أرشيف صحيفة البلاد

فشل صفقة إس-400 .. صفعة جديدة في وجه الحمدين

جدة ــ وكالات

توالت الصفعات هذه الأيام على نظام الحمدين على مختلف المستويات؛ ليتواصل السقوط المدوي للدوحة، بعد أن تخلت عن أشقائها وجيرانها، وارتمت في أحضان طهران، التي ما زالت تقودها من خسارة لأخرى، ولن تتخلى عنها حتى تستنزف مواردها المالية.

ويبدو أن الصفقة القطرية الروسية حول صواريخ إس-400 المضادة للطائرات، لاقت فشلًا ذريعًا، الأمر الذي ظهر مع اعتراف أمير قطر تميم بن حمد بأنه لم يحصل على ضمانات من روسيا من أجل إتمام الصفقة.

وكان تميم قد وصل إلى باريس الجمعة الماضية، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يظهر الاثنان في مؤتمر صحفي أعلن فيه تميم عن عدم وجود أي ضمانات لشراء المنظومة الروسية.

وقال تميم في المؤتمر: “ناقشت مع الرئيس الروسي شراء نظام الدفاع الجوي إس-400، لكن لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن”، ما يعبر عن خيبة جديدة من خيبات تنظيم الحمدين المتتالية.

فتميم الذي أبلغ الصحفيين، في باريس، بفشل مساعيه في الحصول على النظام الصاروخي الروسي المتقدم، كان بارتباكه وتردده يقدم نعياً حزيناً لدبلوماسية الاستعطاف والمظلومية القطرية، وكأنه أراد من خلال الإعلان الهزيل عن فشل الصفقة مع موسكو، بحضور الرئيس الفرنسي، أن يستعطف الزعيم الأوروبي، الذي سئم من صبيانية “الإمارة الصغيرة” وتصرفاتها الطائشة.

بيد أن رحلة الاستجداء والاستعطاف التي ابتدرها النظام القطري منذ إعلان الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب، مقاطعته بسبب دعمه وتمويله للتنظيمات المتطرفة، لم تعد تجدي، عقب فشل سياسة المظلومية التي طالما روج لها.

كما يعكس اعتراف الدوحة المتأخر بفشل مساعيها في الحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي، مقاربة موسكو القائمة على إيلاء علاقتها مع المملكة والإمارات ومصر والبحرين، وبقية الدول العربية، أهمية أكبر من الأموال القطرية الملوثة بدماء الضحايا في ليبيا والعراق واليمن وسوريا.

وفى سياق ذو صلة ثمة تطورجديد في قضية قرصنة البريد الإلكتروني لجامع التبرعات البارز للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيليوت برويدي، يوسع نطاق فضيحة قطر بإضافة شركة اتصالاتها “أوريدو” إلى ملف القضية.

عاصفة أخرى تهب على الدوحة التي تواجه دعوى قضائية أقامها ضدها برويدي، حيث تقدم السياسي الجمهوري البارز بطلب رسمي، أمام القضاء الأمريكي، لمطالبة شركة “أوريدو” بتقديم معلومات بشأن عنوان الـ”آي بي” (P Address) المستخدم في قرصنة بريده الإلكتروني.

الناشط الأمريكي من أصل سوري، محمد سمان، نشر عبر حسابه بموقع “تويتر”، وثائق، كاشفا عن تفاصيل جديدة متعلقة بالقضية التي تعمق جراح الدوحة في أروقة القضاء، بسبب إصرارها على مواصلة دعمها للإرهاب.

وقال سمان عبر حسابه، إن محامي برويدي تقدم بطلب رسمي لقاضي محكمة كاليفورنيا، يطلب فيه إصدار أمر قضائي بحق شركة “أوريدو” للاتصالات القطرية.

وأوضح أن الأمر القضائي يطلب من الشركة القطرية تقديم معلومات عن “IP Address” الذي تم من خلاله قرصنة رسائل بريده الإلكتروني على يد قراصنة في الدوحة، “كما هو مذكور سابقا بمذكرة اتهام محامي المدعي”.

وأشار الناشط الأمريكي إلى ان القاضي أمر بحظر نشر أحد ملفات القضية التي تم تقديمها قبل يومين، وجرى تصنيفها “وثائق سرية” حتى إشعار آخر.

ووفق المصدر نفسه، فإن تلك الملفات السرية المحظورة تتعلق باتصالات ومراسلات جوزيف اللحام مع القطريين، والتي سبق أن قدمها لمحكمة نيويورك قبل أن تأمر الأخيرة بنقلها إلى محكمة كاليفورنيا.

وتتضمن الاتصالات رسائل عبر تطبيق ” واتس آب”، وعرض تقديم خدمات إلى قطر.

واللحام هو مستثمر أمريكي من أصل سوري، وهو أحد عملاء قطر الأجانب في الولايات المتحدة، ممن تدفع لهم الدوحة ملايين الدولارات مقابل الدعاية والعلاقات العامة وتشكيل جماعات الضغط في مواقع القرار الأمريكية.

وأقام إليوت برويدي دعوى قضائية موسعة ضد الدوحة، يتهمها فيها بقرصنة رسائل بريده الإلكتروني بسبب انتقاداته الحادة للإمارة الراعية للإرهاب.

وتضمنت قائمة المتهمين بالدعوى محمد بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر، وأحمد الرميحي رئيسا سابقا للاستثمارات في صندوق الثروة السيادي القطري، من بين آخرين ساعدوا في إتمام المهمة.