جدة ــ البلاد
منذ سنوات يدور جدل كبير بشأن موقع الكعبة على سطح الكرة الأرضية، ويتمحور الجدل فيما إذا كان موقع تلك البقعة المقدسة، يحقق ما يعرف بالنسبة الذهبية Golden Ratio ، وهي نسبة ترى في جسم الإنسان وفي مختلف النباتات والكائنات الحية، بالإضافة إلى اعتمادها من قبل البشر في صروح تاريخية ولوحات فنية عمرها مئات السنين.
ولتبسيط فكرة النسبة الذهبية، لنتخيل أن لدينا خطا مستقيما بطول ثابت، ونريد قسمه إلى جزء كبير وآخر صغير، فعندما يكون ناتج قسمة طول الجزء الكبير على الصغير مساويا للرقم 1.618، تتحقق النسبة الذهبية بين الجزأين الكبير والصغير.
وهذه النسبة هي التي وجد المعماريون والفنانون والمهندسون منذ القدم أنها تقدم درجة التناسق والجمال الأفضل، فاستخدمت في أهرامات مصر وفي مبنى “البارثينون” الذي شيده الإغريق منذ 2500 عام، وهي موجودة إلى الان في مبان حديثة مثل مقر البنتاغون.
بالعودة إلى موقع الكعبة، هناك إعجازا إلهيا في اختيار موقع الكعبة بحيث يحقق النسبة الذهبية، في تناسق مع وجود هذه النسبة في الإنسان والمخلوقات الأخرى، فيما يعتبرونه دلالة على وجود خالق واحد للكون.
والتأكد من مطابقة موقع الكعبة المشرفة لهذه النسبة سهل جدا في أيامنا هذه، خاصة مع توفر أدوات قياس دقيقة مثل تلك التي يوفرها برنامج غوغل إيرث.
وعند تقسيم الخريطة إلى قسمين بشكل أفقي وفقا للنسبة الذهبية يمر الخط الذي يقسم الخريطة من مكة المكرمة، وعند تقسم الخريطة إلى قسمين بشكل عمودي وفقا للنسبة الذهبية فان الخط الذي يقسم الخريطة يقاطع الخط السابق في موقع مدينة مكة المكرمة
وبذلك يكون موقع الكعبة المشرفة، هو الوحيد على الكرة الأرضية الذي يحقق النسبة الذهبية طولا وعرضا، وهو ما أظهرته القياسات بالأدوات العلمية الحديثة التي قمنا بتجربتها، وهي برنامج “غوغل إيرث” و”فوتوشوب”.