رؤية : مشعل الفوازي
(يا ثقل نَفسي)
شعر:عايض الظفيري
يآ ثقل نَفسي عَلَى نَفسي و يآ صبره
ثنيتهآ لين صآرَت – غَصب – تثنيني
أَعيش / مآنيب لآرآضي ولآ مكره
آحلآم و آوهآم . . تغريني و تغويني
هَـ الليل درب سهرته وآخره بكره
بكره خذآ الأمس مني وش بـ يعطيني ؟
يَـقدر يرجع ظلآمي مثل مآ يخبره ؟
قبل صلآة العشآء وأمِّي تنآديني:
يآ وليدي الليل ليّل غآبت الصفره
تعآل واِمرح أوخيّك بينك و بيني
أيَّآم كنت أسأل أمي : ليلنا شـ كبره ؟
آنآم و آسمَع : وليدي . . يآ بَعَد عيني
هَـ الكون مآ هزّ في رآسي و لآ شعره
مآ هزّني – غير – صوت أمِّي تصحيني
كنت آحسب الوَقت لآيظلم ولآ يكره
كنت آحسبني آبَكبر بَس بـ سنيني
طفل كبير يتشيطن حزّة السهره
و الصبح مآ كآن ذآك الوقت يعنيني
مآكآن هَـ الصبح يغريني و آبنتظره
إلآ علشآن لعبي مع حبيبيني
مآكنت آحسب الزمَن قآسي على كثره
كنت آحسب إنه إلى آحلآمي / يوديني
هَـ اللحين | يآخيبتي عشره على عشره
هَـ اللحين يآ نَفس . . لوميني و لوميني
عـشته و شفته ويآ صعبه و يآ قشره
مآفيه شَيّ قدَر حتى يسلّيني
وش آخر الصبر يآنفس نفذ صبره
ثنيتهآ . . , و الزمن لآبد . . يثنيني
رؤية: مشعل الفوازي
في بداية النص كانت هناك إشارة تململ ، وضيق من الحالة السائدة ، التي انعكست سلبا على الشاعر حتى ضاق بنفسه ، ودخل في صراع غير متكافئ معها ، عبر : ثنيتها لين صارت غصب تثنيني ، والثني هنا ، لا يعني الهزيمة فقط ، لكنه يأخذ كل دلالات الانكسار ، والإحباط 0كل ذلك لأن الشاعر:
يعيش لا هو بلا راضي ولا مكره
أحلام وأوهام تغريني وتغويني
والجميل هنا ، ليس فقط المحسن البديعي المتمثل في السجع،في: أحلام / أوهام ، أو الجناس في : تغريني / تغويني ، لكنه يكمن أيضا في هذه التراتبية الجميلة فالأحلام تحولت إلى أوهام ، والإغراء تبعه الإغواء، ليظل الشاعر معلقا في دائرة ضيقة من الإحباط ، ويراهن على الزمن الذي أخذ شكل المكان ويردد:هالليل درب سهرته وآخره بكرة00وقبل أن نسترسل في قراءة النص سنتوقف قليلا عند صراع الشاعر مع الزمن في هذه القصيدة ، التي كتبت أصلا عن زمن جميل للشاعر ، ولأن الزمان لم يعد كذلك فإن الشاعر حاول أن يحيده وأن يلجأ للمكان الذي لا تتغير دلالاته مهما تغير شكله 00من أوجه صراع الشاعر مع الزمن ، تحويل الليل كما قلنا من مدلوله الزمن إلى(درب)بمفهومه المكاني،لكن هذا الدرب سيصل في النهاية إلى (بكرة) و المشكلة أن(بكره)هو أساس المشكلة لأنه سيبعده عن الامس 0000 وهذا بُعد فلسفي جميل الى ابعد الحدود0هذا الـ(بكره) الذي سينتهي اليه درب الليل ، هل يستطيع أن يقوم بعملية انقلابية معاكسة لإتجاه الزمن،و:
يَـقدر يرجع ظلآمي مثل مآ يخبره ؟
قبل صلآة العشآء و أمِّي تنآديني
هنا أيضا يحضر الزمن ، لكنه زمن الامس 00 زمن الحلم 0يآ وليدي الليل ليّل غآبت الصفره وبما أنها غابت الصفرة ، فالمؤكد أن الليل ليّل ، وبلغ سقفه الزمني الاعلى المسموح0
طفل كبير يتشيطن حزّة السهره
والصبح مآ كآن ذآك الوقت يعنيني
هنا أيضا ملمح من صراع الشاعر مع الزمن ، فالصبح لا يعني له سوى العودة لما كان عليه قبل أن( يليل الليل):
مآكآن هَـ الصبح يغريني و آبنتظره
إلآ علشآن لعبي مع حبيبيني
ثم يبلغ الصراع بين الشاعر والزمن مداه:
مآكنت آحسب الزمَن قآسي على كثره
كنت آحسب إنه إلى آحلآمي / يوديني
هَـ اللحين | يآخيبتي عشره على عشره
هَـ اللحين يآ نَفس . . لوميني و لوميني
سنخرج من منعطف الزمن الذي دخلناه اضطرارا ، ونعود للقصيدة في بنائها الاساسي ومن حيث توقفنا:
هالليل درب سهرته وآخره بكره
بكره خذآ الأمس مني وش بـ يعطيني ؟
قلنا أنها مراهنة على الزمن ، لكن حتى هذه المراهنة،لا تختلف في نتيجتها،عن الأحلام المتحولة إلى أوهام ، والإغواء الناتج عن الإغراء ، فالمأزق لا يزال أكبر من أن يتم تجاوزه ، لأن هذا الــ بكره يبعد الشاعر عن الأمس الذي هو مصدر طمأنينته ومحضن عشه الدافئ :
هَـ الليل درب سهرته وآخره بكره
بكره خذآ الأمس مني وش بـ يعطيني ؟
يَـقدر يرجع ظلآمي مثل مآ يخبره ؟
قبل صلآة العشآء و أمِّي تنآديني :
يآ وليدي الليل ليّل غآبت الصفره
تعآل واِمرح اوخيّك بينك و بيني
أيَّآم كنت أسأل أمي : ليلنا شـ كبره ؟
آنآم و آسمَع : وليدي . . يآ بَعَد عيني
هَـ الكون مآ هزّ في رآسي و لآ شعره
مآ هزّني – غير – صوت أمِّي تصحيني