حوار:عبدالعزيز عركوك
المدرب الوطني ماهر أحمد علوة، المساعد الثاني لمدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد خوسيه سييرا، حصل علميًا على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز، ويمتلك رياضيا الرخصة الآسيوية في مجال التدريب، بالإضافة إلى العديد من الدورات التدريبية؛ حيث حقق مع نادي الاتحاد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في عام 2013م، في فترة رئاسة محمد الفايز،
حينما كان ضمن الطاقم الفني للمدرب الأسباني بينات، وكأس ولي العهد في نسخته الماضية مع المدرب التشيلي خوسيه سييرا، ومن أبرز المحطات في حياته الرياضية مشاركته في مهرجان تكريم اللاعب الدولي الراحل محمد الخليوي- يرحمه الله- والمباراة الخيرية لنجوم المملكة، ونجوم أوروبا المسلمين، التي أقيمت في مكة المكرمة، وأيضا تشرفه بالعمل كمساعد لمدرب منتخبنا الوطني للكرة الشاطئية في البطولة العربية بجمهورية مصر في شرم الشيخ عام 2014م.
• كيف كانت بداياتك في عالم التدريب بكرة القدم ؟
– في البداية التحقت بنادي الاتحاد للعب في فريق كرة القدم، وتدرجت في المراحل السنية، ولكن بسبب الظروف الصحية ولوجود مشكلة في العين، وهي قصر النظر توقفت عن مزاولة الكرة في مرحلة الناشئين، وكان حينها المدرب كرامة هو من يشرف على الفريق، واتجهت إلى عالم التدريب- تلك المهنة التي أعشقها منذ فترة- وكانت بدايتها من الأحياء، ومن ثم تطور الأمر بشكل أكبر، وحرصت على الحصول على دورات مكثفة ومطوره للدخول في عالم التدريب بشكل احترافي وموسع؛ حيث ارتبطت بعقد مع نادي الربيع سابقا، وجدة حاليا للإشراف على جميع المراحل من البراعم والناشئين والشباب والفريق الأول في أوقات مختلفة، ومنفصلة، استمرت لمدة ثلاثة مواسم.
• حدثنا عن قصة انتقالك إلى نادي الاتحاد ؟
– أثناء تدريبي لنادي جدة للفئات السنية، كان حينها المدربان محفوظ حافظ، وعمر المحضار يشرفان على الفريق الأول بنادي جدة، ولعدم توفر الملاعب بشكل كاف، كانت الفئات السنية في نادي جدة تتناوب على الملعب لأداء التدريبات، ومن خلال متابعتهما المستمرة لي أثناء قيادة التدريبات تم تكوين صورة ذهنية عما أقدمه، وفي تلك السنة انتقل المدرب عمار المحضار للإشراف على الفريق الأولمبي بنادي الاتحاد في نهاية فترة رئاسة اللواء محمد بن داخل، حيث قدم لي عرضا للعمل كمساعد لمدرب الأولمبي لحين التعاقد مع المدرب الأسباني بينات، وعملت أيضا كمساعد له للفريق الأولمبي، وصعدت معه للإشراف على الفريق الأول في عهد إدارة محمد الفايز، وبفضل الله حققنا لقب كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الشباب في عام 2013م، وفي الموسم التالي عدت مجددا للإشراف على الفريق الأولمبي كمساعد مدرب لحسن خليفة، ولمدة موسم كامل.
• كيف كان تعامل إدارة الفايز وجمجوم معك ؟
– بكل أمانة كان العمل احترافيا، وما يميز عادل جمجوم عن غيره أنه كان لا يتخذ قرارا في النادي حتى يستشير، ومن ذلك استشارة المدرب الأسباني بينات قبل منحي الثقة للعمل معه في الفريق الأول ضمن الطاقم التدريبي، وبكل أمانة كانت تلك اللحظة من أجمل اللحظات التي اعتز بها، نظرا لحجم نادي الاتحاد،الذي يمتلك شعبية كبيرة، وأطمح بمشيئة الله للعمل بشكل أكبر لأصبح من أوائل المدربين الوطنيين المميزين.
• يقال: إن إبعادك عن الاتحاد كان بسبب الرئيس إبراهيم البلوي. هل هذا صحيح ؟
– حينما حضر إبراهيم البلوي إلى نادي الاتحاد كرئيس، كان في آخر ثلاثة أشهر من الموسم الرياضي، وكان موسم الفريق الأولمبي قد انتهى، وكنت حينها ضمن الطاقم التدريبي للأولمبي، ولم تكن الفرصة كافية للاجتماع أو العمل مع إدارة البلوي؛ حيث كان يركز في تلك الفترة على المشاركة الآسيوية للفريق الأول، وفي تلك الفترة ابتعدت عن الاتحاد لمدة موسمين؛ للسفر إلى كندا لدراسة اللغة الانجليزية والماجستير، ثم عدت للعمل مجددا مع الإدارة السابقة بقيادة العم أحمد مسعود – يرحمه الله- والمهندس حاتم باعشن.
• ولكن لدي معلومات أن تقليل قيمة مستحقاتك من قبل حامد البلوي كان وراء إبعادك عن الفريق ؟
– خدمة الاتحاد شرف عظيم لكل المدربين واللاعبين والإداريين والعاملين والجماهير، ولا أود الدخول في مثل هذه الأمور، فكل الحرص أن يعود الاتحاد إلى سابق عهده، ويعانق منصات التتويج، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل والاجتهاد والإخلاص، وتوحيد الصف والابتعاد عن الخلافات والمهاترات.
• كيف ترى أداء الفريق فنيا؟
– المستوى الفني تغير بشكل كبير، حيث لم يظهر الاتحاد بذلك الأداء منذ 7 مواسم، بعد أن طغى على الفريق الشكل الهجومي المنظم من خلال التكتيك الرائع في خطي الوسط، والهجوم .
• كيف تقيم الموسم الماضي للاتحاد ؟
– بكل أمانة، مافعله الراحل أحمد مسعود- يرحمه الله- والمهندس حاتم باعشن كان عملا جبارا، وموسما استثنائيا؛ من خلال التعاقدات التي تم أبرماها من لاعبين محليين، ورباعي أجنبي مميز، بالإضافة إلى الجهاز الفني وكذلك حسن التعامل والقيادة من قبل الإدارة للاعبين ساهمت في تحقيق لقب كأس ولي العهد، وعودة الاتحاد للبطولات بعد غياب لأكثر من 3 مواسم، وأيضا المنافسة على لقب دوري جميل حتى آخر الجولات؛ لولا بعض الظروف التي أثرت على الفريق لكان بطلا للمسابقة.
• وماهي الظروف المؤثرة ؟
– كما يعلم الجميع فإن الفريق في العام الماضي تم اعداده في فترة قصيرة، لا تتجاوز الثلاثة أشهر بعد التعاقد مع 9 لاعبين محليين وأجانب لتمثيل الاتحاد، بالإضافة لتغيير الجهاز الفني والتعاقد مع المدرب خوسيه سييرا في موسمه الأول، فمن أبرز الظروف التي أثرت على الفريق هي عدم الاستقرار الفني والانسجام بين اللاعبين، بالإضافة لنقص الخبرة في الفريق،
وعدم توفر البديل الجاهز، إضافة لوفاة الرئيس الراحل أحمد مسعود- يرحمه الله- الذي ترك فراغا كبيرا، وأيضا خصم النقاط الثلاث من رصيد الفريق في دوري جميل، ووجود مشاكل مالية، وديون متراكمة فجميع تلك الأمور كانت قاسية على الفريق، ولكن رغم ذلك فقد اجتهدت الإدارة برفقة اللاعبين الجهاز الفني والدعم الجماهيري، واستطاعوا تقديم موسم مميز، وحصلوا فيه على إشادة الجميع.
• هل كان لحسن خليفة دور في إبعاد مندش، وتمبكتي عن الفريق؟
– جميع ما يثار عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضد المدرب الوطني حسن خليفة غير صحيح، فقد عملت معه لسنوات طويلة، وأجده دائما يعامل الجميع بعدل، ويرفض التفرقة، وأؤكد أنه لم يكن يوما ضد أي لاعب، وإنما يتم قياس الأداء من خلال ما يقدمه اللاعب من مستوى وعطاء في التدريبات، والمباريات الودية والرسمية من جدية والتزام، ولذلك فأنا أؤكد بأن إبعاد العديد من اللاعبين في الموسم الماضي عن المباريات، أو انتقالهم إلى أندية أخرى؛ مثل رحيل معتز تمبكتي إلى الفيحاء لم يكن بسبب خلافات شخصية، أو ماشابه ذلك، وبالمناسبة فإن المدرب التشيلي سييرا يرفض مثل تلك التصرفات، أو التدخل في عمله، وإنما يطلب استشارات حول مستويات اللاعبين.
• ما هي الحلول في الموسم القادم لمعانقة الذهب ؟
– في البداية أتمنى للرئيس الجديد أنمار الحائلي كل التوفيق والنجاح في مهمته القادمة، وأعتقد أن استمرار الجهاز الفني بقيادة المدرب التشيلي خوسيه سييرا، ورباعي اللاعبين الأجانب خطوة مهمة للاستقرار الفني؛ لما قدموه من عمل مميز في العام الماضي، ويعد دافعا كبيرا لتحقيق موسم رائع، نحقق فيه طموحات الاتحاديين، ولكن بلا شك الفريق بحاجة لتوفير البديل الجهاز والتعاقد مع لاعبين خبرة في منطقة الدفاع، والأهم من ذلك انتهاء الأزمة المالية والقضايا المتراكمة على النادي؛ محليا وخارجيا، وعودة الاستقرار للنادي حتى يعانق الذهب.
• كيف ترى قيادة عدنان فلاتة للفريق؟
– الكابتن عدنان يمتلك خبرة كبيرة، ويعتبر من اللاعبين المميزين، الذي قدموا إضافة فنية في الموسم السابق، ويكفي أنه مثل الفريق في فترات سابقة مع نجوم وأساطير مميزين بحجم محمد نور، وحمد المنتشري، وأسامة المولد، ورضا تكر، وغيرهم من اللاعبين المحليين والأجانب وفي الموسم الماضي شاهدنا الثنائي فهد الأنصاري، وعدنان فلاتة يقدمان أدوارا قيادية كبيرة أسهمت في حل الكثير من المشاكل، ومنها إبقاء اللاعبين في معسكر تركيا فترة وفاة الراحل أحمد مسعود- يرحمه الله – بالإضافة لرفع معنويات اللاعبين بعد عقوبة حسم ثلاث نقاط من رصيد الفريق في الدوري، وأيضا ما شاهدناه داخل الملعب وأوقات التدريبات من توجيهات فنية ونفسية لزملائهما اللاعبين؛ خاصة الذين يفتقدون لعنصر الخبرة.
• ما سر تفوق الأهلي على الاتحاد في المواسم الخمس الماضية؟
– مباريات الديربي لا تخضع إلى مقاييس فنية بشكل كامل، بقدر مايدخل في ذلك جوانب أخرى؛ منها التجهيز النفسي، وغير ذلك، وبكل أمانة في الخمسة مواسم الماضية، نجد العمل الفني والاستقرار المالي في الأهلي أفضل من الاتحاد؛ من خلال تزويد الفريق بلاعبين محليين وأجانب مميزين، وتوفير البديل الجاهز، ففي السابق كان التفوق للاتحاد بسبب وضوح طريقة الأهلي الفنية وكمية العناصر المميزة في الاتحاد، ولكن تغير الحال وأصبحت السيطرة أهلاوية إلى الموسم ماقبل الماضي،
وفي العام المنصرم تواجه الفريقان في ثلاث مواجهات، وقد انتصر الاتحاد في واحدة، والأهلي في أخرى، وتم التعادل في مباراة؛ مما يؤكد أن الاتحاد سيعود مجددا للمنافسة، فالبرغم من التفوق الفني للأهلي إلا أن الاتحاد استطاع العام الماضي من تحدي الظروف والمشاكل التي تواجهه، وأثبت وجوده، وصدقني متى ماانتهت المشكلات المالية سيعود الاتحاد بشكل أقوى، ولن يستطيع أي ناد الوقوف أمامه.
• هل أثررحيل عبدالفتاح عسيري على الفريق ؟
– بدالفتاح لاعب مميز، ويكفي حصوله على جائزة أفضل لاعب واعد في المملكة. والاتحاد فقد لاعبا مميزا من أبنائه، ويعتبر اللاعب مكسبا، وإضافة للأهلي لكن رحيله من الاتحاد غير مؤثر؛ كونه سهل التعويض، وقد شاهدنا الموسم الماضي أنى جلب المحترف المصري محمود كهربا منح الفريق قوة إضافية، لذلك ففريق مثل الاتحاد لا يتأثر بغياب أو رحيل لاعب مهما كان اسمه .
• كلمة أخيرة؟
