حظي صاحب هذه الجريدة بالمثول لدى صاحب الجلالة الملك المعظم قبل سفره بساعات واسترحم من جلالته عرض بعض الأسئلة تهم الرأي العام الإسلامي والعربي وخاصة ما يهم بلاد جلالته من أمور تنشرها الجرائد وتتداولها الاقلام وطلب إلى جلالته أن ينعم بالإجابة فتكرم بالإجابة على الأسئلة الآتية وإننا ننشرها للقراء مع أجوبتها:
س1 – ماهو الموقف الحربي على الحدود الشمالية بعد قتل ابن رفادة وأعوانه وتطهير تلك المنطقة؟
ج – تعلمون أن الذين دفعوا ابن رفادة لم يجنوا عليه فقط بل جنوا على الفقراء المساكين من البدو فأوردوه واياهم حتفهم حتى صاروا عبرة لكل معتبر. أما موقفنا في الحدود الشمالية فهو أن الأمن مخيم في كل نقطة من نقاط تلك الحدود وحرسنا وما يستند عليه من قوات الحدود مهيأ لتأديب كل من تحدثه نفسه بتحريك شفتيه بما يخل بالأمن. وأنتم تعلمون أن أهم ما أسعى إليه هو تأمين الأمن في جميع أنحاء بلادي حاضرتها وباديتها وحتى في القفار المنقطعة فلا يمكن أن يذهب لأحد مال أو حلال إلا وأمرت بالتنقيب عنه حتى يؤتى بالسارق أو الجاني فيجازى حسب نص الشريعة المطهرة، ولو أدى هذا التنقيب إلى صرف كل جهد وطول زمن وصرف كل عزيز لدي، وهذا عندي الركن الأعظم في حياة بلادي الشاسعة المترامية الأطراف.
س2 – ما هو موقف جلالتكم مع الحكومات المجاورة لبلاد جلالتكم؟
ج – يعلم جميع من عرفني أنني من الذين يسعون إلى السلم ويرجحونه ما دام يؤول إلى حفظ الأرواح والأعراض وحفظ البلاد التي هي وديعة من لله إلي وقد درجت على هذا المبدأ حتى يومنا هذا وأسأل لله أن يكون هو ديدني في المستقبل أيضاً، لذلك ترونني مع كل الحكومات المجاورة لبلادنا الحجاز ونجد وملحقاتها بحالة سلم وصداقة صريحين لا غبار عليهما.
س3 – نرى كل يوم في الصحف الخارجية مقالات كثيرة عن المؤتمر العربي الذي عقد في القدس وأيضاً عن المؤتمر العربي العام المنوي عقده في المستقبل القريب. ونظراً لأن بلادنا تشمل القسم الأكبر في الجزيرة العربية ولها منزلتها الدينية والجغرافية الممتازة وأنها مادة العرب في احسابهم وانسابهم وتاريخهم اللغوي والسياسي منذ أقدم عصور التاريخ فمن الضروري يكون لنا اتجاه سياسي واضح يتناسب مع هذه المنزلة فاسترحم من جلالة مولاي الإدلاء برأيه العالي في هذا الموضوع الذي تشرئب إليه اعناق العرب في جزيرتهم وخارجها.
ج – تعلم أن أول واجب علي هو السير في بلادي وأهلها سيرة السلف الصالح من حيث ايصال كل ذي حق إلى حقه وأن يكون الناس على اختلاف مراتبهم في رغد من العيش والأمن والسعي لترقى مرافق البلاد وتنظيم النظم اللازمة لإدارتها سالكاً بذلك الطريق التدريجي الممكن
أما أحوال ما يجاورها من البلاد العربية المجاورة لبلادي فهي تهمني كما تهم كل ناطق بالضاد ولاشك أن العرب لا يمكن أن يبقوا على تباعدهم عن بعضهم البعض مدى الدهر ولاشك في أن ما يسعون إليه من عقد مؤتمر تلو آخر إن هو إلا اعتقاد راسخ تسلسل معهم منذ عرفهم التاريخ وتغلغل في دمائهم ليكونوا يداً واحدة على إعادة مجد الإسلام وليعودوا فيكونوا العضو الصالح في المجتمع الإنساني كما كان آباؤهم المثل الأعلى لتنوير البشر في التشريع والعلوم والصناعات وفي كل ما يعلي شأن البشر ويهون احتياجاته وهذا الأمر هو حق طبيعي لهم لا يلومهم عليه أحد، فالمؤتمر العربي الذي عقد قبل أشهر كان وليد الشعور العظيم بالحاجة إلى التفاهم بين العرب للعمل على ما فيه منافعهم العامة المشتركة.
واني آمل أن تكون أبحاث المؤتمر العربي المقبل وغايات أعضائه موحدة وخالصة من شوائب الشخصيات والمنافع المادية التي اخرت العرب عن الاتحاد والتضامن حتى اليوم.
س4 – هل ترون جلالتكم أن المؤتمر العربي المقبل سيدعو إلى اتحاد العرب وهل إذا دعيتم على حلف عربي فهل أنتم مجيبون تلك الدعوة واني استرحم من جلالة مولاي ألا يضن علي بجواب سؤالي لأني أرى أن كل مفكر يجب أن يعرف رأي جلالتكم نحو هذا الأمر الجلل؟
ج – المستقبل بيد لله يصرفه كيف شاء ولكني اكرر قولي انه اذا كان قرار المؤتمر هو خال من دعوى الشخصيات ومنافع الأفراد وجرد المغانم لأناس دون آخرين واهمال المثل الأعلى ألا وهو عز الأمة العربية وائتلافها وحفظ حقوق أبنائها فهذا أمر لا يمكن لعربي أن يتأخر عن معاضدته وهذا من شيم العرب في جاهليتهم وإسلامهم، وأني مع ضعفي ولا حول ولا قوة إلا بالله اقول إذا دعيت إلى أمر فيه عز العرب ويراد به خير العرب ووحدتهم وكانت الدعوة إلى ذلك خالصة لوجه الله فاني سأكون كما هي عادتي فرد من أفراد الأمة العربية ولا أهمية عندي للرتب والمناصب الجالبة للغرور أقدم كل معونة ممكنة في هذا السبيل.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله…. غفر الله لك ورحمك ياموحد الجزيرة..قلت فصدقت ..نٍسأل الله أن يؤيد أبنائك و أحفادك لأتباع نهجك كما هي عادتهم ونسأل الله أن يحفظ على المملكة العربية السعودية أمنها وأمانها ويجعلها في أتم حال من رغد العيش و نسأل الله العلي القوي القدير أن يرفع عن بلاد العرب والأسلام مانزل بهم من البلاء والفتن و يبدلهم أمناً وأماناً وعافية … أنه علي قدير