ابها ـ مرعي عسيري ..
عادات بادت مع الزمن واخرى تطورت، والبعض من العادات بقيت لسبب أو آخر رغم تغير الزمان وشكل المكان ,,ومنطقة عسير اشتهرت في زمن لم يكن بالبعيد بالبيوت الطينية والتي تبنى من الطين الزراعي يخالطه القش ليتماسك وبعض المنازل تبنى من الأحجار وكلا الخامتين موجودة وبوفرة في منطقة عسير فهي جبلية وكذلك زراعية لذا فالمواد الخام متوفرة فبعد بناء المنزل سواء من الطين او الحجر اوكلاهما يتم تسقيف المنزل ايضاً بمواد طبيعية منها جذوع الشجر واغصانه وكذلك سعف النخيل بعد أن يصاغ بصورة مناسبة لسقف البناء وهناك مسميات للمواد التي تسقف بها المنازل فهناك \" المعدل \" وهو جذع شجرة كبير الحجم سواء في الطول او السماكة والى جواره بعض الجذوع الأقل حجماً وسماكة بطريقة هندسية جميلة ومن فوقها يوضع \" الخصف \" وهو الحصير المصنوع من سعف النخيل ثم تغطى من فوقها \" بالخلب \" وهو الطين المعجون بالماء والقش وبهذا يتم الانتهاء من بناء المنزل لقد قمت بشرح طريقة البناء والمواد المستخدمة وذلك لشرح طريقة الاستعداد المنزلي لشهر رمضان في منطقة عسير ,,وهذه المرحلة تقوم بها السيدات \" سيدات المنزل \" فقبل شهر رمضان المبارك يتم اعادة تزيين المنزل من الخارج والداخل وكون المنازل في ذلك الزمن غير البعيد مبنية من الطين او الحجر اوكلاهما فلابد من ترقيمها وتزيينها
بنفس المواد اومواد تساعد على جمال المنازل ,,وقد كانت السيدات يهتممن بتجميل المنزل من الخارج في المرحلة الاولى \" القصاص \" وهو تبييض المنزل بمادة تبييض نيابة عن الدهانات الحديثة مكونة من الجير الابيض يخلط بالماء ويتم دهن المنزل بها وبأشكال
جمالية تساعد على زيادة نضارة المنزل وكذلك داخل \" الاحواش \" كما يتم \" صهار \" المنزل وهذه تتم على ارض الحوش واسوار المنزل وكذلك \" مداميك \" المنزل حيث يتم خلط كمية من الطين الزراعي بكمية من الماء ويتم دهنها على الجدارن وارضية الحوش والمنزل وذلك لسد الشقوق الناتجة عن العوامل الطبيعية وزيادة انسجامها ولتقويتها وهناك مرحلة \" الخضار \" وهذه الكلمة مأخوذة من الخضرة او اللون الأخضر وتتم بتزيين المنزل من الداخل بإحضار أعشاب \" القظب \" وتجميعها في حزم صغيرة يتم فركها على الجدران مكونة لونا اخضر جميلا ويتم الفرك في مناطق معينة ومحددة وبصورة فنية رائعة وأخيراً مرحلة دهان الأبواب والنوافذ وتأتي هذه المرحلة بواسطة دهانات ذات تركيب طبيعي وألوان مختلفة لتتم مرحلة دهن الأبواب والنوافذ ,,وهكذا يتم تجديد الاواني المنزلية والفرش الداخلي وغيرها ,, المهم هنا هو الاحتفالية الجميلة التي تقوم بها الأسر لاستقبال هذا الشهر الكريم سواء في الشكل او المضمون ففي شهر رمضان لاتخلو المنازل من قراءة القرآن واحياء المساجد كأي شهر من شهور العام ولكن شهر رمضان له خصوصية لدى المسلمين في كل مكان .
هكذا يحتفل أهالي عسير بمقدم شهر الخير والبركة ذلك الحين ,,اما اليوم فالحمد لله ولاة الأمر فينا حفظهم الله قدموا للمواطن السعودي في كل مكان مايريحه ويسعده ويكفيه عناء تلك السنين الصعبة .