جدة- البلاد
يبدو أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خارج سياق العمل الجاد لحل النزاعات التي تنهش مفاصل العالم بل أن العديد من المحللين والمنصفين والمتابعين يميلون الى احتمالية وجود أجندة لبعض مراكز القوى في الدول المؤثرة على النظام العالمي الجديد لدى الأمين إذ لا يستبعد تأثير إسرائيل من خلال اللوبيات المتواجدة في الولايات المتحدة على قرارات الأمم المتحدة التي تستهدف المملكة لمكانتها على المستوى الإسلامي والعالمي ولهذا لا يستغرب الهجوم خاصة أن ايران عملت وتعمل جاهدة لتشويه صورة التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن ومحاربة الإرهاب.
متخصصون بالشأن السياسي اجمعوا على أن تعامل المنظمات التابعة للأمم المتحدة مع الانقلابيين في صنعاء وتجاهلها الحكومة الشرعية، يبين ضعف الأمم المتحدة في التعامل مع الحق والوقوف إلى جوار الشعب اليمني الذي يعاني من انقلاب ميليشيات الحوثي وخيانة المخلوع صالح مشيرين إلى أن الأمم المتحدة دائمًا ما تكيل بمعايير مختلفة خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا العربية والإسلامية بشكل عام، وعندما يتعلق الأمر بالمملكة بشكل خاص، معتبرين أن الكثير من المشكلات في الوطن العربي سببها المعايير المزدوجة للأمم المتحدة، كالقضية الفلسطينية والانقلابيين في اليمن.
كما أن استهداف المملكة يعد نوعًا من المعايير المزدوجة بالنسبة للأمم المتحدة، ومن المشاكل الأساسية المزمنة التي تعاني منها الأمم المتحدة عدم فعاليتها في القضايا الكبرى، فأين هي من القضية الفلسطينية وقضية الروهينجا؟، وأين كانت عندما سيطرت ميليشيات الحوثي على اليمن؟،
وتظل المنظمة الأممية التي يقودها أمين رافق الفشل حياته العملية في جميع المحطات محل انتقاد لغيابها التام وتناقض قراراتها بشكل لافت وتفرغ أمينها للتشبث بالمنصب على حساب قضايا هامة.
عقبة في طريق الأمن والسلام:
أكثر من 270 ألف دولار هو المبلغ الذي يتقاضاه الأمين العام للأمم المتحدة.. ربما كانت هذه الطموحات فقط التي كان يهدف إليها غوتيريس الأمين العام الجديد ولكنها في مضمونها كمنظمة دولية .. وسياسية كانت تطمح الى ما هو ابعد من ذلك. فقد كرست وبذلت الدول الكبرى ومعها بقية الدول المحبة للسلام وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية جهودا مضنية لكسب مشروع دولي لصالح البشرية في عالم الأمس واليوم .. والبعد عن ما يمكن أن يعيق مسيرة تنمية الشعوب أرضاً وانساناً.
وقد عاشت المنظمة كأمم متحدة تسعى الى تحقيق هذه الأهداف منذ عهود رؤسائها السابقين إلى مرحلة غوتيريس في سباق مع الحروب والسلام.. ومعالجة عدد من التوترات القائمة في المناطق الملتهبة إضافة الى دعم مصادر الغذاء والدواء وحقوق الإنسان.
لكنها مشاريع وآمال تحطمت مع بداية صعود المرشح البرتغالي الذي بدأت ملامح فشله تسجل وقائع مؤلمة ومحبطة للآمال . حيث خضع الأمين الجديد لسماسرة المصالح الذاتية وتجار الشنطة السياسية على حساب قضايا الأمة. لتصبح الأمم المتحدة مصدراً للنفاق والارتزاق وتوظيف مصالح سياسية للعب بأوراق التوترات والأزمات على الخارطة الدولية. وهو ما إلى أدى حدوث أزمات مالية داخل اللجان والهيئات في أروقة المنظمة التي تعثرت على أبوابها كل محاولات الخروج من الأزمات والتي اصطدمت بفشل غوتيريس الذي كان خارج نطاق الفكر الإنساني والقدرة الثقافية على قراءة أحداث يموج بها عالم يغرق في الكثير من تداعيات الحروب والتهجير والفقر والمرض وهي محاور ثبت انها لا تعني أمين جديد تحول إلى كارثة أممية في صناعة القرار والتأثير على شركاء طاولة الحوار بما يخدم أولئك السماسرة ودعاة الشر.
هكذا ظهر الرجل الذي يحمل الكثير من الكراهية للعرب والمسلمين وفي مقدمتهم المملكة. ولم يستجب حتى إلى دعوات الرياض لأرسال مندوبين من الأمم المتحدة إلى اليمن لإعطاء صورة واضحة وحقيقية لما يتم ممارسته ضد أطفال ذلك البلد وما تقوم به المملكة من دور لإنقاذ الشعب.
وبالمقابل ما يتم عمله من الحوثيين لسرقة المواد الاغاثية ومنعها من اولصول في بعض المنافذ كما هو حاصل في ميناء الحديدة الذي طالبت المملكة بأن تقوم الأمم المتحدة بالإشراف عليه لإيصال المساعدات ومنع وصول المعدات والأسلحة الحربية.. لتكون هذه المنظمة من خلال أمينها عقبة في طريق السلام.