مدريد – واس
نوه عدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر العالمي للحوار الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله في مدريد يوم امس الاول بالمؤتمر وعلقوا عليه آمالا كبيرة ليكون منطلقا إلى مؤتمرات مماثلة تفضي بالنتيجة إلى حلول للقضايا والمشكلات التي تعاني منها البشرية في عصرنا الحاضر سيما ما يتعلق بالقيم والأخلاق والأسرة والبيئة.
وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أهمية المؤتمر بالنظر إلى أن جميع الأديان السماوية ومختلف الثقافات والحضارات المعتبرة ممثلة فيه مما يعني أن الجميع يحرص على البحث عن مخرج للأزمات والصراعات التي تشهدها العديد من مناطق العالم والفساد الأخلاقي الذي استشرى في كثير من اﻟﻤﺠتمعات والأخطار التي باتت تهدد البيئة مما يعرض الحياة البشرية للخطر.
فقد أكد المدير العام ﻟﻤﺠلس العلاقات الإسلامية الأمريكية نهاد عوض أن توقيت المؤتمر مهم ورسالة واضحة وصريحة لأنها تريد أن يعلم العالم كله أن المسلمين شركاء لهم في الماء الكلأ وشركاء في المستقبل وفي التحديات التي تعاني منها الأمة البشرية.
وقال إن الفرص مفتوحة أمام الجميع لو توحدت الجهود وتم الاتفاق على رؤى مشتركة حتى في الحد الأدنى والمسلمون قادرون على صقل هذه العلاقة من منظور إسلامي عالمي.
وتوقع أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق للبحث عن الحلول للمشكلات التي يعانيها عالم اليوم مطالبا الجميع بأن يكونوا مصممين على هذا الهدف لأن مسؤولياتهم لا تنتهي بانتهاء المؤتمرات إنما تبدأ بانتهاء المؤتمرات لتكون اللقاءات هي مجرد
وتقييم لما تم تقديمه وتحسين الآداء بعد ذلك.
وعد الحوار الخطوة الأولى نحو التفاهم بين مختلف أتباع الأديان السماوية والثقافات والحضارات .
وأكد نهاد عوض أن المسلمين يملكون القدرة على احتواء واستيعاب الآخرين لأن رسالتهم فضفاضة وإنسانية وليست مختصرة على جنس ولا على جغرافيا ولا على عرق بعينه ولا على زمن ولا حتى على ظروف فالإسلام رسالة خالدة إلى أبد الآبدين وتلتقي مع الرسالات السماوية الأخرى وتتعايش مع الثقافات الأخرى.
وفي ذات السياق قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران محمد على التسخيري إن مؤتمر مكة المكرمة وضع أسسا جميلة للحوار الإنساني لا يتقيد بدين أو مذهب لأنه حوار بين أفراد الإنسان باعتبارهم جميعا يملكون الفطرة الإنسانية المشتركة فهو وضع اسسا ومقومات استراتيجية جيدة.
وأضاف أن مؤتمر مكة المكرمة توصل الى نداء عالمي أسس لسلسلة من المؤتمرات تحاول أن تركز قنواته وتحمل نداءاته.
وعد المؤتمر العالمي للحوار في مدريد الخطوة المهمة والأولى على طريق تنفيذ نداء مكة المكرمة .
وبين التسخيري أن المكان أختير بعناية فائقة باعتبار أن أسبانيا داعية إلى تحالف الحضارات كما أن الوقت الذي يعقد فيه المؤتمر وقت حساس يريد من خلاله أعداء الإنسانية أن يثيروا صراع الحضارات ونهاية التاريخ .
في ذات السياق عد رئيس تجمع المسيحيين والمسلمين من أجل السلام في الولايات المتحدة وليام بيكر المؤتمر من أهم المؤتمرات التي عقدت في هذا الشأن.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وهو يدعو لعقد هذا المؤتمر يبعث برسالة واضحة لمن يبث الدعايات المغرضة عن الإسلام وعن المملكة العربية السعودية. وعبر عن تقديره للمملكة العربية السعودية وشعبها المسلم وبالمسلمين مستنكرا الدعايات المغرضة التي تبثها بعض وسائل الاعلام المعادية للإسلام والمسلمين .
وأضاف إن هذا المؤتمر مبادرة لجميع العالم لأهمية وضرورة الحوار وهذا إنجاز عظيم بحد ذاته.
ورأى أن هذا المؤتمر مؤهل للخروج بنتائج ستظهر أثارها على العلاقات الإنسانية في المستقبل .
وقال وليام بيكر إن التحدث عن الفضائل والأخلاق الحميدة هو من المحاور الرئيسة في هذا المؤتمر فالإنحلال الأخلاقي والتفكك الأسري هو مايهدم اﻟﻤﺠتمعات والأمم والدول, والمؤتمر سيعمل على تكريس القواسم المشتركة في الأديان السماوية فيما يتعلق بالأخلاق والأسرة والبيئة.
وأعرب الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي في دولة الكويت أبو القاسم الديباجي عن سرورة لتلبية هذه الدعوة المهمة في الوقت الذي يعيش فيه العالم بالهاوية .
وعد المؤتمر الأول من نوعه الذي يجمع بين أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارت من مختلف انحاء العالم. وقال: إننا اذا لم نتحرك لخلاص البشرية من هذه الفتن فنحن مسئولون امام الله وأمام الخلق وعلى هذا الأساس فالمحور في هذا المؤتمر هو الإنسان فنحن لا نتكلم في هذا المؤتمر عن الدين وإنما عن القواسم المشتركة التي تجتمع عليها الأديان السماوية فيما يخص الأسرة والقيم والأخلاق التي تعزز التفاهم والتعايش السلمي بين جميع البشر.
وأبدى تفاءله بهذا المؤتمر الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للخروج بنتائج إيجابية لمعالجة القضايا والمشكلات المعاصرة من خلال الحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارت من مختلف أنحاء العالم.