أرشيف صحيفة البلاد

عِين الحنِين

شعر: محمد السفياني

مهدي الزهراني

غربة ممتدة، ووحدة في عمق الذات، وحنين يطول الحديث عنه، واستدعاء للوجع في نص جاءت الكثير من الأبيات تلبس ثوب الرجاء والتوجد، كما نلاحظ الفقد يسيطر على المشهد الشعري بكثافة ملموسة في ” عفت الناس، رحلت، غابت الفرحة، أحنّ، رجّع لي، فرقاك، .. ” والكثير من المفردات الغارقة في وجع الغياب، ويتنفس من خلال المشهد الدراماتيكي الذي صنعه الشاعر داخل تفاصيل النص ربما استطاع أن يجعلنا نتعايش معه في لقطات مشهدية أقرب إلى الواقعية أكثر من الخيال وبشكل عام فالنص امتد أكثر من اللازم، مع الأخذ بالاعتبار أن الشاعر من خلال لغته الشعرية وصوره البلاغية أمكنه اختصار النص وتكثيفه في عدد أقل من الأبيات، ولا أخفي أنني لا أتفق مع الحرف اللاحق بالكلمة الأصلية كما في ” باتي، فاتي “تجربة … تستحق الالتفات لها وتنبىء بقدوم ما يستحق الالتفات.

غفت(عِين الحنِين)وذبلت أوراقي وعفت الناس
وشعرت أن الزمن ياصاحبي يكسر طموحاتِي
حزين وغربتي فـي ماضي أيّامي سوات الفأس
‏جريح وبسمتِي في وحدتِي ما تحضن شفاتِي

أعيش الليل وأحلامي أسيرة والظروف نحاس
‏وأحب الصمت ودموعِي تناثر فوق وجناتِـي
‏رحلت وغابت الفرحة وأنا ليلي معا الهوجاس
‏قسيت وطعنتك في خافقِي زادت معاناتِـي

‏أحبك وأذكرك لا هبّ من شرق الهوى نسناس
وأحن لموطنِي وأكتب قصيدي وأسرد أبياتِي
‏الا ياحظ ساعدني وأخذ منّـي ذهب وألماس
‏ورجع لي رفيقي بالغلط هات أجمل أوقاتِي

سنينـي مُظلمة والحـظ عاثر والليالـي بأس
دروبِـي قاحِلة والجفـن من فرقاك ما باتِـي
شحب وجه الفرح وآنا أسير لدمعتي محتاس
‏ذبل ورد العِشق وأستوطن الذكرى بدمعاتِي

حزين أي والله أني من فراقك صابني وسواس
كسير أي بالله وطافت هبوبك فوق شمعاتِي
وجودِي وجد شايب ما بقى له بالوفا جلاّس
وحيِد بمجلسه قال: العرب ضاقوا بجلساتِي

‏ووجودي وجد سالم بعد غدرة صاحبه جسّاس
‏بكـى عند القبر وكلـيب ميّت والزمن فاتِـي
على جور الليالِي والتجارب والضَّمى العسَّاس
وعلى هم السنين وغيبة الأحباب وشكاتِـي

عسى الله يسعد اللي يشتكي ويذوق له من كأس
وتروي دنيته مع دنيتـي وتعـود بسماتِـي