فلسطين – مها العواودة
تعد القمة العربية في دورتها 29، والتي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- قمة ” القدس ” من أكثر القمم أهمية ونجاحاً بالنسبة للفلسطينيين؛ كونها عقدت في ظروف استثنائية تمر بها القضية الفلسطينية ، ومن أبرزها قرار نقل واشنطن لسفارتها إلى القدس المحتلة، واعتبارها أنها أزيحت عن طاولة المفاوضات ، ومخططات إسرائيل لتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، وتأكيد السلطة الفلسطينية بأن واشنطن لم تعد وسيطاً نزيهاً لعملية السلام؛ بسبب انحيازها لإسرائيل.
في هذا التقرير ترصد ” البلاد ” ما قاله الفلسطينيون عن قمة “القدس”، والإنجازات الكبيرة التي تحققت فيها على صعيد ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية.
فقد استهل مستشار الرئيس الفلسطيني د. نبيل شعث حديثه لـ”البلاد” بالقول: إن معظم المطالب الفلسطينية التي كانت قبل القمة تم تحقيقها من الأشقاء العرب، وهذا إنجاز كبير، خاصة وان خادم الحرمين والقادة العرب ، أرسلوا رسائل مهمة من أبرزها، أن القدس واللاجئين خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، ورصد 150 مليون دولار لتعزيز صمود مدينة القدس ، و50 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا .
وأكد د. شعث أن تبني الدول العربية لمبادرة السلام الفلسطينية التي طرحها الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي في 20 من فبراير الماضي، انتصار للحق الفلسطيني ، وتعزيز للموقف السياسي الفلسطيني .
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لـ” البلاد “: إن :” نتائج القمة الإيجابية حول القضية الفلسطينية فاقت كل التوقعات من حيث القرارات التي اتخذت في ظروف بالغة الدقة والتعقيد وخاصة ما يعصف بالقضية الفلسطينية من مخاطر تهدد بتبديد وضياع حلم العودة والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس ” .
وتابع :”كل الشكر للمملكة العربية السعودية على تسمية القمة العربية ال29 بقمة “القدس” التي تعد لفتة قوية من العرب، لما يجري في القدس، وما تتعرض له من مخاطر “.
وأكد خلف أن القمة العربية تبنت كل المواقف الفلسطينية خاصة ما يتعلق برؤية الرئيس عباس للحل السياسي والتي طرحها أمام مجلس الأمن الدولي.
وأشار خلف إلى أن القمة العربية أعادت القضية الفلسطينية للواجهة؛ باعتبارها القضية المركزية للشعوب والدول العربية، بكل ما يتطلبه ذلك من سياسات ومواقف وخطوات تضامنية ، وكذلك التأكيد على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير، وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران 67، وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ عام 1948″.
في سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم لـ” البلاد “: إن إطلاق خادم الحرمين على القمة العربية اسم قمة القدس ، هي رسالة قوية لكل العالم، خاصة واشنطن وإسرائيل بأن القدس خط أحمر عند الأمة العربية ، وأن لا تفريط فيها ، وأن القدس عربية وستبقى كذلك للأبد “.
وشدد سالم أن وقوف القمة العربية لجانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا التوقيت، سيعزز بدون شك صمود الفلسطينيين، خاصة وأن واشنطن تستعد لطرح ما يطلق عليه صفقة القرن المرفوضة فلسطينياً وعربياً .
وطالب سالم بتفعيل المظلة المالية التي تعهدت بها جامعة الدول العربية سابقاً من خلال زيادة الدعم المالي المخصص لموازنة السلطة الفلسطينية،خاصة وأن واشنطن جمدت 300 مليون دولار كانت تقدم للفلسطينيين سنوياً .
من جهته، أكد د.حسن خاطر مدير مركز القدس الدولي أن تسمية القمة بقمة القدس ،هو مؤشر إيجابي ويبعث على التفاؤل ،إضافة إلى ما قدمه خادم الحرمين من دعم مالي للأوقاف ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ،والتأكيد على مكانة القدس وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”
وتابع خاطر: ” رسالة القمة واضحة حيث كانت القدس وفلسطين قضية حاضرة ومتصدرة لأعمال القمة ،في ظل التحديات والمخاطر التي باتت تعيشه القدس والقضية الفلسطينية بفعل قرارات الرئيس الأمريكي ترامب وإصراره على الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال وتحديد الـ 14 مايو تاريخاً لنقل السفارة الأمريكية وتقليص مساعدات الأونروا والعديد من الإجراءات الأخرى في حق المؤسسات الفلسطينية ، إضافة إلى كل ما قامت وتقوم به سلطات الاحتلال من أعمال تهويد كبيرة، وخطيرة على الأرض “.