استجواب .. يعدها : علي محمد الحسون
•• بذلك الوجد الغامر للنفس تأتي – الكلمات – نشوى تحترق سجف المشاعر فتعطيها روعة التعبير .. تأتي من ذوابة النفس المنطلقة بعيداً عن أي تدخلات لتمر فيها اسمع ذلك الشاعر عندما قال في لحظة صفو نفسي:
غنيت مكة اهلها الصيد
والعيد يملؤ أضلعي عيداً
هكذا دخل في عفو الخاطر الى احشاء مكة والى روح اهلها الذين امتلأت اضلعهم بمن تمثلهم في لحظة صدق .. حيث راحوا تحت تلك السماء البهية وهم يعيشون فرحتهم.
فرحو فلألأ تحت كل سماء
بيت على بيت الهدى زيدا
بل يذهب بنا الشاعر في لحظة غارقة في الصراحة والوضوح
وعلى اسم رب العالمين علا
بناية كالشهب ممدودا
ليصل الى عمق الايمان الانساني فيأخذه الصدق في لحظة تجلي مبهر وهو يشدو في اعتراف صادق
يا قارئ القرآن صل له
اهلي هناك وطيب البيدا
من راكع ويداه آنستا
ان ليس يبقى الباب موصودا
بل يذهب بعيدا اكثر وهو يتحسس مشاعره الانسانية الصادقة
انا اينما صلى الانام رأت
عين السماء تفتحت جودا
هنا يصل الى ذروة التعبير الخالص من كل درن الجهالة ويدخل الى صوفية الذوق .. عندما قال في شجن الباسق لكل جميل
لو رملة هتفت بمدعها شجواً
لكنت لشجوها عودا
ليدخل في خطوة اكثر اتساعا نحو ما هو بهي وهو يصف تلك الجموع الهادرة الملبية الداعية
ضج الحجيج هناك فاشتبكي
بفمي هنا يغر تغريدا
بهذا النفس الضاج تحت اصوات الملبين المكبرين الداعين فيقول وهو في اغراقه المذاب وجداً
وأعز رب الناس كلهم
بيضا فلا فرقت او سودا
نعم ليس هناك تفرقة بين لباسهم فهم في بياض واحد لا تميز بينهم لا ابيض والاسود فلا فرقت بينهم .ويعود بنا الشاعر الى وصفه الواسع المذاب في عبق الروح الجامع لكل عطور الدنيا
لا قفرة الا وتحصبها الا
ويعطي العطر لا عودا
الارض ربى وردة وعدت
بك أنت تقطف فاروى موعودا
ليصل الى منتهاه في تصوفه الذوقي هذا ليقول في لحظة تجلٍ صادقة
وجمال وجهك لايزال رجا
يرجى وكل سواه مردودا
انها شوقة الباحث عن الاصل في الانسان عندما يعيشها تعطيه صدق المشاعر مهما تاهت من قدمية الدروب وطوحت به الاهواء شرقاً أو غرباً .. ولكنها تلك حكمة الله.