مع كونها تحتفظ بصبغتها القديمة، بالإضافة إلى أنها متنوعة وجامعة لكل ما هو قديم و موروث، حيث يجد المتسوق فيها كل ما يبحث عنه من البضائع الشعبية والتراثية النادرة.
ويعد التجار والباعة في الأحساء، الأسواق الشعبية، نافذة تجارية لتسويق منتجاتهم المتنوعة، نظراً للأهمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأسواق، التي من أبرزها، سوق التمور ويقع في منطقة الأسواق المركزية بمخطط عين نجم، ويقام على مدار العام، حيث يقدر حجم التعامل السنوي فيه بأكثر من 200 مليون ريال.
* الجذب السياحي
كما يشكل سوق القيصرية الشعبي التاريخي أحد أهم العناصر التي يتكوّن منها الوسط التاريخي لمدينة الهفوف، وتتعامل معه أمانة الأحساء كأحد أهم عناصر الجذب السياحي للمنطقة، فضلاً عن الثقل التجاري، وهذا الأمر يتضح من تبني الأمانة برنامجاً تطويرياً للمنطقة المحيطة بالقيصرية، وإثرائها بالرموز المعمارية الداعمة لهوية المكان المعمارية والحضرية، ومن تلك الرموز إعادة بناء جزء من سور الكوت و دروازة الكوت ( باب الفتح ) ودروازة الحداديد، وغيرها من المعالم ذات القيمة البصرية اللازمة للجذب السياحي. ويمثل سوق القيصرية التاريخي معلماً مهماً ،
حيث تختزل القيصرية بين جدرانها جزءاً كبيراً من ذاكرة الأهالي والزوار, وتشكل القيصرية ثقلاً اقتصادياً مؤثراً في الحركة التجارية لوسط مدينةالهفوف ولهذه الأسباب يستحق هذا المعْلم العمل الدؤوب بالعناية به وتطويره ليستمر عطاؤه يوماً بعد يوم وجيلاً بعد جيل, وتعكف الأمانة بصورة مستمرة على دراسة السبل والإمكانات المتاحة لتعزيز المكانة الاقتصادية و التاريخية للقيصرية.
*متعة التسوق
وتعد الأسواق الشعبية من المعالم البارزة في الأحساء لقدمها و كثافتها و حجمها وتنوعها واشتمالها على كل حاجات الإنسان و متطلبات حياته يقصدها المواطنون من داخل وخارج الأحساء كما يقصدها مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والسياح الأجانب الذين يجدون فيها مبتغاهم من الأدوات التراثية والمنتجات المحلية إلى جانب البضائع والسلع المستوردة بشتى أنواعها،
وفي أسواق الأحساء الشعبية يشعر المتسوق بمتعة التسوق الحقيقية التي تعيده إلى الماضي التليد و تسترجع لديه شريط الذكريات الجميلة حيث تتجلى فيه مظاهر التراث من المنتجات التقليدية بمختلف أنواعها وأغراضها والمأكولات الشعبية والأدوات القديمة إلى جانب الملابس و الخضار والفواكه والتمور و الطيور والدجاج والأرانب والبط والنباتات والمواد الغذائية والاستهلاكية والأجهزة والأواني والفرش بل تمثل هذه الأسواق لقاءات للأحباب و الأصحاب يتجاذبون فيها الأحاديث السريعة والأخبار السارة ويرتادها السياح ويبيع فيها الرجال والنساء والكبير والصغير على حدٍ سوا.
ولهذه الأسواق أهمية اقتصادية ملحوظة في كثير من القرى والمدن فهي عبارة عن تجمعات دورية يجد فيها الفلاحون والرعاة والحرفيون منافذ تجارية لتسويق منتجاتهم الزراعية والرعوية والحرفية ويبتاعون منها الكثير من حاجاتهم الشخصية والمنزلية والحقلية، كما أن لهذه الأسواق أهميتها الاجتماعية والترويحية والتنموية.
ويقول الدكتور محمد بن طاهر اليوسف في كتابه واحة الأحساء : إن عملية حصر الأسواق الأسبوعية في الأحساء دل على وجود 36 سوقاً وقد اتضح من خلال الإحصاء أن عدد الباعة الذين يبيعون في هذه الأسواق صباح كل يوم من أيام الأسبوع يبلغ 4143 بائعاً، وأكثر أيام الأسبوع باعة يوم الخميس الذي يبلغ عدد الباعة فيه 1305 بائعين من الجنسين . وتبين من خلال الدراسة أن أعمار الباعة في هذه الأسواق تتراوح ما بين 17 إلى 70 عاماً ويبلغ المتوسط الحسابي لهذه الأعمار قرابة 37 سنة وأكثر الأعمار تكرارا بينهم هو سن 45 سنة.
*مشروعات تطويرية
وجهتها تعمل أمانة الأحساء على إعادة صياغة الأسواق الشعبية ” الأسبوعية ” وتنظيمها بصورة أفضل، وقد تم البدء في أسواق الخميس، والأربعاء، والقارة حيث تحرص الأمانة على جهوزيتها وسيتم استكمال هذه المشروعات التطويرية في كافة الأسواق الشعبية المعروفة لأهميتها في المجتمع الأحسائي وتشمل سوق الأربعاء ( يوم الأربعاء في مدينة المبرز )، والخميس في مدينة الهفوف، والأحد في بلدة القارة، والاثنين في مدينة الجفر، وسوق الاثنين في بلدة الجشة، وسوق الجمعة في بلدة الطرف، وسوق السبت في بلدة الحليلة، وسوق الأربعاء في بلدة المراح، وسوق الخميس في بلدة الجبيل وسوق النساء الشعبي وسوق الحراج.