الأمم المتحدة -رويترز
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن \"الوقت ينفد\" أمام جهود السلام في الشرق الأوسط وحث القوى العالمية على كبح البناء الاستيطاني الإسرائيلي الذي قال إنه قد يقوض المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة.
وتعهد عباس في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتفاوض مع اسرائيل بنية صادقة لكنه رسم ما وصفها بصورة \"محبطة وقاتمة\" لآمال السلام.
جاء تقييم عباس بعد يوم من حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن رؤية مفعمة بالأمل قائلاً إن الجانبين اتفقا على تكثيف المحادثات وتوسيع الدور الأمريكي.
ويمثل استئناف محادثات السلام في يوليو تموز انجازا لكيري لكن كثيرا من الفلسطينيين والاسرائيليين إضافة الى خبراء مستقلين يشككون في فرص التوصل الى اتفاق في الصراع المستمر منذ عقود.وقال عباس في كلمته \"الوقت ينفد ونافذة الأمل تضيق ودائرة الفرص تتقلص… وها هي جولة المفاوضات تقدم ما يبدو كفرصة أخيرة لتحقيق السلام العادل. إن مجرد التفكير في العواقب الكارثية للفشل والتبعات المخيفة للإخفاق يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف العمل من أجل اغتنام هذه الفرصة.\"
وتحدث عباس في الأمم المتحدة للمرة الأولى تحت الإسم الرسمي لدولة فلسطين. وكانت الجمعية العامة قد أيدت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ترقية وضع الفلسطينيين الى وضع دولة غير عضو بصفة مراقب رغم اعتراضات الولايات المتحدة وإسرائيل.
وسعى عباس الى طمأنة الاسرائيليين بأن ترقية وضع الفلسطينيين في الأمم المتحدة لا يعني نزع الشرعية عن اسرائيل ودعاهم للعمل معه قائلاً \" دعونا نعمل كي تسود ثقافة السلام. لنهدم الجدران. لنبني جسوراً بدل الأسوار. لنفتح الطرق الواسعة أمام التواصل والاتصال. دعونا ننثر بذور الجيرة الطيبة.\"
لكنه دعا الاسرائيليين أيضاً \"للتوقف عن الاتكاء على ذرائع وهواجس أمنية مضخمة بهدف تكريس الاحتلال.\"
وأبقى عباس على انتقاده الحاد لبناء المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها قائلا انها \"تصطنع واقعاً ما على الأرض\" وتدمر مفهوم ما يسمى بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وقال عباس \"الأسرة الدولية مطالبة بأن تبقى يقظة وهي تراقب الوضع من أجل إدانة ووقف أية أفعال على الأرض تقود لتقويض المسار التفاوضي ونقصد هنا في المقام الأول مواصلة عمليات الاستيطان في أرضنا الفلسطينية وبخاصة في القدس.\"
ويعتبر مصير المستوطنات أحد القضايا الرئيسية التي يتعين التوصل الى حل لها. وانهارت آخر جولة من محادثات السلام عام 2010 بسبب خلاف على بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المأمولة.
ويعيش نحو 350 ألف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية وسط نحو 2.5 مليون فلسطيني يقولون ان المستوطنات تحرمهم من دولة موصولة الأطراف قابلة للحياة.
والتقى عباس بالرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأوباما في البيت الأبيض يوم الاثنين ويلقي كلمة أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء القادم.