مَرّ بِي الحنينُ مَساءَ فجيعةِ المطر
, حاولتُ الهُروبُ حتىَ لا تجمعني بكَ الذكرياتُ مُجدداً !
أينَ المنافي مِنك !
وِسادتي تجمع كُل أحلامي بك , دفاتري تحمل حُروفًا كُتبت باسمك
كنزتي الصُوفيه أهديتني إياها يَومَ عَصف بِنا البَردُ على طريق الجامعة !
كُتبي تحملُ اسمكَ مُرصعاً في زوايا كُل ورقه
حتى كُوب قهوتي يحمل صُورتكَ يَومَ عزفتَ لي أوتار عِشقكَ على أصابع البيانو
حتى المقهى الـ أحبه وطاولتي المُفضله بِه .. حَفرتَ اسمكَ عليها يَوم عُدتَ منِ السفر
مَساءها غنيتَ لي بعدك على بالي / لِتُرضيني بعدَ غيابكَ الـ دام أشهر !
أينَ المنافي منِكَ ! وكلُها أنت وَتبدو فيها وطن
!!
كُل الأمطارِ تُهيجُ في ذاكرتي
مَساءَ غدركَ المُمطر
بَاتَ صَوتُ البرق والرعد والأمطار يُرعبني
كَأنهُ ينبؤني بِفقدٍ جديد !
كانت ليلةَ مُمطرة يَومَ صعدت الى السماءُ رُوحَ أمي
وَفي الفجر الذي وَدعتُ فيه أَبي صاحبَهُ مَطر !
حتى يَومَ زارتني جُمان لِتسّلمني رسائلكَ الغادرة !
كان قَد بللها مَطر !
أنتَ فاجعتي بالسماء ودموعها ! !
أنتَ الرَسائل الحزينة , وبكائي عليها
أنتَ وَجعي
أفترقنا سنين
بيدَ أنّ الصُدفة جَمعتنا في أكثر الأزقة الـتي تحملُ حبًا وحنين !
مُرتديًا كنزتكَ الصوفية البيضاء الـ أُحب
كُنتَ حينَ ترتديها تَخطو نحوي مخبئًا يَدكَ اليُسرى خلفَ ظهرك
تغرسُ في جبيني قُبلة , تنحني فتهمس لي : أحُبكٍ َفكوني لي حُبًا سَرمدي
ترفع الوردةَ الحمراء نحوي وتردف : أتقبلين ؟!
هذهِ الصُدفةُ قاسية
لآني رٌغم سنينِ الفراق مازلتُ أعشقُكَ
وَجعُ اللقاءِ بعدَ الفراق أشدُ من وجع الفراق ذاته
وحينَ افترقنا ماَ تمنيتُ المَوتَ كمَجانينِ العشقِ
حِينَ يفترقون
تمنيتُ سوقًا يَبيع أرديةَ الحنين
تمنيتُ بَيعَ صَدري المُثخن بالأشواق , وَقلبي المُحمّل بِكَ
وكَمًا مِنَ العِشقِ السرمدي !
إلى أين الهروب من ذكرياتي العقيمة بك !
إنّ كُنتُ أٌبصرك في كل جهاتي ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بيان حسن[/COLOR][/ALIGN]