اقتصاد

في ختام المؤتمر العلمي لملتقى السفر .. آفاق واعدة للاستثمار السياحي المستدام في المملكة

الرياض- البلاد

ركز ملتقى السفر والاستثمار السياحي في السعودية بنسخته الحادية عشرة ، على التجارب الاستثمارية، والمسيرات المهنية والوظيفية الناجحة في قطاع السياحة والفندقة، وأهمية الإصرار والصبر وتحقيق الطموح بالعمل والتدريب وتطوير المهارات، واستغلال الفرص، خاصة مع توجه الحكومة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – الأكيد إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 والتحول الاقتصادي التنموي، والاستغناء عن النفط موردا رئيسيا للاقتصاد، والاعتماد على الموارد الاقتصادية المتنوعة، التي تتمتع بها أرض الوطن، والعمل على تسهيل إجراءات كل ما يتكفل ويسهم في رفع الإنتاج المحلي،

وأهمها الاستثمار في الانسان السعودي.
ومن أجل ما تقدم استعرض الملتقى السنوي للسفر، تجارب سيدات وشباب الأعمال الناجحة، الذين بدؤوا طريقهم الاستثماري من الصفر ، وأصبحت مشاريعهم أعمال استثمارية كبيرة، وتفاعل معهم الحضور بنقاشات إيجابية، حيث أكدوا من خلال سرد قصص نجاحات مشاريعهم، التي بدأت بعد اكتساب الخبرة من ممارستهم للعمل في القطاع الخاص، مستلهمين من تلك الممارسات العملية والوظيفية أفكارهم وأحلامهم، مما قوى العزيمة لديهم للبدء والانطلاق في التنفيذ، رغم الصعوبات والمعوقات بادئ الأمر، والبداية كانت بسيطة ومحدودة، ومع الصبر والعزيمة والطموح تحقق الأمل بالنجاح والانتشار والتوسع.
وأكد المحاضرون خلال الجلسة، أهمية توفير آليات تعزز قدرات الشباب والفتيات الطامحين والطامحات للدخول في سوق العمل السياحي بشكل عام، وتقديم الدعم لهم والمشورة التي تساعدهم على رسم الرؤى الصحيحة لمستقبل المشاريع، موصين بتأهيل وتدريب الشباب السعودي من الجنسين لتمكين قدرتهم على المواصلة في الوظائف المتاحة السياحي والفندقي، للوصول التدريجي لشغل المناصب التنفيذية والقيادية، بالإضافة إلى القدرة على إدارة وتنفيذ المشاريع.

• التدريب والتأهيل
ناقش الملتقى موضوع (التدريب والتأهيل وتأثيره على السياحة) من خارل تجارب وخبرات المتحدثين ممن لديهم خبرات طويلة وممارسة وتدرج وظيفي وأعمالهم المتعلقة مباشرة بمجالات “التدريب و تطوير المهارات و التعليم الأكاديمي في الجامعات والمعاهد والكليات المتخصصة”، في قطاع السياحة والضيافة والفندقة، حيث أكدوا أهمية التوجه الجاد من قبل الحكومة على الانفتاح والتوسع الاستثماري السياحي، متمثلا ذلك بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، إلى جانب ما تقدمه من مبادرات في التدريب وتوفير فرص العمل، وشراكتها الاستراتيجية مع عدد من الجهات الحكومة والخاصة في شغل مليون ومئتي ألف وظيفة ومهنة متوفرة في سوق العمل السياحي والفندقي والضيافة ومجال السفر، لا يشغلها سوى 27 بالمئة من السعوديين والسعوديات، ومن ضمن هذه المهن المتوفرة 800 ألف وظيفة في ما يسمى بنظافة البيئة الفندقية تبدأ برواتب 5 آلاف، كذلك 5 آلاف في إدارة الأغذية والمشروبات، و20 ألف وظيفة في مجال الطهي وتقديم المأكولات .

• تحفيز المنشآت الصغيرة
وفي الجلسة الثالثة، بعنوان (تحفيز المنشآت الصغيرة والمتوسطة)، تحدث المحاورون الذين يمثلون شركاء الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من الجهات الحكومية، عن أهم محفز لنشوء المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهو “التمويل”، مؤكدين أهمية تفاعل الجهات الممولة في دعم رواد ورائدات المشاريع والمبادرات السياحية، في ظل ما تقدمه السياحة بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من تسهيلات لا محدودة لأصحاب هذه المشاريع والمبادرات من الشباب السعودي، بالإضافة إلى دعمها بالتدريب والتأهيل، ومتابعتها من قبل مرشدين متخصصين، حتى تستقر وتحقق أهدافها. وتطرق المشاركون إلى أهم الخطوات الواجب تحريها من قبل أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، قبل تنفيذ مشاريعهم، بدراسة سوق العمل ومعرفة احتياجاته ومتطلباته، واكتشاف أهم عوامل نجاح هذه المشاريع، واختيار اسم وشعار للمشروع، واتخاذ الخطوات المدروسة بالاعتماد على الإجراءات والأنظمة لإنجازه وتنفيذه التنفيذ السليم، بالإضافة إلى إيجاد خطة تسويق على المديين القصير والطويل، كذلك دراسة العملاء ومعرفة توجهاتهم ورغباتهم واحتياجاتهم.

• تجارب وخبرات
وفي الجلسة الرابعة، استمع الحضور من المهتمين بالسياحة و أعمال الفندقة، إلى المحاضرين، وهم مدراء تنفيذيين في شركات ومؤسسات استثمارية خاصة، أوردوا خبراتهم وتجاربهم الطويلة ورحلة تدرجهم بين وظائف بسيطة حتى وصلوا إلى تولي مناصبهم التنفيذية وإدارية إقليمية في كبرى الفنادق، ومنهم من أسس شركات متخصصة في الإدارة الفندقية والرحلات السياحية، بالإضافة إلى إشارتهم أن بدايات المشاريع تبدأ بفكرة، التي في الأساس غير موجودة ولا تأتي بالصدفة، بل بالبحث عنها بين المعطيات والمؤشرات ومتطلبات سوق العمل السياحي، وأن الفرد يعد جزءا من منتج تنتجه الفرصة الاستثمارية، وحسن استغلالها نتيجة ما كان يتلقاه الفرد من تدريب وتأهيل وممارسة .

واختتمت أعمال المؤتمر العلمي لملتقى السفر والاستثمار السياحي في السعودية بجلسة “أخيرة”، ناقشت طرق (توطين المهن السياحية)، حيث أكد خلالها مدير عام المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية “تكامل” بهيئة السياحة، أن هناك تنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، للبدء قريبا في توطين جميع المهن والوظائف بدرجاتها ومستوياتها في مجالات السياحة والفندقة، مشيرا إلى أن فرق من الوزارة والهيئة عملت جولات تفتيشية على التأكد من شغل الوظائف المخصصة للسعوديين فقط في الفنادق ودور الإيواء، كذلك تأهيل العاملين في مهن السياحية وتطوريهم مهنيا والعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم، من أجل الوصول إلى استثمار سياحي مستدام يسهم بقوة في دعم اقتصادنا الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *