أرشيف صحيفة البلاد

في أدبي مكة..المطلق يبين مسؤولية المثقف

مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
اختتم نادي مكة الثقافي الأدبي برنامجه لمشروع ملتقى مكة الثقافي (كيف نكون قدوة؟)، ولمبادرة المثقف القدوة .. أنا مثقف أنا مسؤول ، بمحاضرة قيمة لمعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء ، والمستشار في الديوان الملكي ، بعنوان ( الوسطية والاعتدال في خطابنا الثقافي )، وذلك مساء الأربعاء الماضي..
بداية نوه الشيخ المطلق بمبادرة نادي مكة الثقافي الأدبي (المثقف القدوة)، فهو خير من يسهم في بناء الوطن ، وخير من يصد عن أبناء الوطن وشبابه ، ما يتعرضون له فكرياً وعقدياً من غزوات ، وجسدياً من سموم المخدرات ..

وقال فضيلته: إن مفهوم (المثقف القدوة)، يحرك المعاني الجميلة ، والأخلاق النبيلة ، ويدعو إلى وجود قدوات تتوافر فيهم القيم الإسلامية ، والأخلاق العربية ، التي يجسدها نبي هذه الأمة ، محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا افتقدنا القدوات الصالحة ، نقع في شر عظيم ، وبخاصة الناشئة والشباب .. وكم وقع شبابنا في مصائب وانحرافات ، حين ظنوا بالقدوات السيئة خيراً فأضاعتهم في الدنيا والآخرة.
وأوضح الشيخ المطلق ضرورة عودة خطابنا الثقافي إلى الأصول الصافية ، وإلى العقيدة الصحيحة ، وأن يكون وسطياً ملائماً لفطرة الإنسان ، متدرعاً بالنصح والرفق لننتصر على أعوان الشيطان.
ولا بد لخطابنا الثقافي – كما يقول الشيخ المطلق – أن يكون مستمداً من كتاب الله وسنة نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، وسطياً بريئاً ، من الغلو والتطرف ، وبريئاً من التسيب والانحلال ..
وأبان فضيلته الدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به الأندية الأدبية من خلال فعالياتها المختلفة ، لتساهم في الإصلاح ، وتدفع عن الشباب والأبناء مكائد الأعداء ، وغزواتهم ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..
واستعرض الشيخ المطلق بعض صفات الخطاب الثقافي المعتدل ، النابع من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، المعتمد على العلم والعقل والحكمة ، البريء من الهوى والمزاج ، مع مراعاة إمكانات وقدرات الجميع ، ومراعاة الزمان وأحوال الناس ، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم.. وعقد الحوارات المبنية على الإقناع والصبر والرفق في مواجهة المنتقدين والمعترضين ، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .. مع احترام كل الأطياف فمن لا يحترم الآخرين لا يحظى باحترامهم ..
التعقيبات
وقد شهدت هذه المحاضرة العديد من التعقيبات والمداخلات بدءاً من مدير اللقاء الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، الذي أثنى على المحاضر، فهو يمثل الداعية القدوة والعالم القدوة المثقف القدوة ، وأثنى على المحاضرة التي أبانت مواطن الاستحسان ومواطن الاستهجان لتهيئة والمثقف القدوة ، الذي يتحمل مسؤولية توجيه الأبناء والشباب .. وبارك الدكتور عالي سرحان القرشي لنادي مكة الثقافي الأدبي هذا اللقاء الطيب .. وأشار الدكتور عبدالحكيم موسى إلى الفطرة والاكتساب في منهج الوسطية والاعتدال .. وأشاد الأستاذ خالد القرشي بالمحاضر الذي يمثل علماً من أعلام الوسطية والاعتدال في الدعوة والخطاب الثقافي ..
وأشارت الأستاذة فاتن محمد حسين إلى أن هذه المحاضرة كانت مسك الختام لبرنامج (كيف نكون قدوة؟) في نادي مكة الثقافي الأدبي .. ودعت الأستاذة إيمان الدبيان إلى الوسطية في الخطاب الأسري ، في حين أكدت الدكتورة نادية بخاري ضرورة التوسط بين التشدد والانفلات ..
وفي نهاية اللقاء دعا الشيخ عبدالله المطلق إلى احترام آراء كبار السن ، وعدم الانجراف مع فورات الشباب ، فالكبار الذين عرفوا بالنزاهة والاستقامة أصحاب معارف وأصحاب خبرات ، وهم أقدر وأجدر بالدعوة والنصح وتصدر المجالس واللقاءات .. وحذر فضيلته من الانسياق وراء وسائل التواصل الاجتماعي ، فهي ليست مقياسا للرأي العام ، ولا للرأي الصحيح ، لأن أغلب القائمين عليها والمساهمين فيها لا يملكون الخبرات ، ولا المعارف والقدرات ، وليسوا مؤهلين للنصح والتوجيه والإرشاد .. كما أنه منهم المجيش لخدمة توجيهات معادية أو آراء فاسدة ، سائلاً الله لهذه الأمة الحفظ والهداية .