كتبت: مروة عبد العزيز
\"اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب\".. مقولة مشهورة للبعض ولكن هناك من يسيء استخدام هذه المقولة ويتحول الصرف إلى عملية إسراف دون أي تفكير أو تحمل للمسئولية, وقد كان هناك اعتقاد سائد أن الشباب والبنات في فترة المراهقة هم أكثر الناس عملاً بهذه المقولة, ولكن كشفت دراسة حديثة أن الشباب في ألمانيا أكثر ادخاراً من كبار السن على عكس المعتقد السائد, وأظهرت الدراسة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عاماً يدخرون أكثر من ربع أموالهم، وذكر المصرف الذي أجرى الدراسة أن معدل الادخار بين الشباب مرتفع بشكل يثير الدهشة.
وأظهرت الدراسة أن الشباب يدخرون 28% من أموالهم، أي ما يزيد بمقدار ثلاث مرات تقريباً عن الأموال التي يدخرها الكبار، والتي بلغت نسبتها العام الماضي نحو 10% من صافى دخلهم, ووفقاً لبيانات الدراسة، يبلع متوسط الدخل الشهري للشباب 480 يورو، يدخرون منه 151 يورو، في حين يبلغ متوسط الدخل الشهري للشابات 449 يورو ويدخرن منه 107 يورو, وأشارت الدراسة إلى أن دخل هذه الفئة العمرية يأتي من مصروف الجيب والوظائف الجانبية والتدريب المهني والعمل, ويفضل 38% من الشباب وضع مدخراتهم في حسابات بنكية يومية، بينما يضعها 23% منهم في صناديق الادخار العقاري، و13% في المعاشات و9% في الأسهم والسندات و7% في التأمين على الحياة, وذكر 52% من الشباب أنهم يهدفون من الادخار إلى تحقيق رغبات استهلاكية، مثل الحصول على رخصة قيادة سيارة أو شراء سيارة أو القيام برحلات, ويدخر 23% من الشباب أموالهم بغرض التدريب المهني أو الدراسة، و19% للرعاية في سن الشيخوخة.
وهناك دراسة أخرى تدل على تغير ثقافة الادخار لدى الشباب , فقد أجرت إحدى المؤسسات الأمريكية دراسة على عينة حرصت أن تكون من مختلف الفئات العمرية، وقد قسمت العينة إلى أقسام تحمل أسماء من A لأجيال المسنين، وحتى Z للشباب والمراهقين, وطبقاً للدراسة التي أجريت على العينة فقد نجح كل عضو من أعضاء الجيل z وهم البنات والشباب بفترة المراهقة ممن شملهم البحث في ادخار مبلغ لا بأس به خلال فترة محددة من خلال توفير القليل من مصروفهم الشخصي بشكل ثابت. كما أن البعض منهم كان يخطط بالفعل لمساعدة أهله في دفع مصروفات تعليمه الجامعي من مدخراته الخاصة، للتخفيف عنهم في المستقبل.
كل هذا يعني توافر قدر كبير من الوعي والتفكير السليم وتقدير قيمة المال لدى الأجيال الجديدة من الشباب والبنات في بعض المجتمعات، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الاستعداد لتحمل المسئولية بالطبع, وبتحليل هذه النتيجة توصل الباحثون إلى أن السبب خلف نمو الوعي بدرجة كبيرة لدى الأجيال الجديدة بفترة المراهقة حول أهمية التوفير والادخار يرجع إلى مرور الاقتصاد في مختلف دول العالم بأزمات كبيرة في السنوات العشر الأخيرة وهو ما جعل المراهقين والشباب يعرفون قيمة المال، ويحرصون على الادخار لمساعدة أسرهم في الفترات التي يمرون بها بعدم استقرار مادي يهدد تلبية الطلبات الأساسية للأسرة أو لتحسين مستقبلهم الشخصي من خلال الالتحاق بدراسة أفضل، والتي بالتبعية تحتاج إلى المزيد من المال قد لا يملكه الوالدان.