نادية السالمي ..
الهدف السامي من كشف الهوية الوطنية والتعرف على ملامحها هو المحافظة عليها ضمن السياق الحضاري الذي لا يتعدى الثوابت الدينية والاجتماعية.
وهذا مايعرفه الإخوة القائمون على مهرجان الجنادرية الذين يحاولون ردم الهوة بين الأجيال بحيث لا يشعر الجيل الجديد الموجّه له هذا المهرجان بالنفور من قيم وقيمة الماضي وربطها بأواصر الحاضر لهذا أرجو أن يتسع صدر المنظمين للآتي:
– مهرجان الجنادرية يُصدّر النجاح وليست الأسماء الإعلامية المعروفة هي من تُصدّر له النجاح.لذلك هو قادر رغم الفترة الزمنية المحدودة التي يقام فيها على منافسة المسابقات الشعرية في خلق نجوم جدد وتلميع نجوما كاد أن ينطفئ وهجهها فلماذا لا يكون مهرجان الجنادرية رائدا في خلق فرص و أسماء جديدة على كافة الأصعدة تُختار بعناية من قِبل لجنة على علم بالمستجدات خلال العام في كافة الأنشطة التي يهتم بها المهرجان فتبرز هذه الأسماء و تحظى باهتمام الإعلام بدلا من الإعتماد الكامل على الأسماء المعروفة وإعادة فرزها بعد اكتشاف المسابقات والإعلام لها؟!
– التمثيل الخجول للمرأة في الفعاليات الأدبية وتكثيف تواجد الرجل يغذّي فكر المتلقي من الجيل الجديد بأن دور المرأة في الماضي وحتى الحراك الحالي ضئيل، ولا شراكة أو حتى دور “تكاملي” بينها وبين الرجل.هذا من جهة، ومن جهة أخرى غياب الشاعرة عن المهرجان يوحي للمتابع أن لا سبيل لعلاج الخطأ إلا بخطأ يجتثه من جذوره، والإصلاح بما يناسب ويتناسب مع الوقائع غير جدير بالبحث والتحري لإيجاد الحلول!. حصر المرأة في بعض المهن الحرفيّة التي لا تلعب دورا أساسيا في بناء المجتمع يقلص من التمدد الحضاري لها وللمجتمع،لأنه يروج بشكل مقصود أو غير مقصود بأن دور المرأة ثانوي ويمكن تهميشه ولن يؤثر غيابها على سير المهرجان.
يا أيها السادة القائمون على تنظيم هذا الوهج الثقافي :
أولًا: مهرجان الجنادرية ملتقى العديد من المثقفين والمهتمين بدعم الحراك الثقافي وتلاقح الأفكار والرؤى بين الأجيال من جميع الأمصار على الأقل حاولوا في كل عام خلق نجم واحد في شتى المجالات تتلقفه وسائل الإعلام ويبزغ نجمه من خلال مهرجان الجنادرية.
ثانيًا: غياب المرأة أحد أهم أركان المجتمع يشي بخلل اجتماعي لا يخفى على ذي لب،فأرجو إعادة النظر فيه.
