أرشيف صحيفة البلاد

عراقيون يضرمون النار في صور خامنئي

البصرة ــ وكالات

كشفت مجموعة من الصور والفيديوهات بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للمظاهرات التي اجتاحت الجنوب العراقي، حالة النقمة الشعبية إزاء النفوذ الإيراني المتنامي في البلاد.
ومن أبرز اللقطات التي تجسد الاعتراض الشعبي الجارف على محاولة نظام طهران إحكام قبضته على العراق ونهب ثرواته، فيديو لمتظاهرين وهم يحرقون صور المرشد الإيراني الراحل، الخميني.

وهتف المتظاهرون، خلال حرق الصورة الضخمة وسط مدينة البصرة، “احترق الخميني احترق” و”احترق الحشد احترق”، في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران.
يذكر ان الشارع الذي شهد هذه الخطوة الرمزية هو شارع الزهراء الذي غيرت السلطات العراقية اسمه قبل نحو عامين لشارع الخميني، الأمر الذي أثار حينها موجة من الغضب الشعبي على اعتبار أن الخطوة مثلت انتهاكا لسيادة العراق.

وتأتي المظاهرات الحالية التي انطلقت قبل أسبوع من البصرة قبل أن تمتد إلى معظم المحافظات الجنوبية، لتؤكد مرة أخرى حالة التدهور التي وصلت إليها البلاد من جراء الفساد المستشري في ظل الهيمنة الإيرانية.
فيما تتواصل المظاهرات في عدة مدن عراقية، بسبب سوء الأوضاع المعيشية وامتدت لمحافظات عدة، بينما رفعت السلطات حالة الاستنفار الأمني وتوعدت بإجراءات رادعة ضد من وصفتهم بالمندسين.

وسعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل يومين لاحتواء الغضب في الجنوب معلنا 7 إجراءات تجاوبا مع مطالب المحتجين، لكن لا تزال الاحتجاجات مستمرة منذ أكثر من أسبوعين.
وقالت المصادر إن القوات الأمنية التي وصلت إلى البصرة منعت المواطنين من الخروج من منازلهم، لكن متظاهرين ما زالوا يتجمعون في مناطق مختلفة من المدينة.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى، في وقت سابق، إن مليشيا بدر، التابعة لإيران، هي التي أطلقت النار على المتظاهرين أمام مبنى محافظة البصرة؛ ما أسفر عن وقوع عشرات الجرحى في صفوف المحتجين.

قالت الشرطة العراقية ومصادر في قطاع الطاقة إن نحو 200 متظاهر تجمعوا عند مدخل حقل السيبة للغاز في جنوب العراق بينما تتواصل الاحتجاجات والاضطرابات بسبب تردي الخدمات في مدن الجنوب لليوم الثامن.
وقال مسؤولون في الحقل إن الاحتجاج لم يؤثر على العمليات في السيبة الذي تديره شركة كويت إنرجي.

وذكر ناشطون إن قوات الأمن العراقية في محافظة البصرة، اعتقلت متظاهرين شاركوا في الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع للمطالبة بتوفير فرص عمل وخدمات أفضل، حسب ما أفادت وكالة أسوشيتيد برس.

وأضافوا أن الاعتقالات بدأت الأحد، حيث طاردت الشرطة المتظاهرين على الطرق الرئيسية والأزقة بعد مظاهرات في مدينة البصرة، والمناطق الريفية المحيطة بحقول النفط.
وانتشرت قوات الأمن خارج مبنى الحكومة المحلية في البصرة لمنع المتظاهرين من التجمع هناك
واقتحم المحتجون في معظم المحافظات الجنوبية مبان حكومية بالإضافة إلى مراكز للأحزاب المهيمنة على المشهد السياسي منذ سنوات، ومقار لميليشيات الحشد الشعبي التي تعتبر الذراع الرئيسي لإيران في العراق.

وهرعت الحكومة لاحتواء الاحتجاجات بإطلاق وعود تتعلق بتوفير آلاف الوظائف، لا سيما في قطاع النفط، وتخصيص 3.5 ترليون دينار عراقي (3 مليارات دولار) لمشروعات كهرباء ومياه.
إلا أنه بموازاة الوعود الحكومية، شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات طالت، وفق ناشطين، عشرات الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع للمطالبة بتوفير فرص عمل وخدمات أفضل.

قال مصدر أمني إن عناصر من مليشيا بدر التابعة لإيران شنت حملة اعتقالات واسعة بالبصرة جنوبي العراق، مشيرة إلى أن المعتقلين نقلوا إلى جهة غير معلومة.

وكانت مصادر في معبر الشلامجة الحدودي بين العراق وإيران قد أكدت أن آليات عسكرية إيرانية تقل أكثر من 1600 عنصر من عناصر الحرس الثوري والاستطلاعات الإيرانية (المخابرات) دخلت البصرة قبل 3 أيام، واعتدوا على المتظاهرين في مدن الجنوب العراقي.