أرشيف صحيفة البلاد

في تعقيبهم على موضوع د.الرفيدي.. شعراء..لـ (البلاد ): التكسب مشروع ومفردة(الشحاذة) لا تليق!

البلاد : هليل المزيني

أبدى عدد من الشعراء امتعاضهم من موضوع الدكتور الشاعر والكاتب محمد الرفيدي المنشور في عدد صفحة(ملامح صبح) الأحد الماضي تحت عنوان(الإبداع يجتاح شعراء الشحاذة ويغمر المتكسبين).

ومع تقديرنا لرأي الزميل الرفيدي حول طرحه الذي يمثل رؤيته الشخصية لهذه الظاهرة واحترامنا واعتزازنا للشعراء الذين وردت اسماؤهم في موضوعه وللشعراء الذين يختلفون معه وبمتابعتهم ومن باب حق الرد المتاح لهم ولغيرهم, ندعوكم لتشاركونا قراءة ما وصلنا من عدد منهم..

الشاعر والاعلامي عبدالله عطية الزهراني قال:(لا الومكم في قبول ونشر موضوع الشاعر والكاتب محمد الرفيدي عن (الشحاذة) لتحريك الساكن فى الساحة مع تحفظي فيما يتعلق بتأثيرهذه المفردة على مشاعر الشعراء ومحبوهم سواء كانوا ممن هم على قيد الحياة أوممن أنتقلوا إلى رحمة الله وذلك لأن مجرد استخدام (الرفيدي) ل..(الشحاذه) في نظري أمر ممقوت وشعرت من خلاله أن الموضوع يندرج ضمن إطار تصفية الحسابات الشخصية لا أكثر خاصة وهو ومع احترامي لتجربته يحتاج لسنوات ليرتقي لمستوى شاعريتهم,التكسب بالشعر ليس عيبا والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان قد أهدى بردته لشاعر عندما أجاد في مدحه).

وللشاعر محمد المزيريب تعيب جاء فيه:(يقول جميل الزهاوي):
إذا الشعرُ لم يهززك حين سماعِهِ
فليس حرياً بأن يُقال له شعرُ

من هذا البيت يجب ان نأخذ الشعر كحالة فنية فقط وأن نستمتع بالنص ، دون أن نبحث عن نوايا الشاعر في كتابة النص ، وهل كانت نواياه حسنة ام انه يخفي تحت ستار القصيدة نوايا سيئة ، من هذا المدخل أبدي إمتعاضي لمقال الكاتب محمد الرفيدي تحت عنوان (الإبداع يجتاح شعراء الشحاذة ويغمر المتكسبين) وأول ما أستثارني هو لفظ (الشحاذة) فهذه الكلمة “نشاز” لا تُعالج موضوعاً ادبياً ، وكان الأولى استبدالها بلفظ ليّن لكي يتقبلهُ المُتلقي بالدرجة الثانية والشعراء المعنيين بهذا اللفظ بالدرجة الاولى ،

والمأخذ الثاني الذي أراه على الكاتب هو ذكر “اسماء” شعراء يرى انهم “شحاذون” أو يروجون للشحذة على حد وصفه ، يستطيع الكاتب وفق ادواته وخبرته بالكتابة أن يجعل المقال مُبطن وان يضع خطوط عريضة ومفاتيح يستطيع القارئ من خلالها بحذاقته أن يعرف اسماء المعنيين بهذا الموضوع دون التصريح بأي اسم ، وعندما نتحدث عن التكسب بالشعر فأعتقد أنه حق مشروع يستطيع الشاعر التكسب بالشعر دون أن يتنازل عن كرامته ودون ان يريق ماء وجهه ، هناك تكسب محمود أنتشل شعراء من الهاوية وجعل لهم قيمة مادية واجتماعية ومن ضمن هؤلاء اسماء ذكرهم الشاعر في مقاله ، فما المانع اذا كان الشعر وسيلة لتغيير وضع مزري للشاعر ونقلهِ لحياة أفضل، وايضاً مما أراهُ مأخذ على الكاتب هو التلميح بربط الحالة الإبداعية بالحاجة أو “العوز” كما قال،

فهذا غير صحيح تماماً فالشاعر المبدع عندما يكون في حالة مادية جيدة فهذا حافز يدفعهُ للإبداع والدليل على هذا مهندس الكلمة الامير بدر عبدالمحسن الذي استشهد الكاتب به في اول المقال، نعم قد يأتي الإبداع من رحم المعاناة ، ولكن يجب ان لا نروج لهذا، فيظن الشاعر المبتدئ أنه لا يستطيع ان يبدع إلا اذا اصبح في مأزق وحاجة تقوده للإبداع.وفِي الختام على الكاتب ان يشكر الله وان يدعوه على أن لا يضعه مكان هؤلاء الشعراء الذين أجبرتهم الحاجة وأجبرهم “العوز” على التكسب ، وخير ختام بيت نزفه سليمان المانع وأدمى به قلوبنا:

ياميمتي من كثر ما لاعنا العوز
ما ضَل أحد ماله علينا جماله).

كما كان هناك مداخلة للشاعرسعد الجميلي أوجزها في قوله:
(التكسب بالشعر ليس عيباً اذ كان في من يستحق فمن ذكرهم شعراء كبار لهم مكانتهم الاجتماعية يعرفون من يمدحون ويعطون مايستحقون مدح الكرماء لايعيب الشعراء).