يكتبها:محمد المزيريب
المجتمع الشعري مُكبّل بقيود الأسلاف ، فما زال هناك من يتمرّغ بوحل الشعر التقليدي “الصِرف” الخالي من الإبداع ! حتى (المُتلقي)أصبح تقليدياً في مجاملة الشعراء، فتجدهُ دوماً يبادر الشاعر، عندما يفرغ من إلقاء قصيدتهِ بقول(صح لسانك)لأنهُ تعوّد على هذه المفردة، ويعتقد أنهُ لابد أن يصدح بها عند انتهاء الشاعر من إلقاء القصيدة ، فيمنحها لكل شاعر؛ سواءً كان نتاجهُ جيداً أم رديئًا، وأيضاً تجدهُ يُكرر قافية الشاعر بصوت مرتفع ظناً منهُ أن هذا يعتبر من أدبيات الإنصات للشعر الشعبي!
-التقليدية بالمجمل ليست سيئة ، ولكن “التنطع” بها يُسخّفها ويُضعفها، ويجعلها مادة خصبة للتندر والنقد.
– لَكَ أن تتخيل أن شاعراً في هذا العصر يقول (كل شاة معلقة بكرعانها) !
– ولَكَ أن تتخيل أن الشاعر خلف بن هذال بعد كل هذه التجربة، يقول في غزل تقليدي ركيك :
اَي والله أبكي وأكثر الناس تبكي
والنَّاس وإن سمّعوا خبر شين يبكون !!
أبغى الطرب لكنْ ما أبغى طربكي
طربان بعض أيّام وأيام محزون !!!
-لا بد للشاعر أن يتحرر من القيود البالية التي فُرضت على الشعر، وأن يُحطم صنم “التبعية”.