الرياض- البلاد
أكد الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، على الدور الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – في تعزيز الحوار العالمي، انطلاقًا من ثقلها الإسلامي والعالمي، ورسالتها الإسلامية الخالدة في تعزيز التعايش وبناء السلام وترسيخ العيش المشترك ومكافحة التطرف والإرهاب.
واستهل ابن معمر اللقاء الذي نظمته هيئة الصحفيين السعوديين بمقرها بالرياض ليلة الثلاثاء الماضي، وحضره عدد من المثقفين والإعلاميين، بالتذكير بكلمات خادم الحرمين الشريفين تحت قبة الشورى التي قال فيها “تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها متمسكين بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا. ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن -إن شاء الله- حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق”. مبينًا أن كل ما يتم تنفيذه من برامج يصب في هذا الاتجاه، ويستهدف تحقيق هذا التوجيه السامي الكريم. وقال الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إن المملكة بفضل الله ثم بجهود القيادة الحكيمة، تمكنت من بناء تحالفات عربية وإسلامية وعالمية في مجالات متنوعة بهدف تعزيز التعايش وبناء السلام وترسيخ العيش المشترك ومكافحة التطرف والإرهاب.
وشدد معاليه على أن تعزيز الحوار والتعايش كان من صميم رؤية المملكة 2030 التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويشرف على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث تتنوع مساراتها ومشاريعها المحلية والإقليمية والعالمية، في مكافحة التطرف والإرهاب، وبناء السلام.
ولفت معاليه إلى أهمية إنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، ومركز الملك سلمان العالمي للسلام، ومركز الحرب الفكرية، بالإضافة إلى استمرار دعمها الكبير والفاعل في إنشاء مركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة. وقال إن هذه الخطوات الكبيرة تضاف إلى جهودها في مأسسة الحوار ونشر ثقافته وتعزيز التعايش عالميًا من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وبرنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لترسيخ ثقافة الحوار والسلام في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
واعتبر معاليه أن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من أهم الخطوات المؤسسية التي تعبر عن وقوف المملكة مع كافة شعوب العالم المحتاجة، دون النظر للعرق أو الدين، وهذا تأكيد على نهجها في تعزيز التعايش وبناء السلام وترسيخ العيش المشترك ومكافحة التطرف والإرهاب.حيث يبرز المركز في طليعة المؤسسات العالمية التي تسهم في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، فضلاً عن مساهمات الفئات التطوعية من داخل المملكة. وقال إن نهج المملكة أفعالاً وأقوالاً يصب في تعزيز سبل التعايش والسلام والأمن التي يمكننا جميعًا تحقيقها بشكل تعاوني وتطوعي، ودعم سياسي ومادي لتحقيق الطموحات. مشيرًا إلى تشديد سمو ولي العهد – حفظه الله – في أكثر من مناسبة على مكافحة التطرف بكل أشكاله، والعمل مع كل الأخيار في العالم للقضاء عليه.
وقد استعرض معاليه ورقته من خلال العرض التالي:
الإسلام وحوار الأديان
وقال “الدين الإسلامي في جوهره امتداد للأديان التوحيدية عمومًا وأديان الأسرة الإبراهيمية خصوصًا، لهذا كان في صلب تعاليمه الكثير من المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية التي تجسد معايير الحوار والتعايش والتسامح واحترام الآخر المختلف دينيًا، كما كانت التجربة التاريخية للمسلمين تتميز بنماذج عريقة من تجارب التسامح والتعايش في المنطقة العربية والأندلس وجنوب شرق آسيا، وهي كلها تجارب رسَّخت تقاليد لا تزال ملهمة من تقاليد التعايش والاختلاف.
وبين معاليه “لقد وفر لنا التاريخ الإسلامي في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وثيقة معروفة وهي وثيقة المدينة التي اشتملت على صيغة حقوقية وإنسانية كريمة للعيش المشترك بين المسلمين واليهود وغير المسلمين، كما مثلت تجربة استقبال وفد نصارى نجران الذين استقبلهم نبي الإسلام في مسجده بالمدينة، واستضافهم وحاورهم، علامة أخرى لتاريخ الحوار الديني بين المسلمين وغير المسلمين. وهذه التجارب التاريخية الموثقة تُعدُّ نموذجًا ملهمًا في إعادة تجارب الحوار بين أتباع الأديان على أفق العيش المشترك.