أرشيف صحيفة البلاد

عين العزيزية.. هبة الملك عبد العزيز لأهل جدة

مركز المعلومات – عبدالله صقر

تعتبر عين العزيزية وقف أوقفه جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله للسقيا، وهو ما يؤكده خطاب جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز 40 والمؤرخ في الـ7 ربيع الأول 1381هـ، الموجّه إلى رئيس إدارة عين العزيزية بجدة، فإنها بهذا تكون جهة تبرعية وليست جهة حكومية.

وأكد ذلك قرار مجلس الوزراء رقم (276) بتاريخ الـ 14 من ذي القعدة 1422هـ، المتضمن أنه بعد الاطلاع على محضر اللجنة الوزارية لدرس أوضاع عين العزيزية قرر المجلس ما يلي، أولاً: إنشاء مجلس نظارة لوقف الملك عبدالعزيز برئاسة أحد الأمراء من أبناء جلالته، وعضوية ستة أشخاص من أصحاب التخصصات المختلفة، من بينهم وزير الشؤون الإسلامية، ليتولى المجلس وضع السياسة العامة لهذا الوقف، والمحافظة عليه بما يكفل حقوقه ومصلحة ممتلكاته، وأرصدة تنمية موارده واستثماراته، وصرفها بما يحقق شرط الواقف.

أولى الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه- اشد الاهتمام لأهل جدة وما كانوا يعانونه مع شح الماء، والتي كانت معاناة قديمة .. فأمطارها قليلة، ومياهها الجوفية شبه غائبة مما زاد حجم معاناة سكانها من قلة المياه العذبة وسد احتياجاتهم اليومية من المياه النظيفة.

وقد حرص – رحمه الله – في إيصال العين العزيزية من وادي فاطمة نحو جدة.

أجرى الملك عبدالعزيز العين العزيزية من وادي فاطمة إلِى جدة من أجل تخفيف معاناة أهالي جدة من شح المياه. وقد أخذ الملك عبدالعزيز في الحسبان عدم الإضرار بالمزارع والبستاتين في وادي فاطمة ..

فتم الاتفاق أن يؤخذ ثمن كمية المياه من كل عين من ديون الوادي مقابل تعويض مالي جزل، فكان الخير خيرين على أهل وادي فاطمة وعلى أهالي جدة الذين كانوا يعانون أشد المعاناة بسبب شح المياه في هذه المدينة التي بدأ سكانها في التزايد بعد استتباب الأمن وانسياب حركة قوافل الحجيج والمعتمرين وغيرهم. فقد تم تنظيف عيون الوادي وعمارتها وتعهدها بالصيانة وتوصيل المياه إلى جدة عبر أنابيب. وتولى تنفيذ هذا المشروع الحيوي عدد من الشركات المتضامنة عام 1366ه/1946م.

ولم يكتف الملك عبدالعزيز عند هذا الحد، ففي الوقت الذي كانت فيه عين العزيزية تحت التنفيذ سارع (رحمه الله) بتحديث الكنداسة القديمة والتي كانت متوقفة لعدة سنوات، وتم إعادة الحياة إليها باستيراد مكائن جديدة لتوفير المياه النقية للحجاج والمعتمرين وأهالي جدة.

وقد وثّق شعراء جدة الأوائل هذا الحدث الذي غير مجرى حياتهم، وجادت بها قوافيهم كشواهد تاريخية على تلك الحقبة من الزمن وقد وثق الشاعر فؤاد الخطيب رحمه الله تلك المناسبة العظيمة بقوله: سل الدّار والأجيال: هل طلع الفجر على مثل هذا اليوم أو حدّث الذكر؟ فقد سجل التاريخ للجود آية تنافس في تخليدها الشعر والنثر فَهُنِئتَ يا (عبد العزيز) فإنها يد لك عند الله في بذلها الأجر وكم دولة مرت بهم بعد دولة فكانوا سواء عامر الرّبع والقفر وتلك (الأنابيب) الموائل حجة وألسنة ممتدة كلها شكر ويوم غدٍ في كل نبتٍ وزهرةٍ سيثني على آلائِك النبت والزهر
محطة تحلية في مركز يلملم وشراكة استراتيجية مع جامعة الملك عبدالعزيز

وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس نظارة وقف الملك عبد العزيز لعين العزيزية، قد اعتمد مؤخرا إنشاء مصنع لإنتاج عبوات مياه الشرب بالشراكة مع القطاع الخاص، ومحطة تحلية في مركز يلملم التابع لمحافظة الليث والذي سيخدم ” 6 ” قرى يسكنها قرابة ” 18 ” ألف نسمة.

ووافق المجلس خلال ترأس سموه بحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر للاجتماع الثالث للوقف بمقر الإمارة بجدة مؤخرا، على بناء خزان مياه بسعة ” 30 ” ألف لتر يخدم محافظتي بحره والجموم.

واستعرض المجلس انجازات الوقف والميزانية التقديرية للعام المالي الحالي والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخذ حيالها القرارات والتوصيات اللازمة.

من جهة اخرى يستعد وقف الملك عبد العزيز للعين العزيزية لتوزيع ما يقارب 20 مليون عبوه من المياه بصالات الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وعلى أكثر من 2300 مسجداً بجدة وخليص والليث , بالإضافة إلى المقابر وبعض الجمعيات الخيرية .

من جانبه أوضح الأمين العام للوقف الدكتور سمير عبدالله نصرالدين أن تم التعاقد مع أحد المصانع الوطنية لإنتاج وتوريد المياه المعبأة للقيام بهذا المشروع والبدء في التجهيزات اللازمة لتوزيع مياه الشرب المعبئة وعملية التوزيع على المطار والمساجد والجمعيات الخيرية.

على صعيد آخر أبرمت جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في الوقف العلمي اليوم اتفاقية شراكة وتعاون مع وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية ، وتأتي الاتفاقية انطلاقاً من ركائز رؤية المملكة 2030 لتكوين شراكة استراتيجية بين الطرفين ؛ وتقديم خدمات ملموسة لسكان محافظة جدة بصفة خاصة والمجتمع السعودي بصفة عامة في مختلف المجالات التي تتعلق بالمياه كمصدر للحياة.

يذكر أن الاتفاقية تتضمن دعم البحث عن مصادر المياه وإنشاء محطات تحلية للآبار الغير صالحة للشرب في جدة وضواحيها ودعم أبحاث المياه كما تنص على الإرتقاء في جميع خدمات المياه المقدمة وضمان استمراريتها واستفادة أكبر شريحة ممكنة من هذه الخدمات.