جدة-البلاد
صدر عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت كتاب بعنوان “سياسات الاسلام المعاصر” للمؤلف الدكتور رضوان السيد.
ويقول المؤلف رضوان السيد أن هذا الكتاب بحوثًا أجراها المؤلف في النصف الأول من التسعينيات من القرن الماضي. وهي تدرس وقائع ظهور «الإسلام السياسي». والمقصود بالمصطلح الذي ظهر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي للحركات والأحزاب الهادفة إنشاء دولة أو نظام سياسي على نمط مستحدث تسميه: الدولة الإسلامية! وقدر درس في فصول الكتاب عمليات تسييس الإسلام من جهتين: جهة المناهج التي تتضمن عمليات وجهود تحويل المفاهيم من طريق التأصيل أي تجاوز التقليد أو التجربة التاريخية واستنطاق الكتاب والسنّة وتجربة الراشدين وحسب، من طريق التأويل والتركيب في سياقات تحديثية اصطنعت النظام الكامل والقائم على تطبيق الشريعة، بمفهومها الجديد أيضًا! أما الجهة الثانية فهي جهة الأحداث والوقائع خلال ثلاثة عقود جرت خلالها أكثر وقائع تسييس الإسلام. وتتناول تلك الأحداث والوقائع عدة أمور؛ أولها مسرح حزب التقليد الديني والمفهومي خلال القرن العشرين، والتكون الحزبي للحركات الصحويَّة، والعلائق مع أنظمة الدولة الوطنية العربية والإسلامية، ثم التواصل والتقاطع والانقطاع بين النظرية (النظام الكامل أو الحاكمية أو تطبيق الشريعة) والتصرفات على الأرض في صورتي التلاؤم والتنافر مع الأوضاع القائمة. لقد صدرت النشرة الأولى من هذا الكتاب عام 1997. ونفدت بسرعة وتعرضت لنقد شديد من جانب الصحويِّين، ومن جانب الليبراليين. فالصحويون اعتبروا الكتاب ظالـمـًا ومنحازًا باعتباره للظاهرة الإسلامية انشقاقًا في الدين. والليبراليون نقدوه لأنهم اعتبروه تقديسًا للتقليد الجامد، وتبريرًا للإتجاه المحافظ في الإسلام. وتضمن الكتاب مقدمة جديدة للمؤلف، كما صحح الأخطاء والتفويتات في النص، التي يرى أنها ما تزال شديدة الفائدة للذين يريدون قراءة التجربة المشكِّلة للإسلام السياسي.