خاص البلاد – نيفين عباس
لا يخفى للعيان بروز دولة الأمارات العربية المتحدة كدولة العربية الأكثر تطوراً ونموا اقتصادياً وتناغماً مع التغييرات التكنولوجية والاجتماعية. فتاريخ نشوء الدولة من كثبان صحراوية ومناخ حار إلى صعود عمران شاهقة وأسواق عالمية تجعل منها قصة خيالية تقرأ في الكتب.
فتطور الامارات المشهود به في العالم يرتبط مماثلاً كأفاق الصقر العالي الذي يطير عالياً في الصحراء بعينين ثاقبتين، باحثاً عن مشهد جديد وبعيد. هذا الارتباط يترجم كيف تحتضن الامارات عن كل ما هو جديد من مركبات جوية تطير من عن بعد إلى احتضان شراء عملة البيتكوين المبتكرة وتدشين شبكة البلوكشين بأسواقها المالية. فوجهة الامارات باتت مثل الخصوصية التي تحرص على استقبال أحدث التكنولوجيات والمشاريع المثيرة الطموحة العملاقة مثل برج الخليفة، البرج الأعلى بالعالم.
لم يكتفي طموح الامارات الى هذا الحد، بل الى إنشاء أكبر أسطول جوي وشبكة مطارات تغيير عالمية تحط بها الطائرات قادمة من جميع انحاء العالم وتحولها إلى بقاع الدنيا. كما للمشاريع الطموحة لها مكان مثل انشاء مشروع الطاقة الشمسية وتكنولوجيا زراعة الصحراء، تقود الامارات الى مرحلة رائدة وذات تجربة ناجحة بين أمم العالم.
أضف الى ذلك، احتضان الإمارات العقول العربية والأجنبية من كتاب ونخبة من المجالات العلمية والثقافية والتطويرية، لدرجة هذا يعكس جودة الحياة بالأمارات وقبول ثقافة الاخر، يشهد هذا خلال المدينة الثقافية التي تحتضن ثقافات المقيمين بالأمارات من دول عربية وأسيا وأوربية، وتقدم ثقافتهم وموسيقاهم والوان وأطعمة بلدانهم المشهورة.
انعراج الامارات نحو السياحة كدخل بديل عن النفط، أطلق العديد من الأفكار الرائعة الخلاقة التي مهدت لبنية سياحية قوية وجذابة. فتُعد دبي لؤلؤة جذابة ومحط الأنظار زوار العالم، فرمالها الدافئة الذهبية الممتزجة بلمسات الحداثة والجمال والواصلة الى البحر الصافي، لا شك أن تجلب الملايين من محبين السفر والاكتشافات والمغامرات. كما أنها شيدت بها أفخم الفنادق والمنتجعات على مستوى الشرق الاوسط بالإضافة إلى كونها تحتضن الكثير من أفضل الاماكن السياحية في الامارات؛ منها في العاصمة أبو ظبي والشارقة والعين التي تجذب العائلات والافراد من مختلف انحاء العالم.
فهذا التطور العمراني والتكنولوجي صاحبه تطوراً تعليمياً مهماً، لاسيما وجود أرقى الجامعات العالمية بدولة الامارات، كما أن أسلوب التعليمي الإماراتي يرتقي إلى أعلى المقاييس التعليمية الذي يوفر الجودة والبيئة التعليمية الناجحتان والمواكبتان لأحدث ما توصل إليه العلم الحديث. كما أن تمكين دور المرأة الامارتية بالمجتمع الاماراتي لها حضوره، فدخول المرأة البرلمان وحصولها على مقاعد بحصة كبيرة، تعتبر نسبة الأعلى عن نسبة مشاركة دور المرأة العربية من بين الدول العربية أجمع، طبقاً لصحيفة البيان الامارتية.
لا شك أن هذه الحداثة والمكانة العالمية لدولة الامارات العربية المتحدة، وراءه قيادة حكيمة ورشيدة بإدارة البلاد الى خطوات واثقة وقوية، التي مكنت الدولة من وضع وإرساء أسس وقواعد الحكم الرشيد، وبناء المؤسسات الوطنية القوية والمستقرة، واحترام قواعد حسن الجوار وسيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية. كلها عناصر تقود الى بيئة خلاقة تجعل لها مكانة بين أرقى الأمم.
سيظل الصقر الاماراتي نموذجاً حياً لدول المنطقة العربية والعالم، الذي يرنو للحداثة والتطور بالتناغم مع الخصوصية الثقافية والتقاليد المحلية للمجتمع، مثلما يظهره نموذج الأمارات العربية المتحدة.