جدة ــ وكالات
انتقدت صحيفة إيرانية، دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني، لعقد استفتاء شعبي خلال احتفالات الذكرى الـ 39 لثورة الملالي، بهدف الخروج من المأزق السياسي الراهن في البلاد على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.
واعتبرت صحيفة “كيهان” البارزة في نسختها اللندنية، أن تلك الدعوة من جانب روحاني بمثابة “شهادة وفاة” للإصلاحات، وتعكس قلق نظام الملالي من فقدان شرعيته لدى الشعب الإيراني.
وأشارت إلى أن استفتاءات مماثلة دعا إليها كل من الرئيسين السابقين محمود أحمدي نجاد، ومحمد خاتمي للتملص من مطالب المواطنين حينها. وأكدت الصحيفة أن الاستفتاء الشعبي وسيلة قانونية، يكفلها الدستور الإيراني لكنها قد تستخدم على نحو خاطئ لترسيخ الحكم الديكتاتوري والنظم السياسية القمعية، مثلما جرى هذا الأمر في عام 1979 لتثبيت أركان نظام الملالي في البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك المحاولة لعقد استفتاء في الوقت الحالي بمثابة “صمام أمان” وقت الأزمات، خوفاً من سقوط النظام.
جاء ذلك في حين تحدت 15 شخصية إيرانية بارزة النظام وطالبت بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، حول الانتقال من نظام “ولاية الفقيه” إلى نظام مدني، معتبرين أن الأمل في التقدم بات مفقودا في ظل استبداد الملالي.
وأطلقت الشخصيات السياسية والثقافية البارزة دعوتها غير المسبوقة في بيان وجد رواجا ملفتا، ومن بين الشخصيات الموقعة على البيان المخرج الإيراني الشهير جعفر بناهي، والمحامية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، والناشطة الحقوقية البارزة نرجس محمدي.
وتزامن توقيت صدور هذا البيان مع تصريحات لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، والتي هدد فيها ضمنيا معارضي النظام، بسبب انتقادهم سياسات المرشد الإيراني علي خامنئي الخاطئة، مطالبا بعدم لعب الأجنحة المتصارعة داخل إيران دور المعارضة.
وفي ظل استمرار اعتقالها لعشرات المواطنين من أصحاب الجنسيات الغربية، تسبب إقرار الاتحاد الأوروبي منح مساعدات مادية لإيران في غضب عدد كبير من أعضاء البرلمان الأوروبي.
وحسبما ذكرت صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية، فإن سبب غضب البرلمانيين الأوروبيين، نتج بوجه خاص عن منح غالبية المساعدات المادية لإيران من أموال دافعي الضرائب بالمملكة المتحدة، في ظل استمرار احتجاز إيران للبريطانية التي اشتهرت قضيتها على مستوى العالم، الموظفة الحقوقية “نازانين زاخاري-راتكليف”.
وقالت الصحيفة إن مفوضية الاتحاد الأوروبي قررت منح كل من إيران وأفغانستان مبلغ 37 مليون يورو، وأجبرت بريطانيا على المشاركة في دفع جزء من هذا المبلغ لكونها مازالت أحد أعضاء الاتحاد.
وكانت قد انتشرت على مستوى العالم قصة الموظفة الحقوقية نازانين زاخاري التي اعتقلتها إيران في عام 2016 لامتلاكها جنسية بريطانية بجانب جنسيتها الإيرانية، ولفقت لها تهمة التجسس وحصلت على حكم بالسجن لمدة خمسة سنوات.
وخرجت العديد من التظاهرات التي تطالب بالإفراج عن نازانين شارك بها عدد كبير من رموز الفن والمجتمع ببريطانيا، كما وجهت العديد من الانتقادات لوزير الخارجية البريطانية بوريس ويلسون لعدم اتخاذه خطوات جادة في الإفراج عن المواطنة البريطانية حتى الآن.
ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحا للمتحدثة باسم البرلمان الأوروبي لشؤون المساعدات الدولية السيدة “مارجوت باركر” والتي قالت “بالتأكيد إقرار منح المساعدات المادية لإيران جعلنا نشعر بالاستياء الشديد.. وأنا على وجه الخصوص أشعر بغضب كبير لكوني واحدة ممن دعموا قضية نازانين زاخاري وكنت ممن طالبوا بالإفراج عنها منذ اليوم الأول من القبض عليها”.
وأضافت: “أنا لست راضية عن إرسال المساعدات لإيران، إنه أمر خاطئ ويجب منعه في أقرب وقت”.