بريدة- واس
يبرز في شمال محافظة الأسياح بمنطقة القصيم قرية “التنّومة” التراثية التي يعود تاريخ وجودها إلى 300 عام، وشهدت أبرز الملاحم التاريخية إبان توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -.
وما يميز هذه القرية التاريخية موقعها الجغرافي الذي يرتبط بالطريق الدولي للقادمين من شمال المملكة إلى المنطقة الوسطى مرورًا بمنطقة القصيم، بجانب قربها من محافظة الأسياح التي تعد مكان جذب للمتنزهين الذين يقضون أوقاتهم على رمالها الناعمة.
وتحظى قرية التنومة التراثية باعتزاز أهالي محافظة الأسياح، حيث عاصر الآباء والأجداد على أرضها الكثير من القصص والروايات التي خلّدها التاريخ وتناقلها الرواة عبر الأزمنة. والتقت “واس” بمحافظ الأسياح محمد علي العريفي الذي أوضح أن قرية “التنّومة” من أهم مواقع التراث العمراني في الأسياح، وتتمتع بالبعد التاريخي والثقافي، ومؤهلة بأن تصبح إحدى مواقع الجذب السياحي بمنطقة القصيم وذلك في إطار اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بالتراث العمراني ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتعدّ.
ترميم التراث:
وقال العريفي : إن القرية شهدت عمليات ترميم جرت في شهر جمادى الآخرة العام الماضي بمبلغ 2.9 مليون ريال شملت بناء مسجد القرية، والساحة، والمنازل، والطرق المحيطة، بحيث يغطي المشروع 40 % من مساحتها. ومن جهته أفاد رئيس بلدية محافظة الأسياح عبدالعزيز الهبدان أنه تم اعتماد مشروع ترميم قرية التنّومة التراثية حتى تكون مزاراً سياحياً يربط الحاضر المشرق بالماضي العريق ، وقد تم البدء بترميم اجزاء من القرية وعدد من المباني المحيطة بها كمرحلة أولى تتوالى بعدها المراحل حتى يكتمل ترميم القرية بإذن الله.
وللقرية ذكريات جميلة علقت في أذهان من سكنها قديمًا، ومنهم المواطن صالح بن عبدالعزيز الزيد الذي قال : إن هذه القرية إحدى أعمدة التنمية بمحافظة الأسياح، وكان يقصدها الكثير من عابري السبيل حيث يستقرون فيها عند عبروهم منطقة القصيم في طريقهم إلى الرياض، وتحتوي على العديد من آبار المياه، وأماكن الري، والسقيا، ناهيك عن بواباتها الشهيرة كبوابة “البر”.
معالم عريقة:
وبحسب الإعلامي خليفة عبدالله الهاملي فإن محافظة الأسياح هي بوابة القصيم الشرقية، وتربطها بالمنطقة الشرقية، والغربية، والشمالية، وبدولتي الكويت والأردن، وتشرف على العديد من القرى والمراكز حيث يتبعها 13 مركزًا وقرية. ويبلغ عدد سكان الأسياح 50 ألف نسمة، وهي من المحافظات الغنية بالآثار حيث تعود أثارها إلى القرن الرابع الهجري، ويعد قصر مارد من أهم معالمها التاريخية،وقصر خريف بن فواز الطويان في السيح، والتنّومة القديمة، وأبا الورود القديمة التي تعود إلى أكثر من 260 عامًا.