فاروق صالح باسلامة
قلنا ان الدين مرتبطة تعاليمه بالعلم والادب والفكر، تلك العناصر المهمة التي تتصل بثقافة المؤمن المسلم في حياته الدنيا. وان دور الثقافة ان تعنى بالروحيات التعبدية لله واطاعته في المنشط وفي المكره من خلال الرؤية الدينية للحياة ودنياها وان يثبت هذا الباحث المثقف في علمه وفكره لخدمة طلابه ممن هم بحاجة الى العلوم والآداب والمعرفة في المسارات الحيوية والطرق الفكرية لتلبية تلك الحاجات الدنيوية والمطالب الحيوية وايماناً بالرسالة رسالة الدين الاسلامي وفكره الانساني والجمعي سائراً الجميع نحو ساحات التعارف الجميل بالخلق النبيل والمعرفة الدبية في هيئات الحياة الدينية والحياة الثقافية وحياة الادب العربي والاسلامي على وجه العموم وفي رأيي ان هذا هو الدور الحقيقي للثقافة ومن خلال هذه الثقافة يزدهر العلم والمعرفة والادب في الحياة العامة وفي دنيا التربية والتعليم وحياة التثقف المتطور والتعلم المستمر والتأدب بالعلم ابدا: ما دامت الحياة بفضل الله الواحد الأحد لان العمل بالعلم واجب ايماني وهو فرض اسلامي وللاستاذ عباس محمود العقاد كتاب في هذا السبيل عنوانه” “التفكير فريضة اسلامية” طرح خلال صفحاته اسس الدين الاسلامي واصوله التعبدية، شارحاً ذلك بالتفكير والاسلامي والتأمل الفكري في الكون عامة. ومتطلبات هذا الفكر من الاسلام مبادئ واصولاً واسساً مكينة كي يتدبر المفكر بذلك قرآنا وسنة وفقهاً وتعبداً وسلفوكاً في الحياة عبادات ومعاملات.
هذه الركيزة للمثقف اعظم اساس في حياته الدينية والروحية، لا ليس هذا فحسب بل في السلوك المادي كذلك علماً وعملاً وديناً وأدباً وعبادات ومعاملات في حياتنا عامة على كافة التوجهات وسائر السبل المؤدية الى فضل الدين الاسلامي على الثقافة الانسانية والفكر الاجتماعي والعقل البشري. ذلك ان الدين في الاسلام رسالة السماء الالهية لاهل الارض منذ آدم ونوح عليهما السلام الى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام هذه الرسالة الحميمة للناس كافة من لدن الله عز وجل التي بلغها رسول الله في كل عصر من العصر السابقة والى يوم يبعثون ينبغي على المثقف معرفة هذا الاصل الديني الذي ينبثق من خلاله ثقافة اسلامية شاملة ايمانياً واجتماعياً وثقافياً ودولياً.
إن الثقافة الإسلامية لها ادباء وعلماء ومفكرون طرحوا فكرتها الدينية في كتب وتصنيفات ومؤلفات بأساليب شتى كالاساتذة مصطفى صادق الرافعي وشكيب ارسلان وانور الجندي وسيد قطب ومحمود الخالدي وعلي الطنطاوي وغيرهم من الذين كتبوا مقالات ادبية بتصنيف وتفكير وبرؤية اسلامية عامة مما يجذب شباب الاسلام الى رسالته المؤمنة بها يجعل لمؤلفيها ذكرى حسنة وطيب ذكر واحساناً في العلم والدين والثقافة الشيء الذي يكثر نعمته وفضله من توفيق الله وعليهم وعلى علمهم وتعاملهم مع العصر الحديث والزمن المتجدد وسائر الازمنة والامكطنة في كل زمان ومكان. ذلك ان العرض الثقافي متطلب للاعتقاد الديني وان كل مثقف بلا عقيدة ايمانية لله وكتبه ورسله لن يفلح، بل انه علىضلالة وان لم يشعر او يعلم انه ضل الطريق وحكمه انه ممن اضلهم الله على علم!! ولذلك اهتبل الكتاب المسلمون في تصحيح المفاهيم كفرصة عائدة الى هدي الله تعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وبالذات في عصرنا الحديث، وثم عناوين:
– وحي القلم، رجال من التاريخ، حياة الصحابة، الثقافة الاسلامية، مقومات القصور الاسلامي وخصائصه، رجال الفكر والدعوة في السلام، اخلاقنا الاجتماعية، هذه الطروحات الثقافية في اطار الثقافة الاسلامية المعاصرة في حاجة الى وعي حديث، وتجديد مفاهيم للفكرة الانسانية في الاسلام والايمان والدعوة والفكر والادب حتى يقضي الله امرا كان مفعولاً. فدعوة الرسل مؤيدة من لدن الله عز وجل روحياً ومادياً ومدعمة من قبله خاصة وعامة وهذا ما سعى اليه حماة الدين الاسلامي من نفثات اقلامهم ودعواتهم ورسائلهم لدعم اليقين وتأييد الحق في الارض حياة واعمالاً عقيدة وايماناً، ديناً ودنيا حتى يرث الله تعالى الارض ومن عليها، قال عز من قائل: “إن الدين عند الله الاسلام” وقال سبحانه “اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا” هذه آيات بينات من سور اللله في قرآنه تعالت آياته وسمت آلاؤه ترشدنا الى طريقه المستقيم، وصراطه الأمين لذا وجه المولى عز من قائل:
“واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه” وصدق الله والرسول الى غير ذلك من معالم الدين.. دين الاسلام الحنيف، وثقافة اهله من العلماء والادباء الذين قدموا لامتهم الخير العلمي والوعي الذهني من اجل تحقيق المعرفة في الحياة واصلها في الوجود، فيسير الجميع على هدي الله تبارك وتعالى وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام، وتتبين اصول الفكر الاسلامي واركان دينه في سبل الرشاد وطبق الهداية لهذه الامة.. خير امة اخرجت للناس.. وقل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين”.
هذه النصوص القرآنية البينة نتدبرها ونتأملها على هدى من الله وبينات وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها وكما فهمها صحابته رضوان الله عليهم والتابعون عليهم رحمة الله فنفلح في دنيانا ونوفق في حياتنا ويهدينا سبلنا في الاولى والآخرة والله ولي التوفيق.
