الأرشيف ملامح صبح

في تعقيبه على إدعاءات الناقد المصري أحمد حسن محمد .. ماجد الغامدي لـ \" البلاد\" :ما أثير عني زوبعة مصطنعة وهذه هي الحقيقة

جدة ـ هليل المزيني
نفى الشاعر والكاتب ماجد الغامدي تهمة السرقة عن نفسه حول القراءة النقدية \" الفوازي بين كاف الخطاب وها الغائب \" التي كان قد نشرها لدينا في شهر محرم الماضي مما احدث بعض الادعاءات حولها كون الناقد والكاتب احمد حسن محمد من الشقيقة جمهورية مصر العربية يدعي انها له من خلال تعقيبه الذي نشرناه الثلاثاء الماضي وان ماجد الغامدي قد سطا عليها ونسبها لنفسه وليس له فيها سوى مقدمة من بضعة اسطر .
بينما يؤكد الغامدي من خلال التعقيب الذي وصلنا منه انه اقتبس وبالاتفاق مع \" أحمد \" جزءا من قراءة سابقة له ليدخلها الى قراءته مثار الخلاف وكان يعتزم الاشارة له إلا انه غفل عن ذلك بمجرد الانتهاء منها .
ومن باب احقيته في ابداء رأيه حول ما اثير عنه ندعوكم لمشاركتنا قراءة التعقيب الذي وصلنا من الشاعر والكاتب ماجد الغامدي والذي جاء على النحو التالي :
أولاً أُبدي اعتذاري لك وللأعزاء منسوبي جريدة البلاد ولجميع القرّاء الأكارم ومحبي الأدب عن هذه الزوبعة المصطنعة لإثارة البلبلة أو الابتزاز أو تحقيق مآرب أُخرى ولكنها زوبعةٌ في فنجان أُجيد قراءتَه وقلبَه ،وإيضاحاً للحقيقة فقد جمعتني بالأخ أحمد حسن معرفة نهائية بعد عدة تواصلات بأسمائه المستعارة المتعددة إلى أن توطّدت العلاقة وتشاركنا الآراء وتبادلنا النقاشات التي اتخذها مدخلاً لبث همومه التي تقبّلتها بصدرٍ رحب ودعوتُهُ لعدّة منتديات كما يفعل الأصدقاء مع بعضهم خصوصاً الشعراء والكتاب وكنتُ والله أرغبُ في إدخاله جواً جديداً يبعدهُ عن المشاحنات التي كانت تحصل معه إضافةً إلى كونِه ربما يثُري المنتديات التي أدعوهُ إليها بالطرح الواعي والنقاش المثمر وتمََّ ذلك من خلاله نشرَ قراءة عن طريق شاعر صديق و أُستاذ صحفي وطلب منّي البحث عن عمل ولم أجد في ذلك حرجاً كوني أُساعدُ أخاً صديقاً وشاعراً شقيقا ولم أدّخر جهداً في ذلك إلى أن أخبرني أنهُ يريد أن يكون له عمل ولو جزئي عن ب ُعد كقراءة أو دراسة أدبية ثم طلب مني حين أطلعتُهُ على قراءتي للفوازي أن أُضمنها اقتباساً من قراءة لهُ مشابهة لموضع البحث وإن كانت عن شعر فصيح ليكون لهُ حضور في الصحافة السعودية والساحة الأدبية لعلَّ ذلك يساعدهُ في الحصول على عمل ونزولاً عند رغبته قبلتُ طلبَهُ بدافع إنساني ب َحْت وإلاّ فقراءتي للبيت وافية ولم تكن في حاجة لأي إضافة وهي قراءة نمطيّة لقراءات سابقة نشرتها في البلاد وفي سوالف ليل كقراءتي للأستاذين الصاعدي والعسيري ولكني ترددتُ كون مساحة الزاوية محدودة ولا تسمح بنشر كل هذا الكم ، وإيثاراً مني له استقطعتُ
جزءاً من قراءتي وأبدلتهُ بشيءٍ من قراءته على أن تُنشر في عددين متلاحقين وفي نفس الزاوية وأشير إلى اسمه كأديب لا أشعر بالحرج مُطلقاً في أن أقتبس منه أو أُشير إلى اسمه ، واقترح الأستاذ هليّل المزيني أن ي ُنشر الموضوع كقراءة في عدد واحد
وأعدتُ إرسال الدراسة إليه بالتعديل الذي أجريته باقتباس بتصرف مع نيتي الإشارة لاسمه واعتقادي أنّي فعلتُ ذلك ، علماً بأن الأمر تمَ في عَجَلة لِقُرب صدور العدد و تفاجأت فعلاً بنشر الموضوع بهذا الشكل دون اسمه وكنت أنوي في حال اعتراضه أن أنشر تنويه في العدد التالي ولكنه قال \" لِعلمِه بِنِيّتي في مساعدته \" أن لا بأس \" حتى وإن تألم كما قال \" على أن أُشير لاسمه في اقتباس قادم علماً بأني نشرتُ الموضوع في سوالف ليل كما كتبتهُ دون تعديل وتستطيعون قراءته .
هذا ما جرى وهذا هو الجزء الذي استقطعتُهُ من قراءتي وبإمكان كل أديب منصف الحكم عليه {
وين انت يا وجهٍ وقفت آتحرّاك
بين الوجيه الراحلة والمقيمة؟ !
يحملُ شذى قصيدة ونفحة روح اختزلت المشاعر وجسدت محصلة التجربة قبل استعراض مراحلها وهي عبقرية شعرية لم تذهب إلى ما اعتادهُ الشعراء الشعبيون من إعادة مطلع القصيدة في ختامها أو على الأقل إعادة معنى البيت الأول أو تأكيده عندما يلجأ الشعراء لذلك للحفاظ على تماسك القصبدة وإبقاء الجو العام السائد خلالها ، ولكن الفوازي استهل قصيدته برحلة شعورية امتدت خلال الزمن ولم تمتد في ثنايا القصيدة فحسب فالسؤال \" وين انت \" تمتد ذاكرته إلى ماضٍ جميل وشعورٍ حميم ألِفَهُ الشاعر واستعذبه إحساسه والوقوف \" وقفت \" والانتظار \" آتحرّاك \" يمتدان بالقصيدة إلى بهجة اللحظة وأمل المستقبل .
\" يا وجه \" والوجه هو بوابة الجمال ورمز الحُسن ومرفأ التواصل ففيه وسيلة التخاطب ولغة العيون ونُضرةُ الجمال وتعابير الملامح وانفعالات التأثر والتأثير ، \" وقفت آتحرّاك \" وهي عبارة توحي مباشرة بوحشة الفقد ومرارة الوجد ولظى الحنين ومرارة الإنتظار
، وتاء الفاعل هنا وانسجامها مع بلاغة التصوير في الفعل وقفت الذي لايوحي باليأس مقارنة ببقية الأفعال التي يمكن توظيفها مكانه كـ تعبت أو مللت أو هلكت ، فالفعل وقفت مع ما يوحي من حيرة واحتراق من جهه فهو يوحي بشوق اللقاء وترقب الوصل وبصيص الأمل وكأنه يقول ولن أزال ! ، كما أنه قد يُفهم ببقائه في مكانٍ تحقق فيه الوعد وأورق الوصل وكأنه يقف في نفس المكان تذكراً ووفاءً ولسان حاله يقول \’ وما حبُ المكان ..! \’
\" بين الوجيه الراحلة والمقيمة \" هنا يتجسد سمو العاطفة وجلال الوفاء فالوجيه الراحلة والمقيمة لا تفتقر جميعها إلى الحسن قطعاً ولكنه التوحد في الحب والتفرد بلذّة الوفاء مثلما يقول ابن الرومي :
حسانٍ عرضنَ لي قلتُ مهلاً **عن وحيدٍ فحقُّهـا التوحيـدُ وحيـدُو
حُسنها في العيونِ حسنٌ وحيدٌ **و لها في القلوبِ حبٌ لنتأمل أيضاً استخدام الضمائر وتوظيفها بأسلوب بديع يخدم المعنى الذي أرادهُ الشاعر لِيعيدنفسهُ به .
\" وين انت؟ !\"وكأن السؤال عن غائب لأن الإستفهام \" وين انت \" لا ي ُقال للحاضر الشاهد وإلاّ فالإجابة منطقية فهو أمامك وتخاطبه ! ولكنه يخاطبه بأُسلوب الغائب ويجعل المستفهم عنه حاضراً باستخدامه ضمير المخاطب \" انت \" ! أو يمكن القول أنه يناجي الغائب \" وجهٍ \" بنداء الحاضر \" انت \" فيستحضرهُ إلى زمن اللحظة الراهنة فيقول \" آتحرّاك \" مع أن البديهي إن كان السؤال عن الغائب أن يقول آتحرّاه بهاء الغائب لا كاف الخطاب ، قد يرى البعض أن السؤال ربما يُفهم على أنه للحاضر المتبدِّل / المتبلّد الذي تغيّر احساسه أو مات شعوره واتصال المعنى بكلمة آتحرّاك قد يؤيد هذا الفهم على وجهٍ معين كالذي يقول لازلت أنتظرك تعود لعهدنا الغابر وماضينا الجميل ، ولكن عجز البيت ي ُقصي هذا الإحتمال واتصال الرابط بين وجهٍ و الوجيه الراحلة والمقيمة يقرر المعنى الذي ذهب إليه الشاعر وهو مناجاة الغائب جسداً الحاضر روحاً وحسّا .!!
ربما لم تقنعه هاء الغائب لأنها زفرةُ يأس ستحطّم ما بقي من أمل !
لذلك فقد جعلها بين \’ هاء الخطاب \’ و \’ كاف الغائب \’ و بين بقايا الأمل وحسرة اليأس !!
وبالإشارة إلى خفايا الشعور الذي تجسده نظرية م / ع للأستاذ خشان نجد علو المؤشر عن نبرة الاعتدال وارتفاعها نسبياً والذي يعكس قلق الترقب ولهفة الانتظار وارضاء النفس ببقاء الأمل في الشطر الأول ومعنى الوفاء في الشطر الثاني حتى حافظ على ثبات النبرة خلال الشطرين على مستوى البيت ككل وهو من عبقرية اللغة وجمال الشاعرية وروعة الأسلوب .
وين انت يا وجهٍ وقفت آتحرّاك
٠ ٢ * ٣ ٢ * ٣ * ٢ * ٢ ٣ * ٢ * ٢
٢ = ٦ / ٣
بين الوجيه الراحله والمقيمه
* ٢ ٣ * ٢ * ٣ ٢ * ٢ ٣ * ٢ * ٢
} ٢ = ٦ / ٣
ومن ثم تفاجأت بإثارة الموضوع من جديد رغم علم أحمد به مسبقاً وبعد كل هذه الفترة التي تواكب صدور ديواني الفصيح الأول \" حيث مرَّ الغيم \" إلاّ أن يكون هناك أيدي خفيّة حاولت الإيقاع بيننا لِتقتات على فُتات المائدة وغرّروا بهِ \" رغم نفيهُ البيعَ عن نفسه والسرقةَ عنّي \" حتى راح يدّعي القراءة كاملةً لنفسه \" مع أنها تحوي بيت شعر لي \" وينشرها مجدداً باسمه ويأمر الناس بالبر وينسى نفسه رغم أنه لا يعرف مشعل الفوازي ليس تقليلاً من مكانة الفوازي وانتشاره بل لمحِدودية إهتمام أحمد حسن بالشعر الفصيح بل وربما لا يدرك تماماً معنى البيت لاختلاف اللهجة ولكنها ربما محاولة لتسجيل الحضور بطريقة مختلفة \" مُختلقة \" ثم يسوق لنفسه وتزعم انك تجيد الكتابة أكثر من الحديث ولا أرى إلاّ أنك تجيد الإفتراء والبعد عن الصدق .
وهاهو كما اثبت الأستاذ هليّل المزيني الذي أشار إلى أن أحمد ادّعى الدراسة كاملةً لنفسه ونسبها لقلمِه ! ، ولا أدري ما جعلَ أحمد ينكر عليّ أن ضممتَ نعجةً إلى إبلي بينما يجيز لنفسه أن يسلبَ إبلي لتكونَ مع نعجته .
عندما أشدتُ في صدق أو نزاهة فلأنني ممن لا يذم الصديق حتى تتبينّ عداوتُه وممن لا يجرّم عدوّاً حتى ينكشف مكره ، وعندما ذكرتُ دعوتي لك لعدة منتديات فقد كانت الطريق لمعرفتك للأستاذ الشدوي ومن ثمَّ نشر دراستك التي أرسلت لي أكثر من طلب لعمل مسح ضوئي ثم للرد عليها في الواحة التي ابعدتَ منها لاحقاً .
وعندما كنتُ أستأنسُ برأيك \" كمستمع في بهو الأدب \" فمن باب المفاضلة بين صيغتين أنا أعرضهما عليك وليس كما فعلت أنت عندما أرسلت لي قصيدتين للتعديل وإبداء الرأي \" أيها المدقق اللغوي والأسلوبي \" وهما موجودتان عندي بكسورهما ثم تعديلي لهما ، ولم أكن أريد أن أقول مثل هذا ولكن لأنك كشفت عن سوأتك وصدّقتَ ما قلتُ من ادّعائك بامتلاك تسجيلات واحتفاظك برسائل بريدية تدّعي أنك تهدد بها أدباء كبار، أهذا هو المرتع الخصب الذي نصبتَهُ شَرَكاً .
أما وصفي لك بالأستاذ فهو من أدبياتي قبل أن يكون من استحقاقاتك وهو من باب إكرام الذات لأني لا أُقرُّ على نفسي استشارة مَن لا يملك شيئاً وكلنا يعلم أن عنترة قد امتدح عدوَّهُ حتى وإن تركَه قوتاً للسباعِ ينشنهُ حين قال :
و مدججٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالهُ **لا ممعنٍ هَرباً ولا مستسلمِ !
أمّا علاقة حياتك الشخصية بما ذكرت في ردّي في الأروقة أو التوباد فلأن الشاعر قبل أن يحقق حضوراً أدبياً يجب أن يكون عزيزاً في نفسِهِ على الأقل، محتفظاً بمبادئهِ لا يتلوّن بعدّة أسماء مستعارة شبه صريحة كعلي سالم الصالحي وابن الحريري وغيرهما مما لا أذكر .
يقول الأخ أحمد \’ كتبتُ أربع صفحات في تحليل البيت \’ وأعجبُ ! : هل أتركُ هذه الأربع وأنقل شيئاً من دراستك إلاّ بطلب منك ، وإن كانت الأربع العِجاف المُدعاة كُتبت تحليلاً لبيت واحد فمعنى ذلك أنك لم تنشرها لأنك أصلاً لا تعرف الفوازي ولا معنى البيت ، أمّا إذا كانت هي أصلاً دراستك لقصيدة السمان فلا أدري لماذا ترسلها لي وهي منشورة على الشبكة !\"وإن تعجب فعجبٌ قولهم !\"، إنهُ تلوّنك يا عزيزي وتهتّك مبادئك ولهذا أشرت لحياتك الشخصية العامة التي هي مصدر الحكم على خواصك وليس العكس .ثميقول \’ كان قد عَر َضَ عليَّ قراءته للبيت \’ والقراءة لا تعني مقدمة استشهادية بل تعني تحليل وهو ما يثبت كلامي في أن دراستي كاملة لا تحتاج إلى إضافة ، ثم يقول \’ هذا يعني إمكانية استعمال الدراسة في حدود \’ فحرّفَ الكلمَ عن مواضعه لِيصفَ رجاءَهُ بـ \’ إمكانية \’ فقط .
امّا قولك عن السرقة \" وأنت أدرى \" فأقول أنها مؤامرة لأنك قلت أن صاحبيك جاءا إلى بيتك وطلبا منك إنكار رجاءك ثم تنازلك أو حتى علمك ثم المطالبة بحق موهوم فحاولت أن تضع السقايةَ في رحلِ أخيك لتتهمهُ بالسرقة ، ثم قمتَ أنتَ بتعديل رده وتعديل ردي وعندما سألتُهُ عن سببِ حكمه قال لديّ مستندات أي أن الأمرَ قد دُبّرَ بِليل قبل نشر الموضوع في منتديات أنت تشرف عليها تقوم بتعديل الردود مثلما ترى انه يؤيد موقفك ، ثم يتساءل بِتهكّم أن قُلت أني كتبت عدّة مرّات في زاوية صباحات في جريدة البلاد بينما يقول عن نفسه أن لهُ زاوية مخصصة في جريدة سعودية لأنه نشرَ دراسة واحدة يتيمة فيها وعن طريق صديق لي وصاحب منتدى أنا دعوت أحمد له .
أمّا قولك أنك لم تقرأ ما عرضت عليك من قراءات لقصيدتَي الصاعدي والعسيري فليس بعد الكفر ذنب وإن كان هذا يدحض دعواك ويفنّد مزاعمك لأنه يعني من حيث لا تعلم أنّي \" مثلما هو الواقع \" لا أحتاجُ لرأيك ولا إضافتك بدليل أني نشرت هاتين القراءتين دون أن تراهما وهما إن لم تكونا مماثلتين فلا تقل عن قراءتي هذه .
وقولك عن اتهامي للجريدة مردودٌ عليك فالجريدة محل احترامي وتقديري واعتزازي وكافة منسوبيها وقرّائها وأنا الذي طالما تشرفتُ بالكتابة بها وأنت الذي رُحت توزّع الاتهامات حتى ادّعيت تعديل قراءتي في سوالف ليل وتطعن في نزاهة طاقم إدارته ولكنّي أترك لإدارة سوالف ليل طريقة الرد المناسبة .
أعتذر مجدداً للأستاذ هليّل المزيني عن هذا اللبس وللعزيز أحمد إن كنتُ قد أسأت لفظاً أو ظنّاً وهو والله لا يزال يحتلُّ مكانة في القلب حتى وإن أساء سُكناها أو حاول تحجيمها المتربصون ولكنّي تألمتُ أن أُخدع بهذه الطريقة السافرة وربما استعجلتُ الردَّ أو أسأتُ الصياغة لانشغالي بظروف أبنائي الصحيّة اللذَين لا يتجاوز عمرهما أسابيع ، أمّا التهمة فأنا منها براء براءة الذئب من دم يوسف ، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف .مع وافر تحيتي للجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *