عبدالعزيز بن دراج
تحدثوا عن العقود، والبعض ينطق بلغة المعاهدات ونصوص المواثيق وسلوك الأعراف.
فسخ العقود في حال نقضها يكون مُلزماً لدى العقلاء والأوفياء ومِمَّن يملكون ثوابت التأسيس ورصانة الإنتماء.
قواعد الأجداد كانت تَربِط الإنسان باللسان وتحفظ حقوقه لدى كائن من كان دون مواثيق وعهود.
كان فسخ عقد القطرية من النادي الملكي يُعادل فسحاً للكرامات وحفظاً للمقامات. كل شيء يمكن التهاون فيه والتساهل من خلاله إلا حفنة من تراب الوطن؛ فهناك خطوط حمراء يُمنع الاقتراب منها ومُحال التلاعب من خلالها أو التمرير بمقتضاها.
من وضع ركائز البيت ومن بنى للأجيال ورسم قانون الحياة كان يسير في طريقه لصناعة الإنسان قبل الكيان.
فمع تسارع الأحداث وازدياد وتيرة الغضب كان الأهلي في مقدمة الأحداث (مع الدول) قبل المجالس بكل شموخ وعظمة كما جرت العادة؛ ليفسخ عقد الرعاية عن أرض الوطن ويقدم نفسه فداء للوطن دون النظر لعواقب الأمور رغم الخسائر ورغم كل شيء؛ فالوطن أولاً و أخيراً.
قرابة الـ70 مليوناً سنوياً تركها الأهلي دون تأخير، مهما كانت تلك الأرقام ومهما كانت الفائدة، أعلنها الرمز صريحة لا مكان للشراكة مع الثوابت على أطهر البقاع، وأنقى الأندية.. فالملكي يَقودُ ولا يُقاد.
حق مشروع لنا الذود عن الوطن وعن المساس بكل شبر فيه.
إلا أن الضعفاء لا يعقلون بأن لدينا مسلمات لا يمكن المفاضلة بينها أو المراهنة عليها، فالوطن متنفسٌ للأنقياء والمخلصين.
البيت الأهلاوي يزرع تلك المبادئ و يقدم درساً بالمجان لأهل الأفهام ومنسوبى الإعلام و للأجيال القادمة بأنه يقدم ريادة ورسالة مفادُها : أرواحنا ترخص أمام حفنةٍ من تراب هذا الوطن
فعندما يكون أساسك صلباً وانتماؤك متيناً فلا خوف عليك فالإلتفاف بين القمة والقاعدة يُعد نمطاً حضارياً وسلوكاً تربوياً نتعايش من خلاله في النادي الأهلي.
كان فسخ العقد قانوناً للكرامة وبيعاً تاماً لسوق المساومات والمصالح، وما زَال شعار النادي نقياً كمن أعلن عن قطع تلك العلاقات وفض الشبهات.
شكراً.. خالد بن عبدالله.. صاحب السمو الخُلقي..
حفظ الله بلادنا ومقدساتنا وكل مقدراتنا من عبث العابثين وكيد الحاقدين.