أرشيف صحيفة البلاد

فاروق باسلامه كاتباً ومؤرخاً

شاكر عبدالعزيز

 

•• اسمحوا لي ان اتحدث هذا الاسبوع عن صديق لي جمعتني به زمالة وصداقة في البلاد منذ سنوات عديدة هو الكاتب والمؤرخ والأخ فاروق صالح باسلامة، عرفته منذ سنوات بعيدة رجل ينفق كل وقته (في القراءة) ثم انتقل بعد مرحلة القراءة الى مرحلة الكتابة وطبع مؤلفاته على الرغم من امكاناته المادية المتواضعة .. ولكن غزارة انتاجه وتميزه جعل الكثير من دور النشر والمنتديات الادبية تسعى لطباعة كتبه ونشرها ويكتفي هو فقط “بالابتسامة” دون ان يحقق من كل ذلك دخلا مجزيا.
قابلت الأخ الصديق فاروق صالح باسلامة وهو باحث ومجتهد في مكتبه الاديب الاستاذ محمد عمر العامودي التي تضم مجموعة من أنفس الكتب والمخطوطات والمراجع التي ورثها عن والده .. قابلته وهو ينقب فيها ويحاول ان يستخلص من بطون الكتب فيها مجموعات لمقالاته او كتبه الجديدة.
ومؤخراً وقع في يدي كتاب رائع للكاتب فاروق صالح باسلامة (تحت عنوان نوابع وفصول في الثقافة) وهو من القطع المتوسط وطباعة دارة الحرف العربي ويقع في 208 صفحات.
والكتاب من النوع الذي يعجبني شخصياً لانه يتناول مجموعة من التراجم والمعالم والدراسات الادبية بدءا من خالد بن يزيد بن معاوية وانتهاء بكتاب (منتهى الاماني في تاريخ مكة والمدينة والعالم الاسلامي) وفي هذا الكتاب افرد الكاتب فصولا للعلماء المحدثين الذين تذوقوا الادب ومنهم مصطفى صادق الرافعي وطه حسين وعندما تحدث عن مصطفى صادق الرافعي اشار الى ان كثير من المثقفين نسوا هذا المفكر الاسلامي والاديب الذي كون لقراء الضاد في العصر الحديث والحاضر ثقافة ادبية عالية البنيان وقوية الجوانب وراسخة القواعد وموطدة الاسس والمبادئ . وعلى الرغم من ان الرجل لم تكن دراسته تزيد عن الابتدائية وقال ان من اهم كتبه “تاريخ آداب العرب” (وتحت راية القرآن) والذي رد فيه على كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين.
وتناول ايضا الكاتب فاروق باسلامة في مؤلفه الاخير موضوع “الصالونات الأدبية” وذك منها خميسية حمد الجاسر في الرياض واثنينية عثمان الصالح ، وخميسية عبدالعزيز الرفاعي ثم الباجنيد.
وفي جدة خميسية محمد عمر العامودي ، واثنينية عبدالمقصود خوجة، وربوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني واحدية عبدالله عمر نصيف، وفي مكة المكرمة ثلوثية الباشراحيل ، وجمعية علي ابو العلا وغيرها من الصالونات الثقافية والعلمية والادبية.
ومن الفصول الممتعة في هذا الكتاب ما كتبه عن استاذنا وعميد الصحافة السعودية الاستاذ عبدالمجيد شبكشي “يرحمه الله” وذكر انه في اقدم حارة في جدة وهي حارة المظلوم بجدة ولد هذا الصحافي عام 1338هـ وذكر انه درس بمدارس الفلاح وتتلمذ على يد حسن مطر وعبدالوهاب نشار وعمر حفني ومحمود عارف وان الفتى تعلق بالصحافة من صغره واصدر في المدرسة مجلة باسم (تحفتي) شارك فيها الكثير من زملائه.
وقال انه شارك في جريدة “صوت الحجاز” والرائد – وعشق الادب رغم انشغاله التام بالوظائف الحكومية وكان يراسل صوت الحجاز في عهد الاستاذين عبدالله عريف واحمد قنديل وتحدث عن الكتاب الذي اعده الزميل محمد العنقري عن الراحل الاستاذ عبدالمجيد شبكشي يرحمه الله.
الحقيقة ان الاديب فاروق صالح باسلامة اديب من نوع خاص متميز في ابحاره صبور في انتقاء معلومات بسيط في عرض افكاره وموضوعاته المتعددة.