أرشيف صحيفة البلاد

فيما يحتفل العالم اليوم بالرعاية التلطيفية .. الدكتور الشهري : الرعاية التلطيفية منهاج صحي لتحسين جودة حياة المرضى

البلاد – الرياض

أكد الدكتور محمد بن ظافر الشهري استشاري طب الرعاية التلطيفية ورئيس برنامج زمالة الطب التلطيفي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض لـ \"البلاد\" أن الرعاية التلطيفية هي منهاج في الرعاية الصحية يهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى والأُسر الذين يكابدون المشكلات المصاحبة للأمراض المعضلة المهددة للحياة، وتُقَدمُ هذه الرعاية من خلال الوقاية من أسباب المعاناة وعلاجها وذلك بالمبادرة إلى الكشف المبكر عن الأعراض وعلاجها سواءً كانت جسدية أو نفسية أو روحية أو اجتماعية. وهذا ما يسعى فريق الرعاية التلطيفية إلى تحقيقه أملاً في تعزيز الجودة النوعية لحياة المرضى وأفراد أسرهم الذين يشاركونهم المعاناة.

جاء ذلك بمناسبة احتفال العالم هذا اليوم الثامن من شهر أكتوبر الذي يصادف اليوم العالمي للرعاية التلطيفية، حيث تقام كثير من الفعاليات والمناشط في العديد من بلدان العالم للتعريف بالرعاية التلطيفية وحشد المزيد من الدعم لبرامج هذا النوع من الرعاية الصحية.

تطورها
وقال الدكتور الشهري بهذه المناسبة : برامج الرعاية التلطيفية تطورت بشكل سريع خلال العقود الماضية حتى تجاوز عددها الآلاف حول العالم. إلا أن معظم هذه البرامج تتركز في الدول الأكثر تقدماً من الناحية الصحية.
دخولها المملكة
مبيناً أن هذه البرامج دخلت المملكة عن طريق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض قبل حوالي عقدين من الزمان ثم توالت المراكز الطبية التي تقدم الخدمة لتشمل مؤسسات صحية كبرى في الرياض وجدة والدمام. ولكن نظراً إلى الندرة الشديدة في عدد المتخصصين في هذا المجال فإنه لا يزال أمامنا طريق طويل من العمل الدؤوب لنصل إلى ما نتمناه في هذا المجال .
أهداف برامج الرعاية التلطيفية
تهدف برامج الرعاية التلطيفية إلى تقديم رعاية شاملة لفئة خاصة من المرضى وأفراد أسَرِهم الذين يشاركونهم المعاناة. وهذه الفئة الخاصة من المرضى يمكن وصف أمراضها بأنها مستعصية وعضال وتتسم بالتفاقم المستمر، ويندرج تحت هذه الفئة عدد من الأمراض من أهمها:
السرطان الذي لا يُتوقع برؤه في العادة. وهؤلاء يشكلون الغالبية العظمى للفئة المستهدفة ببرامج الرعاية التلطيفية ، الأمراض الصدرية والقلبية المزمنة في مراحلها المتأخرة ، أمراض الفشل الكلوي المزمن في مراحلها المتأخرة ، بعض الأمراض العصبية المتصفة بالتفاقم المستمر، وبخاصة عندما تصل إلى مراحل متأخرة.
شمولية برامج الرعاية التلطيفية
وعن شمولية برامج الرعاية التلطيفية قال : شمول الرعاية التلطيفية من أهم الخصائص المميزة لها، فهي تعنى بالجوانب الجسدية والنفسية والروحية بشكل متكامل. كما أن الرعاية التلطيفية لا تقتصر على مرحلة الاحتضار. فهي وإن كانت تركز على المراحل المتأخرة من الأمراض المعضلة، إلا أنها تشمل مراحل المرض المختلفة وتتعدى إلى ما بعد مرحلة وفاة المريض –إذا قدر الله حدوث الوفاة- حيث يكون الاهتمام بذوي المريض ودعمهم بما يناسب احتياجاتهم وبقدر الإمكانات المتاحة.
مراحل الرعاية التلطيفية
وتطرق الدكتور الشهري عن مراحل الراعاية التلطيفية بقوله : تقوم الرعاية التلطيفية من حيث هي خدمة صحية على ثلاثة أسس رئيسة تتمثل في التأكد من تشخيص المرض، التأكد من المرحلة التي وصل إليها المرض، وهل هو منتشر أم لا، وإذا كان منتشراً فما مدى انتشاره ، الى جانب الاطلاع على المعالجات السابقة التي قدمت للمريض سواء كانت جراحية أو كيميائية أو إشعاعية أو غير ذلك وكذلك إعطاء المريض مقدمة تعريفية مبسطة عن مفهوم الرعاية التلطيفية وما الذي يمكن أن تقدمه ، والاستماع إلى التأريخ المرضي من المريض ومن يكون معه من أفراد أسرته .
وكذلك خطة العلاج الملائمة لحالة المريض ، والمتابعة المستمرة، حيث تتراوح المدة التي يحتاج الفريق الصحي أن يتابع المريض خلالها بشكل دوري من بضع دقائق أو ساعات إلى بضعة أيام أو أسابيع بناء على حاجة كل مريض ، إذاً أن عملية المتابعة المتكررة هي عملية إعادة تقويم لحال المريض، ومن ثم مراجعة الخطة العلاجية بناء على نتائج ذلك التقويم .
صور الرعاية التلطيفية
عن هذا الجانب قال الدكتور الشهري : يمكن تقديم خدمة الرعاية التلطيفية للمرضى المعنيين في صور مختلفة بحسب حال المريض والإمكانات المتاحة لكل برنامج من برامج الرعاية التلطيفية حيث إن أهم صور تقديم الخدمة تتمثل في تقديم المشورة للفريق المعالج، وضرورة أن يتولى فريق الرعاية التلطيفية بشكل مباشر وأساسي رعاية المريض، والإدخال إلى المستشفى لا بد أن يكون عند الحاجة فقط لمثل هذه الرعاية. وفي هذه الحال يبقى هدف الفريق الصحي محاولة تكثيف الجهود لتقصير فترة إبعاد المريض عن بيته وأفراد أسرته؛ ذلك أن بقاء المريض في بيته ومحيطه الأسري له أثر إيجابي كبير على راحته.إلى جانب انتظام المتابعة في العيادة الخارجية.
أما في حالة تطلب الأمر إلى رعاية المريض في منزله ضمن هذا البرنامج فهنا يقوم الفريق الصحي بجدولة زيارات صحية للمريض وهو في منزله .