جدة ــ البلاد
بات صهر الحوثي، مهدي المشاط، أحد أكثر العناصر منبوذية في اليمن حاكماً ، على حكومة الانقلاب غير المعترف بها بعد مقتل “صالح الصماد”، بغارة جوية للتحالف في محافظة الحديدة، الخميس الماضي.
ويصنف المشاط، الذي تمت تسميته رئيساً لما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” الحاكم للمناطق الخاضعة للانقلاب، بأنه من جناح الصقور، الذي يعادي جميع الفصائل الأخرى، ولا يقبل أي رأي مخالف له.
وعمل المشاط، الذي ولد مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مديراً لمكتب زعيم الانقلاب، في صعدة لعدة سنوات، ومنذ اجتياح صنعاء قبل أكثر من 3 سنوات ونصف السنة، تم الدفع به لخوض تجربة سياسية.
وفي مايو من العام الماضي 2017، تم إقحام “المشاط” عضوا في المجلس السياسي المزعوم، خلفاً ليوسف الفيشي، الذي كان يرفض التهديدات الحوثية لحزب المؤتمر الشعبي العام، وفضل الانسحاب والعودة إلى صعدة.
ووفقاً لمصادر مقربة من الجماعة، فقد كان “المشاط” في صراعات دائمة مع جميع ممثلي المجلس من قيادات الحوثي، وأحد المدبرين لعملية اغتيال المغدور به الرئيس اليمني السابق عبدالله صالح بعد انتفاضة صنعاء مطلع ديسمبر الماضي.
وبالإضافة إلى الصراعات الداخلية في صنعاء، يمتلك المشاط تاريخاً أسود في المجال السياسي، بعد فرضه عضواً في الفريق التفاوضي الذي قاد مشاورات لأكثر من 90 يوماً بالكويت، خلال عام 2017.
وحسب مصادر سياسية، فقد كان “المشاط”، السبب الرئيس في إفشال أي تفاهمات سياسية ترعاها الأمم المتحدة، كما أنه هدد المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالاعتداء عليه أكثر من مرة.
وأثار تعيين المشاط حاكماً للمجلس السياسي المزعوم، علامات استفهام في أوساط المليشيا، وذلك بتجاوز “محمد علي الحوثي”، الذي كان يرى نفسه الأقرب للمنصب.
وأكدت مصادر، أن مليشيا الحوثي اتبعت سيناريو مليشيا حزب الله في مسألة إشهار مقتل “الصماد”، وذلك بعد صراع داخل أجنحة الجماعة استمر لمدة 5 أيام، للاتفاق على خليفته.
ورجح مراقبون، أن يؤدي تعيين المشاط إلى خروج صراع الأجنحة الحوثية إلى العلن في الأيام المقبلة، وأن يتجه محمد علي الحوثي للتحالف مع يوسف الفيشي وباقي القيادات الميدانية، ضد القيادي “مهدي المشاط”.